خبير اقتصاد بيئي: فقدنا ثلث التراث البيئي خلال 50 عاما نتيجة الاحتباس الحراري

قال الدكتور عمرو صالح، أستاذ الاقتصاد السياسي والبيئي ومستشار البنك الدولي السابق، إنه وفقا للاتفاقات الدولية التي تحكم انبعاثات الغازات، فإننا خسرنا خلال الـ 50 عاما الماضية "ثلث" من التراث البيئي؛ بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة الاحتباس الحراري عن انبعاثات غاز الكربون الذي خلفته الثورة الصناعية.
وأكد أن بعض النباتات والكائنات انقرضت ولن تعود، ونباتات وكائنات أخرى في طريقها للانقراض مع زيادة معدل الاحتباس الحراري وما يسهم به من رفع درجة حرارة كوكب الأرض.
وفي تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أشار "صالح" إلى أن الزراعة ودورات المحاصيل مرتبطة كثيرا بتغيرات الطقس والمناخ، وارتفاع درجة حرارة الأرض وتخطيها سقف الـ 2 درجة مئوية سيحدث تأثيرا كبيرا بها؛ ما يؤدي إلى تلف كثير من المحاصيل نتيجة طبيعية، بل إنه بالفعل باتت كثير من المحاصيل يصيبها التلف نتيجة تغيرات المناخ، وربما في المستقبل تختفي بعض المحاصيل نتيجة عدم تحملها لدرجات الحرارة المتطرفة سواء في الصيف أو الشتاء.
وأضاف أنه سيتظهر بوضوح التأثيرات الاقتصادية كلما زادت نسب الاحتباس الحراري، حيث إن حركة توريد المحاصيل الزراعية مرتبطة بمواسم زراعتها التي هي في الأصل مرتبطة بالمناخ وتغييراته، وستتغير الخارطة الزمنية والمكانية لتجارة المحاصيل وفقا لتغيرات المناخ.
وحول ضرر ارتفاع درجة حرارة الأرض تابع: ارتفاع منسوب البحار الذي سينتج عن ذوبان جليد القطبين سيؤثر سلبا في المستقبل على "الدلتاوات" فقد تغرق أجزاء كبيرة منها، وخير مثال دلتا نهر النيل بمصر، وقد تصل السواحل بالفعل إلى كفر الشيخ وطنطا، ونفس الحال في باقي المدن الساحلية حول العالم، لافتا إلى أن قياس منسوب البحر حول العالم الآن أصبح مرتفعا بزيادة واضحة، ويزيد هذا الارتفاع من وقت إلى الآخر، ما يؤكد فكرة غرق السواحل نتيجة عدم السيطرة على الاحتباس الحراري.
وأشار إلى أن استمرار تآكل طبقة الأوزون أحد النتائج السلبية التي تتواصل نتيجة الاحتباس، وقد تؤدي مستقبلا إلى ظهور أمراض جديدة وزيادة الأمراض المرتبطة بالأشعة فوق البنفسجية التي تنفذ إلى كوكب الأرض بسهولة كلما زاد تآكل الأوزون.