قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ديمقراطية الديكتاتوريين‎


الديمقراطية كلمة ومعنى يحمل فى طاياته الكثير,وكانت بمثابة حلم بعيد المنال عن المصريين ،تمنوها كثيرا ليستنشقوا نسيم الحرية ويستعيدوا بها كرامتهم.
ومع قيام ثورة يناير وإزهاق الآف من أرواح الشهداء فداء لها وضعوا اقدامهم على بداية الطريق نحوها,لكن يبدو أن المصريين مكتوب عليهم ألا يحصلوا على شىء بسهولة فعندما إقتربت منا الديمقراطية وجدناها مختلفة عما نعرفه عنها فى باقى دول العالم ،فالديمقراطية ذاتها بما تحمله من مبادىء لاتختلف لكن طريقة فهمها وتطبيقها هو الذى يختلف من دولة لآخرى.
فالديمقراطية كما عرفناها من خلال الدول التى تمارسها تتسم بتدوال السلطات إحترام رأى الآغلبية ,حفظ حقوق الآقلية ,تقديس القانون . لكن عندما وصلت إلينا قرر المصريون وضع بصمتهم عليها لتتغير وتصبح شىء مختلف كليا ،وبالتأكيد كان للعصر الديكتاتورى الذى حكم مصر فترة طويلة وتشبع به الكثير من أنصاره، تأثير فى هذه البصمة لينتج لنا فرجاً جديداً من الديمقراطية لا يعرفه إلا المصريون وهى (ديمقراطية الديكتاتورين) .
ومن سمات هذه المجتمعات التى تمارس هذا النوع من الديمقراطية (ديمقراطية الديكتاتوريين) أن الفئة الحاكمة تسيطر على كل شىء وكافة المناصب وتتعامل بديكتاتورية لامثيل لها ورغم ذلك لهم أنصار يساندوهم ويدافعون عنهم بأرواحهم وإذا جرت إنتخابات يفوز فيها الحاصل على المركز الرابع وليس الأول وفى حالة الإعادة تكون بين اصحاب المراكز الثالث والرابع أما الاول فلا يعترفون به ولا بأنصاره الذين أدلوا بأصواتهم إليه كالذى يحدث الآن فى مصر بالنسبة لإنتخابات الرئاسة فهم يريدون إنتخابات نزيهة شرط الا يفوز شفيق ويريدون إنتخابات حرة شرط الا يفوز الإسلاميون فعلاً ونعم الديمقراطية.
كل هذا العبث الذى يحدث تحت ستارة الديمقراطية الذى لايمت لها بأى صلة لا من قريب ولا من بعيد ولا يمكن أن يطلق علية مراهقة سياسية ولا حتى طفولة سياسية ، السبب الرئيسى فيه هم من يرون أنفسهم النخبة الذين هم أول من فشلوا فى إختبار الديمقراطية بإحتكارهم الفكر والآراء ومحاولتهم تظليل الشعب وإنتهازيتهم المعهودة ،هذا فى الوقت الذى نجح فى هذا الإختبار البسطاء من الشعب الذين امنوا بالممارسة الشريفة للديمقراطية.
الديمقراطية ليست أقوالا وكلمات رنانة بل أفعال ومواقف وسياسات تحترم , ومصر الآن فى ورطة حقيقة مع الديمقراطية لغياب الفكر السياسى الحقيقى الذى يهدف الى إصلاح البلاد بعيدا عما يعرض من أفكار فى وسائل الإعلام هدفها المصالح والصفقات .