قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جمهورية السلفيين (4)


لقد كان سكان "جمهورية السلفيين" - ولا يزالون - يزعمون أنهم لا يكفرون الحاكم ولا المحكوم وأنهم لا يكفرون المجتمعات ولا يكفرون المعين إلا بضوابط وشرائط حددها الشرع الحنيف لا في مصر ولا في غيرها، ومع ذلك تمتلئ كتبهم ومحاضراتهم ورسائلهم ومقالاتهم بالتكفير ظاهرًا وباطنًا سرًا وعلانية، تلميحًا وتصريحًا بالتكفير المطلق والمعين والُمنَزل على الأشخاص، للحاكم وللمحكوم والفرد والأسرة والمجتمع!
ثم لم يتوقفوا عند هذا الحد ولكنهم زادوا على ذلك فقفزوا قفزة في الهواء، وذلك بعد الاستقرار على تكفير الحاكم المصري – أيًا كان اسمه أو صفته أو زمنه - فأصلوا لما أسموه "شغور الزمان عن الإمام"، وهى ما يعني أن الحاكم غائب حكمًا لأنه كافر، و"لا ولاية لمسلم على كافر"، وهنا تساءلوا ما العمل يا ترى؟!
فكانت الإجابة: أنه لابد من العمل على تنصيب إمام وحاكم يكون مسلمًا بدلا عن الحاكم الكافر والذي انعدمت صفته كحاكمٍ له السمع والطاعة لكونه كافرًا! فكانت هذه الحيلة الخبيثة هى سبيلهم نحو تنصيب حاكم – منهم - عليهم، يكون هو الحاكم السلفي السري للعالم السفلي لـ"جمهورية السلفيين"! ليكون أمير التنظيم السلفي السري هو أمير المؤمنين!! ورئيس الجمهورية!! و الذي هو – والحالة هذه - هو المرشد الأعلى للسلفيين "ياسر حسين محمود برهامي حشيش"، رئيس جمهورية السلفيين، والذي منذ نصب نفسه بنفسه "رئيسًا" لـ"جمهورية السلفيين" وهو يعطي لنفسه من الصلاحيات ما لا يمتلك مثلها ولا دونها أعظم الدكتاتوريين دكتاتورية في العالم عبر التاريخ، فله الحق في أن يفعل ما يريد وأن يترك ما يريد، وأن يحبس من يريد ويعذِّر من يريد ويعاقب من يخالف أمره بعقاب أشد ما يكون من دون حسيب ولا رقيب ولا رادع وإنما يطلق لشهواته الجنونية الحيوانية في حب التسلط والتملك والتجبر على الناس العنان! فيعاقب أتباعه بالضرب تارة وبالحبس تارة وبـ"قطع العيش" في أحيان كثيرة!
وكم هم أولئك الذين فقدوا وظائفهم أو أفلست تجارتهم أو خُرِّبَت بيوتهم وطُلقت منهم زوجاتهم بسبب غضب الرئيس عليهم، فيأمر بهم فلا يُباع منهم ولا يشترى ويعمل بنفسه على أن يفقدوا وظائفهم، ويجتهد في طلاق زوجاتهم منهم، وربما كان ذلك بالأمر المباشر لها بأن تتركه فتتركه! وغير ذلك من قصص يندى الجبين لتذكرها وأصحابها أحياء وشهود على تلك الوقائع، بعضهم ما زال يقاوم ويحاول البحث عن كسرة خبز تسد جوعته أو قطعة قماش تواري عورته، وبعضهم هرب إلى خارج البلاد كي يبتعد عن يد الرئيس الطويلة ولكن مع الأسف وجدها سبقته إلى هناك!
و...
في الأُسْبُوعِ المقبل.. للحديثِ عن "رئيس جمهورية السلفيين" بقية.. إنْ شاءَ ربُّ البرية.