ذكرى وفاة علي الكسار.."المليونير الخفي".. مات فقيرا .. وآخر كلماته لنجله: "خد معاك العصايا دي وخلي بالك منها"
أول ظهور له من خلال "الخالة الأمريكانية" ولعب فيه دور امرأة
قام بالتمثيل فى 40 فيلما سينمائيا وقدم 160 عرضاً مسرحياً .. و"بواب العمارة" أول أفلامه
اسمه الحقيقي "على خليل سالم إبراهيم" وأخذ اسمه الفني من عائلة والدته
والدته باعت الفرن الذي كانت تمتلكه كي تدفع له البدلية حتى لا يلتحق بالجيش
عمل في البداية بمهنة السروجي ثم اتجه للعمل بالطهي قبل أن يصبح نجما لامعا
لقب نفسه في كازينو "دي باري" باسم البربري المصري وانطلقت منها شخصيته الشهيرة "عثمان عبد الباسط"
لقب بـ"المليونير الخفي" وفى النهاية توفى بقصر العينى نتيجة المرض والفقر
اليوم ذكرى رحيل اشهر من قدم شخصية النوبى فى السينما المصرية، أحد أفضل الكوميديانات المصريين، رائد المسرح الكوميدي الغنائي، انه عثمان عبد الباسط، أو على الكسار، الذى قام بالتمثيل فى 40 عملا فنيا، وتأليف فيلمين هما "الساعة 7" و"بواب العمارة".
ولد النجم الراحل في 13 يوليو عام 1887 في حي البغالة بالسيدة زينب بالقاهرة، فاسمه الحقيقي "على خليل سالم إبراهيم"، وقد أخذ اسمه الفني الكسار من عائلة والدته التي تدعي "زينب على الكسار"، وقامت والدته ببيع الفرن الذي كانت تمتلكه كي تدفع له البدلية كي لا يلتحق بالجيش من فرط حب والدته له.
عمل "على الكسار" في البداية بمهنة السروجي وهي ذات المهنة التي امتهنها والده لكنه لم يستطع إتقانها فاتجه للعمل بالطهي مع خاله، وفي تلك الفترة اختلط بالنوبيين وأتقن لهجتهم وكلامهم.
أول ظهور تمثيلي :
أول ظهور لعلي الكسار كان في عام 1920 في الفيلم الروائي القصير "الخالة الأمريكانية" من إخراج بونفيلي، ولعب في الفيلم دور امرأة، اما أول افلامه السينمائية فكان "بواب العمارة" والذى انتج عام 1935.
سر اختياره لـ"عثمان عبد الباسط" :
كانت فرقة "الكسار" هى أول فرقة مسرحية في تاريخ شارع عماد الدين، وقد تعاون مع الفنان سيد درويش بين عامي 1919 و1923، وأطلق اسمه على أحد الشوارع المجاورة لمسرح الأزبكية، ولقب نفسه في كازينو "دي باري" باسم البربري المصري، وانطلقت منها شخصيته الشهيرة "عثمان عبد الباسط".
منافسة مع "كشكش بيه":
ذاعت شهرته ودخل في منافسة حامية مع الكوميديان الكبير نجيب الريحاني، لذا قرر ابتداع شخصيته الشهيرة "عثمان عبد الباسط"، لينافس بها شخصية "كشكش بيه" التي كان يقدمها "الريحاني"، وبالفعل حقق الدور النوبي للكسار نجاحاً عظيماً، ولا تزال شخصية "عثمان" خالدة في ذاكرة السينما المصرية.
