بالصور .. 10 ألغاز فى ثورة 25 يناير
5 سنوات 1825 يوما مرت على ثورة 25 يناير على خروج شعب قرر الثورة على الظلم والحلم بالحرية والقضاء على الفساد، والتمرد على "الشعبطة" فى آخر طابور العالم الثالث، ومحو نظام ووجوه ظلت لسنوات قابعة فى مكانها دون جدوى، قرر الإطاحة بهم ومحاسبتهم على السنوات التى مرت من عمر الوطن، 25 يناير حلم شعب اكتمل مع فجر 30 يونيو.
وعلى الرغم من مرور تلك السنوات على ثورة يناير التى لا تزال ذكرياتها عالقة فى أذهاننا وهتافاتها ألحانا نرددها، ظلت الكثير من الأشياء والشخصيات والمواقف المعروفة فى يناير لغزا حتى الآن دون إجابات واضحة وتفسيرات مقنعة وكشف للحقائق ومعرفة الشخصيات.
1- «شاب المدرعة» :
ظُهر الـ 28 من يناير، وقف المهندس أحمد من سكان مدينة نصر أمام مدرعة الشرطة فى شارع قصر العينى، ثابتا ليعكس المشهد بوضوح وقف وكأنه يقف ضد نظام صلب ظل قابضا على حرية شعب طيلة سنوات طويلة، ليظل هذا المشهد عالقا فى الأذهان معبرا عن الثورة وإصرار شبابها فى الوقوف ضد الظلم والقهر، وانتظار المصير مهما كان ..
5 سنوات لم يكشف الشاب عن شخصيته، لم يلهث إلى الفضائيات أو يجرى على منصات التكريم، أو يطلب كرسيا فى النواب، أو يُكون ائتلافا أو حزبا ولكن اكتفى بالذكرى، لتظل صورته فقط دون معالم وجهه أو الكشف عن شخصيته معبرة وأيقونة لهذه الثورة فى الشجاعة وإنكار الذات، حتى على أسرته التى اكتشفت بالصدفة أنه ذلك الشاب.. ملحوظة "شاب المدرعة مش إخوانى".
2- «تامر بتاع غمرة» :
بصوته الشاجن ونحيبه وشحتفته ودموع التماسيح ومحاولة المذيع الطبطبه وتهدئته، سيظل «تامر بتاع غمره» المتصل الباكى والممثل القدير على أفيش افيهات الثورة احد أشهر سقطات الإعلام ، تامر كان نموذجا للمكالمات الهاتفية "المتظبطه"، وكل قناة وليها جمهورها، «تامر الخدعة» دخل ذاكرة 25 يناير من باب عاشور بتاع الشرقية، وريش وبيتزا وكنتاكى فى الميدان، وشهداء 25 يناير اللى ماتوا فى احداث يناير، والأسطول السادس بيستأذن الدخول، والصلاة جمعا مع العساكر فى محمد محمود بعدين الإشتباك معاهم، والعمارة الـ 13 دور.. رغم تلك السنوات سيظل تامر فى الذاكرة رمزا للإعلام «الشمال» .. هو مين تامر بتاع غمره ده.
3- «الشهيد المبتسم» :
ثلاجة مستشفى الهلال الاسم جثة رقم 11، سقط صاحبها وفارق الحياة فى الـ 12 مساء جمعة الغضب 28 يناير بطلقة فى الصدر، مات وعلى وجهه ابتسامة فراق وقدر ولهفة للهتاف فى وجه الظلم والفرحة بالثورة، ابتسامة حملت ألف معنى، مات على أبواب الميدان وسط الأحداث دون أن يشعر أو يلتفت له أحد، فقط سقط وحملت ابتسامته عنوانا لرحيل هادئ من الدنيا.
«الشهيد المبتسم» ظل لغزا أشبه بـ«حكايات الغريب»، نزل يوم 28 وشارك ومات ودفن ولم يعرف أحدا من هو ذلك الشاب، لم ينضم إلى لائحة شهداء يناير، أو يصرف لأهله معاشا استثنائيا، أو يطلبوا الثأر ممن قتله، جاء يتيما وحيدا ورحل مجهولا، فقط كان رقما فى عداد الشهداء، أحد الأشخاص تعرف عليه وبدأ فى التجهيز لدفنه ولكن زوجة الرجل قالت« مش ابنى»، ليعود مرة أخرى للثلاجة حاملا نفس الرقم.
شباب الثورة قدموا له علم مصر ليلتف به جسده داخل الثلاجة، أسرة من الشرقية تعرفت الأم عليه فى مشهد إنسانى حمل دموعا وآلما ولكن تحليل الـ«دى إن ايه» أثبت المفاجأة .. «مش ابنهم»، بعد كشفهم لعلامات فى جسده إعيد التحليل مرة أخرى مع إضافة عينة الأم، لتتكرر نفس المأساة، ويعود الشهيد المبتسم للثلاجة مرة ثانية، وسط إصرار من الأسرة أن الجثة رقم 11 هى لابنهم أحمد يسرى.
«الغريب» ظل شهرين داخل مستشفى الهلال منتظرا من يكرمه بالدفن، ورغم ما نشرته جريدة الأهرام التى تبنت قصته و البحث عن أسرته لم يستدل على شىء، تنافس المئات على نيل شرف استضافته فى مثواه الأخير، تبرعت إحدى القارئات بدفنه فى مقابر أسرتها، انطلقت الجنازة الشعبية من مشرحة زينهم حتى مسجد السيدة نفسيه ومنها للمقابر ليسدل الستار عن قصة الشهيد المبتسم دون أن نعرف من صاحب الجثة رقم 11.
4- «السيارة الـ 28 الحمراء»:
مع هروب السجناء وفوضى الشائعات التى اجتاحت مصر فجر 29 يناير، كان الحديث فى كل شوارع مصر التى بات أهلها بـ «الشوم وأى سلاح للدفاع عن النفس حتى لو مخرطة ملوخية» أمام بوابات المنازل والشوارع لحفظ هيبة المنطقة ليكون المشهد نموذجا «لما الشعب ينزل يشوف حظر التجوال» ، وتقلد الجميع البطولة بعد فشلهم فى كشف الهيئة بالشرطة واحتل الأفيش مشهد الضابط مسئول الكمين فى إيقاف السيارات والتفتيش والكشف عن الرخص، ورفع مساحة العربية وكلمة السر، وقوله انت تبع كمين النعناعة.
كانت الشائعات تنتقل كالنار فى الهشيم، قالوا جايين من هنا، هما مين اللى جايين، وجايين ليه، فى عربية 28 حمرا بتلف فى شوارع مصر وكلها سلاح وبتضرب نار عشوائى، طب هى فين العربية، اللى الكل شافها واصبحت حديث الرأى العام، لتظل السيارة الـ 28 التى جابت شوارع مصر كلها أحد ألغاز يناير.. سؤال اجبارى .. لماذا لم تظهر لجنة شعبية واحدة فى الصعيد من قنا وأنت نازل.
5- «الـ 3 ضباط وأمين الشرطة» :
«الرائد محمد الجوهرى، النقيب شريف المعداوى، الملازم أول محمد حسين، أمين الشرطة وليد سعد الدين» فجر الـ 28 من يناير اختفى أصحاب تلك الأسماء، من على الحدود المصرية، فى الوقت الذى كان الشباب فى الميدان واللجان الشعبية تحمى البيوت والشوراع.
كان الضباط الثلاثة على الحدود فى مأمورية بسيناء وسط طلقات نيران شديدة، ظلوا فى اماكنهم يدافعون عن تراب الوطن، حتى وصل إمداد من الجيش وسيطر على المنطقة، أثناء عودتهم اتخطفوا فى منطقة بئر العبد، ولا حس ولا خبر، الثورة شافت النور ومر 5 سنوات عليها وقامت ثورة تانية ودستور وبرلمان وقناة سويس تانية ومصر بتتبنى من جديد وهما لسه مختطفين .. «أحياء ولا شهداء» .
اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق أكد أنهم أحياء فى حماس، وشهادة اللواء منصور العيسوى ومحمود وجدى فى محاكمة القرن أكدوا نفس النتيجة وأنهم عند فصائل حماس، والنيابة فى محاكمة المعزول مرسى قالت إنهم فى سجون حماس، وتحقيقات أمن الدولة قالت إن مجموعة " الكيلانى" خطفتهم وتم إخفاؤهم فى جبل الحلال .. وأهالى الضباط وأمين الشرطة أكدوا برده .. أنهم ما رجعوش ياباشا.
5 سنوات من التصريحات والتأكيدات والأخبار المتعلقة دون نتيجة تشفى الغليل، 1825 يوما من الحزن والألم والدموع لـ 4 أسر مصرية دون عودة أبنائهم المخطوفين، الشهيد أهله بيرتاحوا عارفين فين، لكن الأسر الأربعة مش عارفين ولادهم أحياء ولا شهدوا، يبكوا ولا يناضلوا لحد ما يعرفوا طريقهم، يستسلموا ويستلموا شهادة الوفاة من غير جثث، ولا ممكن فى يوم يخبطوا عليهم .. والد المعداوى مات حسرة على فراق ابنه.
6- «اللى فتح السجون» :
فجر الـ 28 من يناير اقتحمت عناصر مسلحة يستقلون سيارات نصف نقل 11 سجنا مصريا بينهم وادى النطرون وملحق ليمان طره الذى يضم المعتقلين السياسيين، وسجن أبو زعبل " 4 سجون" بداخلها سجناء حماس وحزب الله، كما اقتحم سجون المرج والفيوم وقنا، هدموا البوابات وقتلوا الشرطة فى الأبراج، فقط الشهادات انحصرت فى أنهم ملثمين بالجلاليب ولهجتهم عربية يحملون الأسلحة الثقيلة والجرينوف، ليهرب حوالى 24 ألف سجين عاد منهم 14 ألفا حتى الان، مع الوضع فى الإعتبار أن من خرجوا من السجون المتاخمة للقاهرة هم عتاة المجرمين، من قصد الفوضى ومن حرض ونسق وساعد ومهد ومول ورسم الخطة لينال من الشعب المصرى، ويبث الرعب فى النفوس، ويجبر كل مصرى على المبيت أمام منزله رافعا شومة وسكينة مطبخ.
من وقع البروتوكول لدخول العناصر المسلحة حتى تخوم القاهرة، لاقتحام تلك السجون وكم عددهم وكيف اخترقوا عرض مصر حتى القاهرة دون اعتراض ، وكيف وأين.
أسئلة كثيرة لا تزال لغزا فى اقتحام السجون فى يناير رغم لجان تقصى الحقائق الأولى والثانية والثالثة، أرواح زهقت وأبرياء سقطوا وأطفال يتموا بسبب المؤامرة، لإخراج 5 من حماس و 24 من حزب الله وعناصر تنظيم الإخوان ليطلوا علينا بعدها بساعات قليلة عبر شاشات التليفزيون بالثريا رافعين علامات النصر والهروب من مصر فى ساعات قليلة.
اسئلة كثيرة تحتاج إلى اجابات واضحة عن فجر 28 يناير وما حدث بالسجون المصرية وبأسماء كل من شارك وساهم ودبر ودخل، ليس من أجل كشف الحقيقة فقط ولكن من أجل كل روح بريئة ماتت دون ذنب فى هذا اليوم، فالمحاسبة واجبة .. والقصاص حياة يا أولى الألباب.
7- «السيارة الدبلوماسية » :
مساء الـ 28 من يناير، شارع قصر العينى، سيارة بيضاء تابعة للسفارة الأمريكية تسير فى حالة جنونية لتخترق تجمع لمسيرة من ثوار يناير، تنطلق السيارة بقوة لتطيح بالعشرات وتسحل البعض، وصل ضحايا الواقعة حوالى 18 شخصا وعشرات المصابين.
أحد سكان المنطقة سجل تلك اللحظات من شرفة منزله ليظل الفيديو شاهدا على تعمد سائق السيارة دهس المتظاهرين، بعد 5 سنوات وحتى الان لم نعرف من كان يقود تلك الحافلة ومن كان يقل، من قصد إزهاق أرواح هولاء الشباب، وكيف خرجت السيارة الأمريكية من السفارة، وهل يمكن لأحد اقتحام سفارة أقوى دولة فى العالم وسرقة سيارة تابعة لها وسط وجود حراسات "الجيم" التى تؤمنها، حقائق كثيرة غائبة فى تلك الواقعة التى لم يحاكم فيها احدا حتى الان؛ وانضمت إلى ملفات محاكمة القرن المتهم فيها مبارك، وعرفت بالسيارة الدبلوماسية واكتفاء السفارة والسفيرة الأمريكية وقتها «مارجريت سكوبى» بالتعليق على الواقعة أن السيارة سرقت .. سرقت بمفاتيحها وبالأشخاص اللى بداخلها.. عثر على السيارة بعدها محطمة وملقاة بجانب أحد الأرصفة.
8- «من قتل اللواء البطران» :
فجر الـ 29 من يناير، سقط اللواء الشهيد «محمد عباس حمزة البطران» داخل سجن القطا بالقليوبية رميا بالرصاص أثناء إقناعه للمساجين بالعودة إلى العنابر وعدم إحداث فوضى، سقط المسئول الأول عن السجون ليتحول موته فى هذا اليوم إلى لغز محير.
فى 28 يناير استطاع البطران منع سجناء الفيوم من الهروب، علم أن هناك تمردا من السجناء بالقطا أصر على تأدية واجبه وأسرع لهناك تعامل البطران بنفسه مع السجناء الذين كانوا فى حالة هياج ومحاولات هروب جماعى، أعطى أوامره بعدم إطلاق النار ودخل بشجاعة للسجناء واحتوى غضبهم فى تلك اللحظات سقط اللواء البطران شهيدا داخل السجن وبعدها هرب كل السجناء بعد فتح مجهولين الأبواب.
مجهولون تسللوا للسجن وقتلوه، مؤامرة لفتح السجون، اشتباك مع المحتجزين، الطلقات اطلقت من العنابر، سيناريوهات كثيرة رسمت حول اغتيال اللواء البطران ولكن حتى الآن وبعد 5 سنوات لا يزال موته لغزا سيقودنا إلى فك طلاسم يوم الهروب الكبير فى 29 يناير.
9 - «اغتيال عمر سليمان» :
فى الـ 29 من يناير، وأمام مستشفى كوبرى القبة سيارة ميكروباص بداخلها 4 أشخاص تقطع طريق موكب اللواء الراحل عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الجناة أطلقوا النيران على السيارة الـ X5 ظنا أنه كان بداخلها، ولكن شاء القدر فى هذا اليوم أن يكون سليمان فى السيارة الأخرى ليسقط أحد حراس سليمان قتيلا ويصاب سائق السيارة التى كان يستقلها نائب الرئيس وقتها.
اعترف سليمان بتعرضه لمحاولة الإغتيال ونجاته من الموت ولكنه لم يكشف هوية مدبرى الحادث أو من يقف وراءها وقال أنه كان ينوى ركوب السيارة التى تعرضت للهجوم أثناء ذهابه للرئاسة للقاء مبارك، وقال الراحل «اشتبك الحرس الذى كان يسير خلف السيارة المصفحة مع الجناة الذين هربوا بينما خرج سائق السيارة المصفحة مسرعا نحو مقر الرئاسة ليخرج بى من مكان الكمين وبعد أن تحركنا بسرعة فوجئت بكمين آخر يطلق النيران على السيارة لكننا انطلقنا بسرعة حتى وصلنا للرئاسة، وأبلغت الرئيس الذى طالب رئيس الحرس بالتحقيق ، ولم يكن من الصواب أن نعلن عن هذه المحاولة فى هذا التوقيت والبلد مشتغل على هذا النحو».
حتى الان بعد 5 سنوات لم يتم التحقيق فى محاولة اغتيال عمر سليمان، ووفاة الحارس الذى راح دون ذنب ودون معاقبة القاتل، من كان فى مصلحته اغتيال نائب رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت لإحداث مزيد من الفوضى.
10 - وائل غنيم ؟