الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غدا.. الصحة العالمية تحيي اليوم الدولي للقضاء علي ناسور الولادة

صدى البلد

تحيي منظمة الصحة العالمية غدا السبت، اليوم الدولي للقضاء علي ناسور الولادة 2015 تحت شعار " إنهاء الناسور ، واستعادة كرامة المرأة" ، ويسلط الضوء على أن استمرار ناسور الولادة هو مثال واضح على عدم المساواة الشديد والحرمان من حقوق الإنسان وكرامته.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اختارت في ديسمبر 2012 يوم 23 مايو يوما للاحتفال باليوم الدولي للقضاء علي ناسور الولادة سنويا لزيادة الوعي وتكثيف الجهود الرامية إلى إنهاء ناسور الولادة ، الذى يحدث نتيجة الولادة الطويلة والمتعسرة ، وهو أحد مضاعفات الحمل التي يمكن تجنبها ومعالجتها ، وتعاني النساء المصابات بالناسور من التذمر والخجل وغالبا ما ينعزلن عن مجتمعاتهن ، وهو مثال صارخ على عدم المساواة في الحصول على خدمات الصحة النفاسية ، كما أنه كان حتى وقت متأخر أحد الأمراض المجهولة.
ويحدث ناسور الولادة ، من ثقب يظهر بين قناة الوضع وعضو واحد أو أكثر من الأعضاء الداخلية للمرأة ، بسبب عمليات الوضع المتعسرة في ظروف لا تتوفر فيها إمكانية الحصول على الرعاية الطبية المتقدمة في الوقت المناسب ، مثل إجراء جراحة ولادة قيصرية.
ويشير تقرير اليونسيف ، إلي إن تأخير السن الذي يمكن أن تحدث فيه أول حالة حمل ، وزيادة فرص الحصول على وسائل منع الحمل تعد أيضًا من العوامل المهمة لمنع حدوث الإصابة بالناسور ، ويسبب الناسور حالة مزمنة للتسرب غير الإرادي للبول أو البراز أو كليهما ، وهي إعاقة مدمرة تؤثر على عدد كبير من الفتيات والنساء في أفريقيا وآسيا ، وأضاف أنه ما زالت تحدث حالات إصابة جديدة - وجميعها كان يمكن الوقاية منها - وفي أغلب الحالات تعاني النساء اللواتي أصبن بالناسور بسبب الولادة المتعسرة من الأسى نتيجة فقدان أطفالهن ، وتبرز أعراض ناسور الولادة عموما في مرحلة مبكرة من فترة ما بعد الولادة ، غير أنه قد تنشأ بل وكثيرا ما تنشأ أعراض أخرى لا تقل شدة من قبيل الصدمات النفسية وتدهور الصحة وتزايد الفقر والوصم الاجتماعي من قبل الأسرة والأصدقاء.
وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية واليونسيف أنه يموت في كل يوم في جميع أنحاء العالم ما يقارب 800 امرأة بسبب المضاعفات ذات الصلة بالحمل أو الولادة ، أي أن عسر الولادة يتسبب في وقوع ما يقارب 6% من مجموع وفيات الأمومة ، وتشير التقديرات إلى أنه مقابل كل امرأة تموت لأسباب نفاسية ، يعاني ما لايقل عن 20 امرأة من الاعتلال النفاسي ، ومن أشد أشكاله ناسور الولادة ، وتفيد التقديرات المقبولة عموما إلى أن عدد النساء اللواتي يعانين من ناسور الولادة يتراوح بين 2 و 3.5 ملايين امرأة في العالم النامي ، ويحدث في كل عام ما يتراوح بين 50 ألفا و 100 ألف حالة جديدة من حالات ناسور الولادة.
وناسور الولادة الذي قضي عليه قضاء مبرما في العالم المتقدم لا يزال يصيب أفقر الفقيرات أي النساء والفتيات اللواتي يعشن في بعض المناطق النائية الأكثر افتقارا للموارد في العالم ، وقد تم تسجيل عدد النساء المصابين بناسور الولادة عند نحو 1200 امرأة سنوياً في بوروندي ، كما تشير التقديرات إلى حدوث 400 حالة جديدة من ناسور الولادة في السنغال في كل عام ، وأن منطقة تامباكوندا هي واحدة من المناطق الأكثر تضرراً ، ويبلغ معدل الوفيات في تامباكوندا 395 حالة وفاة لكل 100ألف حالة ولادة حية ، في حين يتراوح عدد النساء اللاتي يعانين من نواسير الولادة في موريتانيا ما بين 2700 و3000 امرأة، حسب وثيقة نشرها صندوق الأمم المتحدة للسكان ، ووفقاً لتقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان الذي نشر العام الماضي في جنوب السودان ، فإن نحو 6% من النساء تزوجن وهن تحت سن الخامسة عشرة ، ويتزوج ما يقارب نصف النساء لدى بلوغهن سن الثامنة عشرة.
وحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن نسبة وفيات النساء عند الولادة تبلغ 2,054 لكل 100 ألف ولادة لتكون جنوب السودان البلد الأسوأ في العالم في هذا المجال ، وأظهرت مدينة واو بعض التحسن بمساعدة من صندوق الأمم المتحدة للسكان ، حيث أجريت 63 عملية جراحية نسائية في عام 2012 بالمقارنة مع 19 حالة فقط عولجت عام 2006 ، وأطلق الصندوق حملة في رمبيك بولاية البحيرات في عام 2010 ، ومن بين 100 مريضة موجودة تأكدت إصابة 66 منهن بناسور الولادة وجرت معالجتهن. ولا يزال جنوب السودان متخلفاً في العديد من القضايا الصحية وخصوصاً في رعاية صحة الأمومة. ويتاح لجزء صغير من السكان الحصول على خدمات رعاية صحة الأمومة في حين تعاني الأغلبية العظمى من ضعف الخدمات الصحية. ويشير تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن16 % فقط من النساء يتلقين رعاية صحية في فترة الحمل، في حين أن 3.5% يتمكن من الحصول على وسائل منع الحمل ومما يكشف النقص الحاد في الكادر الطبي أن لدى جنوب السودان الآن ثلاثة جراحين فقط مختصين بجراحة الناسور وأربع ممرضات مدربات على العناية به ، وهو عدد هزيل بالنظر إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة الناسور.
وتشير الاحصائيات أنه على الرغم من أن ولادة المراهقين تمثل حوالي 11 % من الولادات في جميع أنحاء العالم ، إلا أنهم يمثلون 23 % من عبء المرض بين النساء من جميع الأعمار . وأضاف التقرير أنه يوجد 16 مليون مراهقة تلد كل عام ، و تقريبا 95 % من تلك الولادات تحدث بها مضاعفات الحمل والولادة ، وهي السبب الرئيسي للوفاة بين الفتيات في الفئة العمرية من 15 و 19 عاما في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل. كما أن سوء التغذية بين الفتيات المراهقات يكون السبب الأساسي في عدم اكتمال نمو الحوض بشكل كامل مما يزيد من خطر الولادة المتعسرة . كما أن زواج الأطفال يؤثر على واحد من كل ثلاث بنات في العالم النامي ، وهم في الغالب الأكثر فقرا والأقل تعليما للفتيات الذين يعيشون في المناطق الريفية. وتشير الدلائل إلى أن تأخير الحمل إلى ما بعد سن المراهقة قد يقلل من خطر الولادة المتعسرة وناسور الولادة.
ويمكن الوقاية من ناسور الولادة وفي معظم الحالات يمكن علاجه. فالجراحات الترميمية على يد جراح مدرب وخبير في الناسور يمكنها أن تعالج الإصابة ، وبإمكان المصابات بناسور غير مصحوب بمضاعفات الخضوع لعملية جراحية بسيطة من أجل إصلاح الثقب الموجود في المثانة والمستقيم ، إذ أن حوالي من 80 % - 95% من ناسور الولادة ممكن أن تعالج جراحياً ، ويبلغ متوسطة تكلفة معالجة ناسور الولادة بما في ذلك الرعاية اللاحقة للعملية الجراحية وإعادة التأهيل 300 دولار لكل مريضة ، وقد تلقت 47 ألف امرأة العلاج الجراحي بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان على مدى السنوات 10 الماضية.
جدير بالذكر أن ناسور الولادة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها ؛ وتجنبه إلى حد كبير باتخاذ الإجراءات التالية: تأخير أول حمل ؛ وقف الممارسات التقليدية الضارة ؛ الحصول على خدمات الرعاية التوليدية في الوقت المناسب.

وتتواجد حملة للقضاء على ناسور الولادة - والتي دشنها صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركائه في عام 2003 - الآن في 50 بلدا في أفريقيا وآسيا والمنطقة العربية، ويسهم الوقاية من ناسور الولادة وتدبيره علاجياً في بلوغ الهدف 5 من ضمن الأهداف الإنمائية للألفية المتمثل في تحسين صحة الأم.


-