قمة النجاح على خشبة المسرح :
في عام 1907 أسس على الكسار، أول فرقة مسرحية له وسماها "دار التمثيل الزينبي" ثم انتقل إلى فرقة "دار السلام" بحي الحسين بالقاهرة، ثم عمل في فرقة "جورج أبيض" وتعرف هناك على أمين صدقي وكونا معًا فرقة تمثيل عام 1916، وفي 6 يناير 1919 انتقل بفرقته إلى مسرحه الجديد "الماجستيك" بشارع عماد الدين مع شريكه وكاتب مسرحياته أمين صدقي، وكانت أقوى وأنجح الفرق الكوميدية بلا منافس، والتى صمدت أمام كل التحديات التي عرفها تاريخ المسرح المصري الحديث.
ظل "الكسار" و "أمين صدقى" معا إلى أن وقع الانفصال بينهما في نهاية صيف 1925، وسار علي الكسار يعمل وحده بفرقته لمدة 14 عاما، وظل طوال تلك الفترة ما بين الصمود والتألق الفني، يقدم لجمهورة بانتظام مواسم مسرحية كاملة صيفًا وشتاءً، وكان يجوب بفرقته محافظات الوجه البحري والقبلي والدول العربية.
وفي عام 1934 سافر إلى الشام وقدم مسرحياته هناك ولاقت نجاحاً كبيراً، بعد ذلك مر بأزمة أدت إلى إغلاق مسرحه بالقاهرة بعد أن قدم مايزيد على 160 عرضاً مسرحياً، اتجه بعدها إلى السينما وقدم فيها عدداً من الأفلام الناجحة.
كتب مسرحيات علي الكسار العديد من كبار الكتاب أمثال أمين صدقي وبديع خيري وحامد السيد وغيرهم، وقدم للمسرح أكثر من مائتي أوبريت.
الأعمال السينمائية:
قدم على الكسار ما يقرب من 40 فيلما سينمائيا بينما قام بتأليف فيلمين هما "بواب العمارة" و "الساعة 7"، ومن ابرز افلامه "بواب العمارة" و"خفير الدرك و"عثمان وعلي" و "علي بابا والأربعين حرامي" و "نور الدين والبحارة الثلاثة" و "سلفني تلاتة جنيه" و "رصاصة في القلب" و "الساعة 7" و "يوم في العالي" و "ألف ليلة وليلة".
"المليونير الخفى" :
أطلق عليه لقب "المليونير الخفي"، حيث طرأ علي حياته تغيير شامل، فبعد أن كان من الطبقة الكادحة أصبح اسمه يملأ الاسماع في كل البلاد بل ومن مشاهير عصره ويمتلك ثروة كبيرة ولكنه لم يكن يتظاهر بأمواله وثرائه وصار من وجهاء عصره إلا أنه ظل يحيا حياته البسيطة.
ابنه يحكى "الوداع الأخير" مع والده :
ويحكي ابنه "ماجد الكسار" مشهد وفاته قائلا، ذهبت أنا ووالدي إلى مستشفى قصر العيني لإجراء عملية البروستاتا، وعندما وصلنا إلى مبنى الاستعلامات أملي والدي اسمه للموظف المختص ومشينا خطوات قليلة ثم قال لي: تعالى يابني لما نروح نمليه نمرة تليفون المنزل ، قال له: "خد عندك كمان نمرة تليفون المنزل علشان لما أموت تبلغوا البيت".. رد عليه الموظف بعد الشر عليك يا أستاذ علي .. ودخلنا الغرفة حتى انتهى موعد الزيارة وتهيأت للرحيل فنظر لي وقال: "خد معاك العصايا دي وخلي بالك منها"، تعانقنا وقبلني وقبلته وكان الوداع الأخير وخرجت من المستشفى أحمل معي عصاه وكأنها رسالة سلمني إياها.
الفقر والرحيل :
توفي "الكسار" بمستشفى قصر العينى يوم 15 يناير عام 1957 عن عمر ناهز الـ 69 عاما، بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان البروستات، وأقيم له حفل تأبين في وزارة الارشاد القومي بمسرح حديقة الأزبكية، كما قام ابنه الأصغر ماجد بتأليف عدة كتب عنه، أهمها: "علي الكسار في زمن عماد الدين".