مصر وأفريقيا بين الحتمية والشكلية !!

لم يعد خافيا علي أحد أن العلاقات بين الدول تحكمها دائما وأبدا المصالح وإن اختلفت من حيث النوعية والأولويات ولكن تبقي دائما المصالح هي اللغة الحاكمة في العلاقات علي المستوي الثنائي وحتي علي المستوي الإقليمي، ولابد من التأكيد علي أن المصالح المصيرية تقع علي قمة هذه المصالح ويطلق عليها البعض مصالح بقاء الدولة في حد ذاتها.
فهل العلاقات المصرية الأفريقية لما لها من تأثيرات جمة وتداعيات خطيرة تملك من الوقت رفاهية التأجيل والتسويف في عالم يتحرك علي واقع الثواني وليس الأيام؟ وعلي الرغم من الشكلية التي تتسم بها العلاقات المصرية الأفريقية منذ زمن ليس بقريب إلا أن العودة للفاعلية والتأثير أصبح الآن ضرورة حتمية والمشكلة في كيفية تحقيق ذلك بعد دخول أطراف عدة تعلم قدر القارة ومواردها جيدا وأصبحت دول القارة أيضا تعرف ما لها وما عليها ولم يعد مقبولا علي الإطلاق ما نراه الآن علي منابرنا الإعلامية التي لا تتعرض للشأن الأفريقي إلا فيما ندر وعند التعرض يكون بشكل سطحي وحتي لا يكون التعميم ذا دلالة واضحة فالتناول يكون لقضية المياه مع اعترافي بأهميتها القصوي علي قدر يساوي أهميتها ولكن بشكل غير متوازن وسيتم التعرض لذلك لاحقا.
وتأتي العلاقات المصرية الأفريقية علي وتيرة أقل من المطلوب وإن كانت من الناحية الشكلية وعلي الورق تستطيع أن تقول إنها مستمرة ومبشرة وهذا عكس الواقع لأن هناك دوائر أخري أكثر أهمية تسبقها بحكم الأولويات الآن، وأسوأ ما في الأمر هو ارتباط هذه العلاقات بمبدأ الاستدعاء عند الحاجة وهو أمر لم يعد مقبولا في ظل رشادة الدول الأفريقية وتعلمها من التجارب السابقة علي المستوي التنظيمي ، ومع تبلور العلاقات في شكلها النمطي سبقنا إلي القارة بعد رحيل عبدالناصر والسادات قوي أخري تعملقت في العلاقات مع القارة لأنها أدركت وفهمت القارة ومواردها حق الفهم حتي أصبحت هذه العلاقات تأخذ شكل الشراكات الاستراتيجية والتعاون الحقيقى والمستمر وأصبحت هذه القوي سندا حقيقيا وفعليا لدول القارة من حيث التنمية وحتي علي المستويات السياسية والثقافية والاجتماعية هذه الدول هي: اسرائيل ، إيران ، تركيا ، الصين ، روسيا ، البرازيل ، كوريا، معظم دول الشرق الأقصي والهند أضف إلي ذلك الدول الاستعمارية التي ترتبط بروابط دائمة مع القارة القصد هنا بريطانيا ، فرنسا ، البرتغال، بلجيكا ، وقبلهم الولايات المتحدة الأمريكية كل هذه الدول جعلتنا في المدركات الأفريقية في منطقة لها جوانب سلبية عديدة وأبعدتنا كثيرا عن الفاعلية وهذه كلمة تعبر واقع فعلي علي الرغم من الجهود المبذولة في هذا المجال إلا أنها نمطية ولا تؤدي إلي النتائج التي نسعي إليها وأهمها تحقيق التنمية وكذلك تحقيق فاعلية في النشاط الاقتصادي يؤدي إلي تحقيق المنفعة لكلا الطرفين .....
أدعو الآن صانع القرار إلي مفوضية حقيقية وفاعلة وليست علي الورق تدير العلاقات المصرية مع دول القارة يكون القرار فيها محكوما بتحقيق المصالح المشتركة مع التواجد الفعلي علي الأرض داخل البلدان الأفريقية وتحقيق التعاون الفعلي علي كافة المستويات لنبدأ التحرك سويا نحو إزالة غبار المرحلة السابقة التي شهدت تراجعا واضحا لنا علي أرض القارة ولم يعد مقبولا هذا التجاهل الإعلامي لما يحدث في دول القارة ولابد من تسليط الضوء علي كل ما يؤدي إلي تحقيق الحلم وزيادة الأمل في نفوسنا معا لتحقيق الأمن والتنمية والتحرك بفاعلية نحو تحقيق آمال الشعوب فالمسألة الآن حتمية وليست شكلية.