الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل المجتمع يتطور حقًا ؟


شاهدنا منذ فتره قصيرة ، افتتاح حى الأسمرات لتسكين أهالى المناطق العشوائية، وشاهدنا منظر المبانى السكنية الجميلة، وشكل الملاعب المحيطة بالمناطق السكنية، وتأثيث المنازل من الداخل، واندهشت كما اندهش مثلى من المهتمين بالشأن العام للبلد وبأحوال المواطنين من سرعة ودقة تنفيذ تلك المبانى المتميزه وتسكين الأهالى بها، وزاد اندهاشي بالخطة الاستراتيجية للقضاء على العشوائيات فى مصر وسرعة الإجراءات المتخذة لتنفيذ تلك الخطه على أرض الواقع.

ودائمًا ما كنت أفكر فى كيفية القضاء على العشوائية فى مصر لما لها من تداعيات خطيرة على البناء الاجتماعى للوطن والهوية المصرية بشكل خاص، وكمتخصص فى علم النفس البيئى وكل ما يحيط بالفرد من ثقافة ومحيط اجتماعى، أدركت كما أدرك كثيرون مثلى من ذوى الاهتمام بالمواطن المصرى أهمية تلك الخطوة المهمة فى تشييد الفرد وبناء هوية تعتمد على المحيط الاجتماعى الحضارى وولادة أنماط من السلوك البشرى المتوافق مع التوجه الجديد لبناء مصر الجديدة الخالية من العشوائية.

وبالرجوع الى التنشئة الاجتماعية البيئية نستشهد هنا ببعض الأنماط والنواتج السلوكية للبشر ناتجه عن المحيط البيئى الذى تنشئ عليه الأطفال الصغار وأصبحوا رجال ونساء فى المجتمع لهم نواتجهم السلوكيه وهويتهم كلًا حسب بيئته التى تنشئ بها.
 
ونجد فى بداية القرن 19 كشفت مشاهدات مختلفة، تمت على أناس صغار حرموا من الأهل ومن التربية الإنسانية (مثل الطفل الوحشي من أفيرون الذى وصفه جان إيتار أو الهنديتين الصغيرتين اللتين تربيتا وسط رهط من الذئاب)، مع صعوبة التشبيه فى المناطق العشوائية بالطبع فى مصر ولكن أحببت أن أشير هنا لمدى قصوة الظروف البيئيه على إنتاج سلوك البشر وتشكيل هويتهم الثقافية، والغرض من تلك الأمثله هو كشف مدى أصالة حالة الإنسان إذا حرم من الحياة الاجتماعية السوية.

والباحثون منا الذين قاموا بزيارة المناطق العشوائية، بغرض البحث والدراسة يعلمون جيدًا منذ زمن بعيد ، مدى طردى تلك المناطق، ومدى التدهور المعيشي والتلوث الذى لاحق، ساكنى تلك المناطق المحرومة من الحق فى الحياه الكريمة.

كما أن الحديث يطول حول الأحوال المعيشيه لهولاء البشر من أزدحام وتكدس داخل غرف الكبريت التى يقطنون بها ، وقسوه الأحوال الجويه من أمطار وحراره ، نهاينا عن التردى الأخلاقى وأساليب التحايل على سؤ الظروف المعيشيه المحيط بهم.

ومع التطور فى بناء مجتمع جديد ، لسكانى العشوائيات نجد أنه أصبح هناك معنى للوجود الأنسانى ولقيمة الفرد داخل مجتمعه ، بناء أفراد داخل المجتمع تعى قيمة الذات وتقدير الذات ، وبالتالى ننشئ مجتمعات جديده لها حقوقها وعليها واجباتها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط