قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل يتخلى الحكام العرب عن التبعية الأمريكية ؟؟!!!

0|السيد العادلى

المواقف السياسية الأمريكية المتقلبة بمنطقة الشرق الأوسط تجعل الحكام العرب يعيدون النظر في علاقاتهم بشعوبهم والاهتمام بتنمية الديمقراطية الحقيقية في بلادهم بدلا من تلقي عمليات الغدر التي تمارسها الولايات المتحدة الامريكية علي الرؤساء والحكام العرب المغضوب عليهم أو بمعني آخر الحكام التي تنتهي فترة صلاحياتهم بالنسبة للسياسة الأمريكية المتذبذبة بالمنطقة العربية، وعمليات الخيانة المتكررة، والتي تعودت عليها الإدارات الامريكية المتعاقبة ومارسها حكام امريكا سواء كانوا من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، التجارب اثبتت بالفعل انهم في "الكفر" شركة، السياسة واحدة تجاه كل حكام المنطقة.. تصنع عميلا وتطلق عليه "حليف" ثم تخونه وتضحي به من أجل أطماع أكثر وأوسع تسعي لتحقيقها.
أمريكا التي صنعت الشاه الإيراني في الستينيات من القرن الماضي هي التي ضحت به من أجل عيون ما يسمي الثورة الإسلامية في إيران والتي هي في الأساس صنيعة أمريكية ومخطط أمريكي ومباركة غربية لتغذية الصراع السني الشيعي بالمنطقة العربية عامة ومنطقة الخليج علي وجه الخصوص.
أمريكا هي التي صنعت ونجحت في تغذية الصراع الإيراني العراق وفتحت مصانع ومخازن أسلحتها للطرفين لمدة سبع سنوات متواصلة حققت أهم أهدافها وهي إجهاد قوتين كبيرتين بالمنطقة كانتا تهددان النفوذ الصهيوني الحليف القوي للكيان الأمريكي وأوربا كلها .
أمريكا التي خدعت صدام حسين وأوهمته بأن الكويت هي المحافظة رقم 19 للدولة العراقية هي التي أقنعت رؤساء العالم بأنه يجب علي العالم أن يتوحد في جيش تحت قيادة امريكية لتحرير الكويت وبالفعل بدأت عملية " عاصفة الصحراء " التي إنتهت بتدمير الجيش العراقي تماما يوم الاثنين الموافق 14 فبراير بعد الساعة الثانية صباحا بعشر دقائق فقط .
أمريكا التي أقنعت العالم بأن صدام حسين يمثل خطرا علي المجتمع الدولي وانه يمتلك أسلحة دمار شامل هي التي كانت تساعد صدام وتبارك القوة المفرطة التي كان يستخدمها ضد كل من يتمرد علي حكمه في العراق .
أمريكا التي ساندت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك هي التي خانته وقدمته قربانا للتيار المتأسلم في مصر الذي انكشف سريعا وأطاحت به ثورة 30 يونيه 2013م بعد عم واحد من حكمهم.
أمريكا التي تساند حكام قطر لتنفيذ أهداف شيطانية بدأت مع نهاية الألفية الماضية وأطلقت عليها كولدا ليزا رايس مسميات عديدة مثل " الشرق الأوسط الجديد " والكبير، والواسع ، وغيرها من المسميات هي التي ستتخلي عن قطر وحكامها في القريب العاجل وستتخلي عن باقي الحكام المتأمركين.
أمريكا التي كانت تساند حكام المنطقة العربية ودعم أهل السنة هي التي تخلت الآن عنهم كي تغازل الدولة الفارسية خلال المرحلة القادمة لتفتح معها آفاقا جديدة من التعاون المبني علي تحقيق المصالح، وبالتالي فإن أمريكا هي أمريكا سياستها واحدة ولن تتغير مهما كانت المبررات، فهل يفيق الحكام العرب من سباتهم ويقفون مع شعوبهم ويعتمدون عليهم بدل من الاعتماد على غطاء وهمي حتي يصدق المثل السياسي القائل بأن "المتغطي بأمريكا عريان" بعد اتجاه الادارة الامريكية الي آسيا متجاهلة الشرق الأوسط عندما أعلن أوباما في عام 2012م أنه يرفض القيام بأي عمل عسكري ضد النظام السوري برئاسة بشار الأسد الحكومة المدعومة من إيران والتي تعارضها الرياض ثم غير رأيه عندما تخطت دمشق حدود الدور المرسوم لها.
وهو الأمر الذي أثار غضب بعض حكام المنطقة علي رأسهم الإدارة السعودية التي أبدت انزعاجها بعد تخلي إدارة أوباما عنها خلال الفترة الحالية واتجهت الي عدوتها اللدود وجعلت طهران حليفا جديدا رغم المسافات البعيدة التي تفرق بين التوجهات الإيرانية والإدارة الأمريكية خاصة الطرف الصهيوني الذي يتابع بقلق بالغ تطورات العلاقات الأمريكية الإيرانية.
أمريكا الآن تساوي بين صداقة الرياض الدائمة لواشنطن التي استمرت لثمانية عقود متواصلة والقيادة الإيرانية التي لا تزال تصف أمريكا بأنها العدو الأكبر، ولا تزال تسلح وتمول الميليشيات الطائفية في العالمين العربي والإسلامي والمنطقة العربية كلها .
هذه الحقائق تفتح لنا الباب أمام تساؤلات مشروعة ومنطقية.. فهل يفيق الحكام العرب ويتفقون علي بناء تحالف قوي يواجه الأزمات والمواقف التي تواجه المنطقة خلال الفترة القادمة ؟
-هل ينجح العرب في تاسيس التحالف العربي أو الولايات المتحدة العربية علي غرار الولايات المتحدة الأمريكية ؟
-هل ينجح العرب في إنشاء السوق العربية المشتركة وتحرير الأقتصاد العربي وتوحيد العملة العربية وبناء جسر قوي يواجه أعداء المنطقة ؟
-هل يتخلي الحكام العرب عن تبعيتهم المعهودة لأمريكا وأوربا وجعل هذه التبعية لشعوبهم التي تعاني من الفقر والتخلف في شتي المجالات ... وهل يعي الحكام أن السند القوي الذي يقف خلف ظهورهم هم شعوبهم وليس أمريكا أو أوربا أو روسيا .
-أعتقد ان هذه الأسئلة مشروعة ومن حقنا كمواطنين نريد أن نحيا حياة كريمة وأن نحلم بمستقبل أفضل للأجيال القادمة ونحلم لهم بمستقبل ديمقراطي حقيقي نابع من عقولهم وعقول حكامنا ... حلم بعيد المنال .. لكنه سيبقي حلما حتي يتحقق.!!