أكثر من نصف الشباب من أصول مهاجرة لا يشعرون بالانتماء للنرويج

أكد أكثر من نصف الشباب من أصول مهاجرة في أوسلو أنهم لا يشعرون بالانتماء للنرويج ويعانون حالة من الاغتراب في علاقاتهم داخل محيطهم الأسري أو مع أصدقائهم أوداخل المدرسة ، خاصة وأنهم لا ينتمون إلى الدول التي ينتمي إليها الأبوان أو أحدهما .
وكشف تقرير لمعهد الأبحاث الاجتماعية النرويجية والمعروف باسم (نوفا) عن أن الشعور بالهوية النرويجية يعتبر ضعيفا للغاية لدى الشباب الذين جاءوا إليها بعد سن السابعة بالرغم من أن نصف الشباب من أبناء المهاجرين الذين ولدوا في النرويج يشعرون أكثر من غيرهم بالغربة .
ونقلت صحيفة (أفتنبوستن) اليوم الأربعاء عن كاي جيروستاد الباحث بالمعهد ، والذي شارك في إعداد هذا التقرير قوله "إن المشكلة تكمن في مستوى الاندماج داخل المجتمع النرويجي والقبول من النرويجيين الأصليين " موضحا أن عدم إحساس الفتاة أو الشاب بالقبول داخل المجتمع والإندماج يقود إلى البحث عن مصادر جديدة لبناء الهوية .
وأضاف جيروستاد "أغلب المراهقين من أبوين نرويجيين يعتقدون أن النرويجي يجب أن يكون ذا شعر أشقر وبشرة بيضاء بخلاف التمييز الناتج عن الملابس والحرية لدى الجنسين ".
وكشف التقرير عن وجود العديد من المجموعات الشبابية في أوسلو التي لديها شعور حاد بالتمييز ، حيث تبين أن الشباب من أبناء النرويجيين الأصليين لا يرتبطون بعلاقات صداقة من أبناء المهاجرين حتى ولو كانوا يسكنون في نفس أحيائهم وترددوا سويا على نفس المدارس.
وأوضح أيضا وجود تبيان نسبي بين مواقف الشباب من أصول مهاجرة من أوروبا الغربية أو الشرقية أو من وسط وشرق آسيا الذي تقل لديهم حدة الشعور بعدم الانتماء للنرويج مثل الشباب ذوي الأصول المهاجرة من تركيا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط .
من جهتها، شددت رئيسة المركز النرويجي لمحاربة العنصرية كاري هيليه بارتابيولي على أهمية البدء في طرح مسألة الهوية النرويجية والانتماء في المناقشات العامة منوهة الى أن النرويج ذات التعداد السكانى الصغير (5 ملايين نسمة) لا يمكنها أن تتغاضى عن هذه المشكلة الخطيرة حيث أن نسبة من مواطنيها الذن يحملون الهوية النرويجية لا يشعرون بالانتماء لها.
وأضافت أن الهوية جزء هام من عملية الاندماج داخل المجتمع ولكن لا يجب إغفال العوامل الأخرى ومن بينها التعليم والسكن والعمل، مؤكدة أن الاحساس بالغربة يأتي غالبا نتيجة لتعرض هؤلاء الشباب بتمييز في المعاملة من قبل مجتمع يشعرهم بأنهم غرباء داخله.
يذكر أن الإدارة العامة للاحصاء في النرويج والمعروفة باسم (إحصاءات النرويج) أشارت في تقرير صدر مع بداية العام الجاري إلى أن نصف سكان أوسلو سيكونون من أصول مهاجرة خلال الثلاثين عاما المقبلة .