قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

اقرأ قصة "لسان" للكاتبة هالة فهمى


هدأ الليل ، توسد القمر قلب السماء ، غلفه السحاب الرقراق ، شح الضوء المسكوب فوق البسيطة ، نام الخلق إلا عيون عبد القوى ، ظل يركض منذ أول الليل خلف الضفادع يهمس لها : يا ضفدع يا بنت ضفدعين .. ردى على "عبده" المسكين أم أنك تفضلينه من الطين .
يمد يـده فى المصرف يصطاد قرموطـا يحاول التملص ، يتكوم بجوار الشادوف يبكى :
- يا مسكين آكل القراميط لا الضفادع .. هم يحبونها ، أنا أكرهها كراهيتى لزمن مسيلمة .
يصيح : مسيلمة نبيكم ولحمنا طعامكم
يعلو صوت بكائه ، نغلق علينا دورنا نحاول النوم .
عبد القوى من بلدتنا ، ولدنا وهو موجود والناس تموت .
جلبابه بلون الأرض ورأسه مجدب ، وذقنه شعثاء . يقتات مع صيد الماء حشائش الأرض. نفسه تعاف خرج البيوت وهباتها. ينام على رأس البلدة ، يتوسد ذراعيه، يتغطى بعيدان من قش الأرز ، عيناه ضيقتان ثقابتان ، صوته الجهورى يخترق الصدر.. يسكن فيه .
قليلون من يحاولون التقرب والحديث معه ، يخافون جرأته .
ليلة .. طرق باب مجاهد بعد عودته من العراق صائحا :
- الغربان أكلت فخذى زوجتك يا مجاهد وأنت فى الغربة تجاهد .
زوجة مجاهد كادت تسقط وهى تستحم، لملمت فخذيها قبلت رأس زوجها منعته من الاعتداء عليه ، ولم تخرج من دارها حتى سافر ثانية .
حول راكية النار ، حكايات وأقوال ، عبد القوى فاكهة السهرات .
تمر الليالى ولسانه فى القرية يسعى ، علقت به عبارة واحدة يصيح بها كل مساء ( كيفما تكونوا يول عليكم). تطوع أبناء البلدة المتعلمون بكتابتها أينما يأمرهم عبد القوى. على حائط الجمعية ، المستوصف ، المدرسة ، دوار العمدة .
اجتمع الناس لأول مرة يفكرون فى عبارة المجذوب الذى لم يعد ينطق غيرها ، نسى اللصوص والعاهرات .. لم يعد يعلق عليهم..فقط هذه العبارة
تمر عبارته ليلا ، فى الصباح نجد المصارف مليئة بالكيماوى الفاسد ، وبقايا الأوراق المحروقة لأرقام لا نفهمها .
ضقنا بصراخه ، وضاق بنا .
برزت عظامه ، جحظت عيناه ، نقش داخلها (كيفما تكونوا يول عليكم) . فجأة دوت صرخة:
عبد القوى راقد فى البركة ، ولسانه مقطوع.. ملقى فوق الأرض.
حاولوا دفن اللسان مع جثة صاحبه ، كان قد التصق بالأرض ، نبتت جذوره وامتدت تسعى تحتها.
أقاموا فوقه ضريحا من طين ، البعض يراه يتحرك فى المساء
والآخرون يؤكدون أنهم يسمعون صوت صراخه فى الليل (كيفما تكونوا