قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"جول"و" كولن" و"داود أوغلو" ..أصدقاء تحولوا إلى أعداء بسبب استبداد أردوغان


عبد الله جول ...فتح الله كولن...وأخيرا أحمد داود أوغلو ...ثلاثة أسماء لها سجل مشهود فى تاريخ السياسة التركية وحزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، لكنها واجهت سلطوية ورغبة واسعة فى الانفراد بالسلطة من قبل الرئيس التركى الحالى رجب طيب أردوغان، جعلها تتوارى إلى الظلال رغم كل ما ساهمت به فى وصول تركيا إلى وضعها الحالى اقتصاديا وسياسيا.
أحدث هذه الأسماء وهو رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء الحالى ووزير الخارجية السابق ورئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، وأحد أبرز حلفاء أردوغان ووجوه الحقبة الأردوغانية فى تركيا والذى أعلن عن استقالته من منصبه كرئيس لحزب العدالة والتنمية الحاكم ما يمهد الطريق لاختيار بديل له لرئاسة الوزراء، مما يعنى انزواء نجم أوغلو الذى ساهم مع أردوغان فى إحكام سيطرة حزب العدالة والتنمية على المشهد السياسى فى تركيا، كما ساعد أردوغان ودعمه فى السيطرة على مفاصل الدولة التركية والتحكم فيها بشكل منفرد.
واختاره أردوغان ليخلفه فى منصب رئيس الوزراء بعد قضاؤه لفترتين فى المنصب ذاته، قبل أن يترشح لمنصب رئاسة الجمهورية مفعلا العديد من السلطات التى تم منحها للرئيس بموجب الدستور والتى كانت مهملة فى السابق.
وكان المعارضون لسياسة حزب العدالة والتنمية الإسلامي يصفون أوغلو بأنه دمية في يدي إردوغان. لكن أوغلو (57 عاما) دخل مؤخرا على مايبدو في خلاف مع إردوغان حول تعديل دستور البلاد ليصبح دستورا رئاسيا بدلا عن عن النظام البرلماني، وفق ما نقلته بى بى سى.
وقد جرد أوغلو مؤخراً من سلطته في تعيين مسؤولي حزب العدالة والتنمية في الأقاليم التركية.
وفي عام 2002 فاز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات العامة ليلتحق داود اوغلو بالحكومة في منصب كبير مستشاري رئيس الوزراء ثم كسفير متجول لبلاده في العام التالي.
وعام 2009 كان داود اوغلو مع مرحلة بزوغ نجمه، في منصب وزير الخارجية ليبدأ مرحلة جديدة من الدبلوماسية التركية التي وضع لها هدفا سماه "صفر مشاكل" مع الدول المجاورة للتفرغ لعملية البناء الاقتصادي.
في عام 2014 وبسبب الدستور القائم اضطر اردوغان إلى ترك منصبه كزعيم لحزب العدالة والتنمية وكرئيس لوزراء البلاد ورشح داود اوغلو ليتولى المنصب الذي استمر به حتى الآن.
عبد الله جول الرئيس التركى السابق والذى تعاون مع أردوغان فى تأسيس حزب العدالة والتنمية بعد ان خرجا من حزب الفضيلة الإسلامى كان له نصيب أيضا من عداوة أردوغان.
وكان جول قد استطاع بناء حزب العدالة والتنمية جنبا إلى جنب مع أردوغان، من خلال علاقاته واتصالاته السياسية وثقافته الواسعة، ونيله ثقة عالمة مع توليه منصب وزير الخارجية التركى، ثم توليه منصب الرئيس ليحل أرودغان محله بعد ذلك فى منصبه.
لكن جول عاد للأضواء مؤخرا بعدما وجه انتقادات حادة إلى سياسات تركيا الخارجية، كما قال فى تصريحات أحدث لفايننشال تايمز فى أكتوبر الماضى، إن السياسة في تركيا الآن تتجه لتركيز السلطة في يد الرئيس الحالي رجب طيب إردوغان، الأمر الذي يشكل خطورة على الديمقراطية التركية ويهدد بتدميرها.
وكان جول أيضا قد عبر عن دعم ضمنى للتظاهرات المعارضة التى ثارت ضد أرودغان خلال الأعوام الماضية وكان مركزها ميدان تقسيم، قائلا إن صناديق الاقترع لا تمثل الديمقراطية وحدها ، وهو ما رآه محللون بأنه دعم غير مباشر للمعارضة فى تظاهراتها ضد الحكومة التى يهمين عليها حزب العدالة والتنمية.
فتح الله كولن، أيضا والذى يتزعم حركة تحمل اسمه ينظر إليه كجماعة دينية تمتلك شبكة سياسية واسعة فى المجتمع التركى، كان أحد حلفاء أردوغان قبل ان تدب الفرقة بين الجانبين فيتبادلا العداء والصراع علنا فى ساحة السياسة التركية.
وتعاونت حركة كولن وأردوغان فى البداية لإضعاف النخبة العلمانية فى تركيا، وكذلك من أجل الحد من نفوذ الجيش فى الدولة، لكن بعد نجاحهم فى هذا تحول التحالف إلى خلاف.
ويقول الخبير الألماني في الشؤون التركية غونتر زويفرت إن هناك أسبابا عديدة للخلافات الحالية القائمة بين حركة كولن وأردوغان إذ عملت هذه الحركة على توسيع نفوذها في أجهزة الدولة وربما أكثر بكثير مما تسمح لها به الحكومة. وفي الوقت نفسه لا تتكوّن حركة كولن فقط من العاملين في المدارس والكوادر الإدارية، بل كذلك أيضًا من رجال أعمال يرغبون في جني المزيد من الأرباح من ثمار الدولة - أي من المناقصات والأشغال الحكومية ومن تخصيص الأراضي لغرض البناء أو كذلك من برامج دعم التجارة الخارجية. وهذا يعني أنَّ هناك الكثير من الثروة التي يمكن توزيعها، وحول هذه الثروة اختلف الطرفان أيضًا إلى حدّ ما.
وأضاف زويفرت فى حديث سابق لوسائل الإعلام الألمانية أنه توجد بين الجانبين اختلافات سياسية مهمة وخاصة فيما يتعلَّق بالمسألة الكردية أو العلاقة مع إسرائيل والولايات المتَّحدة الأمريكية. وقد اتَّضح الصراع بين حركة كولن والحكومة في عام 2010 في المواقف المختلفة من قضية السفينة مافي مرمرة التي حاولت كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة؛ وكانت هذه السفينة تركية والمنظمة الخيرية التي قادت أسطول الحرية إلى قطاع غزة مقرَّبة من حزب العدالة والتنمية.
وفي تلك الأيّام واجهت الاجراءات التي اتخذتها إسرائيل انتقادات حادة في جميع أنحاء تركيا، بينما أدان فتح الله كولن نشاط أسطول الحرية وقال إنَّه كان من المفروض إبان التحضير لهذا الأسطول الحصول على موافقة إسرائيل من أجل نقل المساعدات إلى غزة. وهكذا فإن حركة كولن لا تتبنى مواقف الحكومة التركية الناقدة لإسرائيل والناقدة جزئيا للولايات المتَّحدة الأمريكية أيضاً.