الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحُر بالحُر والعبد بالعبد!


تختلف عقوبة القتل في القرآن بين القتل الخطأ والقتل العمد، فالقتل الخطأ عقوبته دفع الدية: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ..) النساء 92، والقتل العمد عقوبته القتل في الدنيا وعذاب جهنم في الآخرة: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) النساء 93.

وفي قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ . وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 179-178.

الآيتان لا تتكلمان عن حوادث القتل بشكل عام، لأنه في جرائم القتل إذا قتل رجل امرأة عمدًا فسوف يعاقب بإعدامه، وإذا قتلت امرأة رجلًا عمدًا فسوف تعاقب بإعدامها، ولو قتل الرجل الحر أي عبد فسوف يعاقب بإعدامه، فكل إنسان يقتل أي إنسان عمدًا فسوف يعاقب بإعدامه، بصرف النظر عن هوية القاتل وهوية المقتول، قال تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) المائدة 45.

فالنفس القاتلة عمدًا يتم قتلها مقابل النفس التي قتلتها، هذه عقوبة القتل بشكل عام، أما قوله تعالى: (..الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى..) البقرة 179، فقد نزل بعد الآيات 13-6 من سورة الحجرات، وهى الآيات التي ذكرت قتالًا حدث بين فريقين من المسلمين وقع فيه قتلى بين الفريقين، فجاءت الآيات لتخبرنا أنه يجب على المسلمين بعد انتهاء القتال أن يعرفوا عدد قتلى كل فريق وتصنيفهم، عدد الرجال الأحرار، وعدد العبيد، وعدد النساء الحرائر، وعدد الإماء، لتحديد الدية المطلوب دفعها لأهل كل قتيل، ويتم حذف كل قتيل من قائمة الفريق الأول بمقابله من قائمة الفريق الثاني، الحر بالحر، والعبد بالعبد، والأنثى بالأنثى، وقد يكون لأحد الفريقين قتلى أكثر من قتلى الفريق الآخر، والقتلى الزائدون يتم دفع الدية لأهلهم، فإذا تنازل الفريق الذي سيحصل على الدية عن حقه في الدية فهو خير له: (..فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ..).

ولأن القتال حدث لأول مرة فإن الله غفور رحيم: (..ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ..)، أما إذا تكرر القتال بين الفريقين فهو اعتداء جزاء من يفعله العذاب يوم القيامة: (..فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ..).
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط