الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حانقاطع الفن الساقط


يتعرض المجتمع المصري، منذ فترة طويلة، لحملة شرسة وممنهجة، الغرض منها تصدير الإباحية والابتذال والبلطجة بين افراد المجتمع، عن طريق الفن الساقط والأعمال الدرامية الهابطة، وبدلًا من أن يكون الفن وسيلة متميزة لرفع مستوى الأخلاق بين الأفراد ونشر القيم والمبادئ الحسنة والقضاء على السلبيات المنتشرة في المجتمع، صار الفن أداة يتم استخدامها لنشر الرذيلة والعنف والانحطاط داخل المجتمع.

ما تم عرضه في الفضائيات خلال شهر رمضان، وما يتم عرضه طوال العام من أعمال فنية هابطة في المسلسلات والأفلام والأغاني والبرامج التافهة، يثبت بالفعل إننا أمام أزمة حقيقية وكارثة أخلاقية، الغرض منها إفساد جيل كامل من الشباب والفتيات وتغييب عقولهم، وإبعادهم عن المبادئ والقيم الأخلاقية، والدليل على ذلك انتشار مشاهد البلطجة وتناول المخدرات والخمور والجنس والشذوذ والعنف وتدنى لغة الحوار في العديد من الأعمال الدرامية الساقطة التي تقتحم منازلنا دون حسيب أو رقيب.

تلك الأعمال الفنية الهابطة المنتشرة في جميع الفضائيات، فتحت الباب أمام العنف والفساد الأخلاقي وإثارة الغرائز والرذيلة والبلطجة داخل المجتمع، لذا صار العنف هو اللغة السائدة في الشارع المصري، وباتت ظاهرة التحرش الجنسي أمرًا عاديًا، وأصبحت لغة الحوار المتدنية هي المستخدمة بين الأفراد، ومنذ أيام قليلة قرأنا عبر الصحف اليومية والمواقع الإخبارية، عن حوادث وانتهاكات، شهدتها عدة محافظات، وتمت بنفس الطريقة التي تناولتها الأعمال الفنية الهابطة التي تم عرضها خلال شهر رمضان.

الكارثة.. من يقدمون الفن المبتذل الرديء، باتوا بمثابة القدوة والرمز لأبناء الجيل الحالي، فأصبحوا يقلدونهم بدون وعى، وفى كل شيء، وبصورة مخزية، تدعو للحسرة وخيبة الأمل، وانصرفوا عن القدوة الحسنة المتمثلة في العلماء والادباء والمفكرين، والسبب ان الأعمال الفنية التي تعرض يوميًا لم تلقى الضوء على النماذج والرموز الإيجابية في المجتمع حتى يتخذها ابناء هذا الجيل قدوة لهم

شاهدت أول أيام عيد الفطر مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم من 10 الى 13 سنة، رسموا على وجوههم باللون الأسود ذقنًا وشاربا على طريقة بطل مسلسل الأسطورة !! نظرت إليهم بدهشة وتذكرت فورًا رسومًا أخرى تم نقشها على وجوه الصغار والكبار في مباريات كاس أمم افريقيا عام 2006، كانت تلك الرسومات عبارة عن الوان علم مصر الأحمر والأبيض والأسود.

من المؤكد ان تلك الأعمال الفنية الهابطة، سوف تستمر طالما تمر بسهولة وعن سوء نية من بين يدى القائمين على الرقابة، وطالما هناك مجموعة من العاملين في الوسط الفني لم تستوعب حتى الان المعاني الحقيقية للقيم والمبادئ الدينية والأخلاقية وباتوا يستخدمون أعمالهم الهابطة لنشر الانحلال والفساد، بحجة انهم يتعرضون للمشاكل التي يعانى منها المجتمع ويضعون حلولًا لها.

إذا كانت الدولة قد تخلت عن واجبها في حماية المجتمع من "الفن الساقط" وتركت الحبل على الغارب لفئة ضالة أفسدت سلوكيات وقيم ومبادئ المجتمع، فأننا نطالب المؤسسات الدينية أن تنقذنا من هذا العبث وتفيق من غفوتها لمواجهة تلك الحملة الشرسة التي يتعرض لها المجتمع، وعلى الأسرة أن تستعيد دورها التربوي، فيجب أن يعلم الأب ماذا يشاهد أبناؤه، وعليه أن يربيهم على القيم الإسلامية والإنسانية القادرة على بث الفضيلة ونشرها، كما يجب على كل من يعمل في مجال الفن والدراما أن يتقى الله في المجتمع.

كما أرجو من جميع أفراد المجتمع ممن يرفضون تلك الأعمال الدرامية المبتذلة، ويخافون على وطنهم ومستقبل ابناءهم، ان يشاركوا في "حملة شعبية" يكون الغرض الأول منها مقاطعة ورفض كافة الأعمال الفنية الساقطة، التي تدعو للرذيلة والبلطجة والعنف، وتروج للإسفاف والانحطاط والفساد الأخلاقي، والثاني تشجيع الفن الهادف والأعمال التي تقدم مضمون مفيد وتعالج مشاكل المجتمع بأسلوب راقِ وتحترم عقلية المشاهد.. أتمنى أن نبدأ فورًا، وأثق في مشاركة الملايين.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط