الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طلبت الخلع فهددها بتشويه وجهها بـ"مية نار".. الزوجة: صمت على خيانة زوجى حفاظا على بيتى فاتهمنى بالزنا والجمع بين زوجين

صدى البلد

تعج قاعة الجلسات بالحاضرين، أشعة الشمس تتسلل من النوافذ، وتلقى بظلال الشروخ المتشعبة فى زجاجها المتسخ على الوجوه العابسة، فتفضح الدموع التى حفرت لها ممرات على قسماتها، الكراسى الخشبية الطولية المتهالكة تنتشر فى صفين على اليمين واليسار، وعلى أحد المقاعد الخلفية التى تقاوم السقوط جلست فى ثوب يشبه ملابس الحداد.
امسكت بيد مرتعشة كوب ساخن من القهوة، تتصاعد ابخرته أمام عينيها المسكونة بالحزن على حياة قضتها مع رجل ظنت انه سيعوضها عن سنوات الحرمان والتيه التى عاشتها بين زوجة أب اعتادت حرق جسدها الهزيل وزوج أم اصابها بعاهة مستديمة فى قدمها اليسرى من التعذيب، انها(ح.م) الزوجة الثلاثينية التى طرقت ابواب محكمة الاسرة بزنانيرى لرفع دعوى خلع بعد زواج دام لاكثر من 12عاما واثمر عن انجاب طفلين ضد زوجها الذى طعنها فى شرفها- حسب روايتها- واتهمها بالجمع بين زوجين.
"بعد كل هذة السنوات يتهمنى بالجمع بين زوجين" بهذه الكلمات الممزوجة بالحسرة بدأت الزوجة الثلاثينية رواية تفاصيل حكايتها لـ"صدى البلد" وبوجه عابس حزين وجسد ينتفض من الالم، تتابع: " ظننت انه سيعوضنى عن سنوات الحرمان والشقاء واليتم الذى ذقت مرارته منذ نعومة أظافرى، رغم ان والدى كانا على قيد الحياة، لكن كل منهما كان يعيش حياته مع من اختاره بعد ان انفصلا عن بعضهما، كانا ينظران الى على اننى عبء يثقل كاهلهما ويعكر صفو حياتهما الجديدة، لازلت اتذكرمشهد ابى وهو عاجزا امام حرق زوجته لجسدى النحيل، وامى التى لم تحرك ساكنا عندما اصابنى زوجها بعاهة مستديمة فى قدمى اليسرى من كثرة تعذيبه لى وضربى بآلات حادة، ولم تقطع يديه الممتدة الى مفاتنى مكتفية بمراقبة نظراته الناهشة فى لحمى بعد انتهائه من تناول حصته اليومية من الافيون والحشيش، الاثنان اسقطانى من حساباتهما ، فلم اجد مفرا سوى الزواج من رجل احتمى به واستظل بظله".
تشيح الزوجة الثلاثينية بوجهها صوب باب القاعة الخشبى حتى لايلمح محدثها الدموع المترقرقه فى عينيها البائستين وهى تكمل روايتها:" تزوجت اول رجل طرق بابى، كان يكبرنى بـ13 عاما، ويعمل بورشة لتصنيع الاحذية، لكننى لم ابالى، او بالاحرى لم يكن امامى خيار اخر، فالمهم انه يمتلك مايمكن ان يريحنى به من العناء،عشت معه فى غرفة الفقر يزحف على حوائطها، متهالكة الجدران ، ومتساقطة الدهان، ببيت اهله الآيل للسقوط مع تسعة افراد، توليت انا خدمتهم ولم اشتك، ولم تمر سوى اشهر قليلة حتى اكتشفت خيانته لى مع احدى قريباته، لم اتحمل فطلبت الطلاق، وبعد جلسات صلح عدت له، لاننى خفت من السنة العباد التى لاترحم من حملت يوما لقب مطلقة، كما أن فكرة الرجوع الى بيت امى وزوجها ووالدى وزوجته كانت تصيبنى بالهلع".
تعصف الذكريات المؤلمة بذهن الزوجة البائسة، وتتدافع امام عينيها الحزينتين مشاهد حياتها البائسة، وبنبرة تلمح فيها العجز تردف:" عشت معه حياة باردة وكئيبة، نزع عنى رداء انوثتى، حولنى الى ثور مربوط فى ساقية صباحا اخدم فى بيوت العالمين، اغسل الصحون وامسح الارضيات الرخامية الفاخرة، هذا يسبنى وهذا يلعنى وذاك يمن على ببقايا طعام أو ملابس رثة لاتخلو من الرقع، وليلا افترش الارصفة بقطع من الحلوى واحيانا ابيع مناديل ورقية باشارات المرور بحثا عن بضغة جنيهات اسد بها جوع الصبيين، بينما تفرغ هو الى افراغ شهواته مع ساقطاته على فراشى والمخدرات وزجاجة الخمر التى اذهبت عقله وجعلته عبدا لمن يوفر له كأسا، ياليته اكتفى بتعذيبى والتسبب فى اصابتى بمرض السكر والقلب، لكنه اتهمنى زورا وبهتانا بالزواج عرفيا من رجل اخر وانا لازلت فى عصمته بعدما امتنعت عن اعطائه اموال يتجرع بها السموم التى تفتك بجسده وتركت البيت".
تنفلت الدموع من عين الزوجة الثلاثينية فتجبرها على الصمت لبرهة، وبصوت مرتعش تختتم مأساتها:" أنسى صبرى عليه وصمتى على خيانته لى من اجل ان يظل هذا البيت مفتوحا؟!، الم يستح من ان يوصم ام ولديه بعار الزنا والخيانة ؟!، الم يفكر ولو للحظة واحدة فى مصيرهما وكيف ستنهش الالسن فى سيرتهما بعد هذا الاتهام الكاذب؟!.
يبدو ان القدر لايمنح أمثالى من الخائفين والمترددين فى الخلاص الراحة والاستقرار، ويبدو ايضا أن هذة المرة لامفرمن السعى للفوز بلقب مطلقة، كل ما اتمناه ان يصدر حكم بتطليقى خلعا فى اسرع وقت من هذا الرجل الذى يحاصرنى بتهديداته لى بقتلى وتشويه وجهى بماء النار، اذا استمريت فى اجراءات دعوى الخلع" .