الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التحرر النفسي ، وعدم الاستسلام للعادات الضارة


كثيرًا ما نجد أنفسنا مدفوعين للقيام بعمل شئ ما لأن عدم عمله يعتبر عيبًا ، واذا رغبنا فى عمل العكس فأنت واقع تحت وطأة الطاعة العمياء للتقاليد والعادات غير المفيدة ، أصبحت الكثير من العادات تمثل عبئا نفسيا كبيرا ، حيث أصبحت ثقافة تلك العادات ضيقة على استيعاب العقل لها ، كم منا يقوم بأعمال سلوكية دون أعمال للعقل بل ينفذها بشكل آلى ، ممايشكل له ضغطا نفسيا كبيرا ، هناك طبيبة نفسية تدعى هورنى كتبت حول الأضرار النفسية التى تحدث كنتيجة للأنصياع للعادات غير المفيدة حيث قالت : العادات دائمًا تسبب شعورًا بالتوتر .

 ذلك التوتر يزداد كلما حاول الفرد تطبيق تلك العادات على سلوكه ، وأكثر من ذلك عندما يكون سبب تمسكه بهذه التصرفات هو الخوف من أن يفقد استحسان الغير له ، العادات دائمًا تساهم فى أضطراب العلاقات البشريه بطريقة أو بأخرى .

كثيرًا ما نهمس فى أذن بعضنا البعض ونقول يجب أن تعمل كذا ، ويجب ألا تعمل كذا ، وخوفنا من الانتقاد يجعلنا أسرى لتلك الأراء البالية ، فعدم الأنصياع للجموع يعتبر شيئًا معيبًا ، أصبحنا مجتمعات معلبة ومحكمة ببعض الأقوال والأفعال غير المبررة ، بعيده عن المنطق ، تشكل حجر ثقيل على نفسية الإنسان.
 
المحظورات والممنوعات متعددة لدينا كمصريين وكشعوب عربية ، وهناك نماذج متعددة لتلك العادات الضارة منها : أدخل الكلية التى تتخرج منها دكتور أو مهندس أو ظابط أو غيرها من المهن المفروضة علينا كمهن القمة ولا نهتم برغبة الطالب فى أختيار الكلية التى تناسبه أو الأكتفاء بالدراسة لمرحلة معينة وأستكمال مهنة محببة إليه ، لدينا تعليم مرغوب فيه وتعليم مزموم بالنسبه لنا ، لابد من أمتلاكك شقة تمليك لاتقل عن 160 م ، وثلاث غرف وصالة كبيرة ، حتى يرضى عنك الأهل والمعارف ، لابد من وجود سفره فى المنزل كبيرة لجلوس عواجيز العيلة عليها ، لابد من حمام اول وحمام ثانى للضيوف والتباهى أمامهم ، لابد من تجهيز العروسة من كل شئ 12 قطعة ، صالون مدهب ، لايهم راحتك أو تجهيز المكان الذى تعيش به على ذوقك لا لابد أن يكون التجهيز يعجب الناس ومش مهم أنت.
 
أزاى تركب عجلة فى مثل سنك ، وكأن العجل صنع لسن معين ما عدى ذلك محرم ، كيف تذهب لممارسة الرياضة وانت فى مثل هذا السن ، بل هناك المئات بل الآلاف من الأشياء المتعلقة بالأكل والملبس والحديث من الممنوعات ، ومن حسن الحظ أنك لن تعاقب أذا لم تتبع تلك العادات لأن عدم القيام بها لايتنافى مع الدين أو الأخلاق ، لست مجبرًا على عمل شئ قد لاتقتنع به لمجرد أن شخصًا ما يعتقد أن ذلك عيب ، وهناك مثل صينى يقول : لا تستطيع أن تمنع الناس أن تتكلم ولكن تستطيع أن تضع قطن فى أذنك.
 
واذا نظرنا للعالم المتطور حولنا نجد أن التطور قام على فكرة التحرر نتيجه للأعمال التى قام بها أصحاب العقول المبتكرة من أختراعات وأكتشافات ، كم منا شاهد على مواقع اليوتيوب أو فى سفرياته للغرب من أعمال مبتكره وأفكار مثيره للأهتمام شعوب لديها فضول للمعرفه والتحرر من العادات الضاره ، شعوب لم يطبقوا العادات والتقاليد الضاره بحذافيرها ، وبدلًا من قضاء الوقت فى مجاراة تلك العادات قضوا أوقاتهم فى العمل على الرغم من الضغط الأجتماعى للتمسك بها.
 
ونحن كشعوب عربيه ما احوجنا فى تلك الأوقات من التحرر من تلك الضغوط والعادات السلبية البالية التى وضعنها ووضعنا أنفسنا عبيدًا لها ، ما أحوجنا أن نقاوم الضار من العادات بطريقة واعية ، على الرغم من أنتهامك بألقاب نابية ، ولكن هذا هو الثمن الذى تدفعه من أجل صحتك النفسية ، وبالطبع هناك عادات وتقاليد إيجابية لدينا بل وعادات جيده يجب المحافظه والأبقاء عليها ،المطلوب من كل فرد أن يتحرر من العادات الغير مجديه بل والضارة فى كثير من الأحيان.
 
لم نجد فردا مبدعا أو مبتكرا فى عمله أو أسلوب معيشته يقع أسير للعادات الضارة أو التفكير داخل الصندوق ، بل نجده متحرر الفكر والسلوك ، فالتحرر والتخلص من العادات السلبية يعنى قدرتك على أتخاذ قراراتك بنفسك ، وتطبيقها بطريقة جيدة ومفيدة ، وعلينا أن نعلم جيدًا أن العادات الضاره لم تزول نهائيًا من المجتمع ولكنك لست ملزمًا باتباعها ، أعلم أن تركك للعادات غير المفيدة ليس بالأمر الهين فى البداية وسوف يواجه فى البداية بالرفض من المجتمع ، وذلك لان الكثيرين من الناس يخشون كل ما هو غير مألوف.
 
علينا أن نعلم جميعًا أن الكثير من العلماء هوجموا بشدة عندما بدأوا بنشر أرائهم وأطروحاتهم العلمية ، كما حدث مع أديسون ، وأينشتاين وغيرهم ، لذلك فلا بأس من أن يستنكر الناس بدايتك لعمل جديد تعتقد إمكانيه تحقيق نتائج مفيدة من جراء القيام به.
 
علي كل فرد منا أن يبدأ بنفسه ، أن يتحرر نفسيًا من العادات الضارة التى تحاصره فى منزله فى عمله فى ملبسه ومأكله أن يعيش كما قرر أن يعيش هو لا كما قرر الأخرين كيف يعيش ، أجعل من نفسك حكمًا لتصرفاتك المتعلقة بالعادات الضارة ، واتبع ما ترى فيه الفائدة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط