قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

المصريون "الشيعة" والأمن القومي !


من المؤكد أن ملف "الصراع السني الشيعي " في المنطقة يعد واحدًا من اخطر الملفات الملغومة التي تتعلق بأمن واستقرار ووحدة العالم العربي والإسلامي، ويمكن القول أن هذا الملف هو "الباص وورد " أو "كلمة السر" التي من خلالها يمكن حل أو تعقيد كثير من الأزمات الطاحنة التي يقع فيها العالم العربي والإسلامي ، الذي بات يأكل نفسه بنفسه بنيران صديقة.

ولخطورة هذا الملف فإنه يعتبر أحد الآليات بل احد اهم مرتكزات مشروع الشرق الأوسط الكبير لتقسيم وتفتيت المنطقة على اسس طائفية ومذهبية وعرقية ودينية ، وهو مخطط اعتمدته الحركة الصهيوامريكية والمتحالفين معها من تيارات الإسلام السياسي لاتمام مخططاتها الآثمة لتفتيت المنطقة ، عبر اثارة الفتن الطائفية والنزاعات المذهبية والدينية في المنطقة بأقل تكلفة ممكنة.

وهذا المخطط الآثم يتم على قدم وساق الآن في سوريا والعراق واليمن ، وتمت محاولة تنفيذه في مصر في عهد جماعة الإخوان باستهداف الشيخ حسن شحاتة وذبحه والتمثيل بجثته في بلدته بالجيزة بأوامر وهابية ، لدفع مصر لحرب سنية شيعية وفوضى عارمة تنهك الجيش الوطني المصري وجهاز الشرطة تمهيدا لاستبدالهما بجيش اخواني مواز او ميليشيات إخوانية.

ولو نظرنا للمصريين الشيعة نجد أنهم احد مكونات الشعب المصري التي شاركت في بناء مصر حربا وسلاما، إلا انهم عانوا كثيرا من التمييز والتضييق والملاحقات الامنية وفتاوى التكفير والتخوين استنادا إلى مذهبهم الشيعي، كما يتم التضييق عليهم في أداء الشعائر الدينية ، وتطلق عليهم السنة التيارات المتسلفة لتخوينهم وتشويههم ليل نهار على كثير من الفضائيات والصحف ، فتارة يتهمون بولائهم لإيران ، وتارة يتهمون بأنهم يسعون لاتمام مخطط "تشيع مصر" أو يسعون للمد الشيعي.

والحق أقول ان المصريين الشيعة مواطنون مصريون حتى النخاع ، ويجب أن يعاملوا كمواطنين مصريين لهم كافة الحقوق وعليهم كافة الواجبات ، كما انهم كتلة عددية هائلة يمكن للدولة استثمارها في بناء مصر ودعم وحدتها، وتعداد المصريين الشيعة لا يجب التعامل معه باستهانة أو استخفاف، فتعداد المصريين الشيعة لا يقل عن خمسة ملايين نسمة ، وليس حقيقة ما اعلنه محمد حسنين هيكل أو غيره بأن تعدادهم في مصر مئات او بضعة آلاف، ففي احد حواراتي مع السيد الطاهر الهاشمي "نقيب اشراف البحيرة وعضو المجمع العالمي لآل البيت عليهم السلام" اكد ان تعداد المصريين الشيعة يقترب من خمسة ملايين نسمة ، وهو عدد مؤثر سواء في التصويت او الاقتصاد او .. أو.. ، وأنا شخصيا ارفض رفضا قاطعا المد الشيعي في مصر وارفض الاتهامات الموجهة لشيعة مصر بالذات بسب الصحابة لان سب الصحابة امر مرفوض شكلا ومضمونا ، وأرفض تكفيرهم لانهم اولا مواطنون مصريون، وثانيا لانهم مسلمون وليس ادل على ذلك من قول الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر في العاصمة الاندونيسية جاكرتا بأن السنة والشيعة هما جناحا الأمة الإسلامية وليس ابلغ دليل ولا برهان على إسلامهم من صلاة الدكتور احمد الطيب نفسه بجوار أحد المرجعيات الشيعية هناك ، وانني احذر من مخطط يتم طبخه الآن من قبل الادارة الامريكية وحلفائها لاثارة حرب مذهبية في مصر "اسلامية مسيحية" و "سنية شيعية" عبر ادوات لها في الداخل من التيارات التكفيرية والجهادية المتاجرة بالدين لاغراق مصر في حرب وفوضى عارمة كبديل عن الثورات التقليدية بعدما فشلت الادارة الأمريكية واسرائيل وحلفاؤهما في تمرير مخطط التفتيت والتقسيم في مصر بعدما اجهض الشعب المصري بوحدته وتماسكه ووحدة مسلميه واقباطه ووحدة المسلمين"سنة وشيعة" في 30 يونيو 2013.

وللعلم فإن شيعة مصر شاركوا بقوة في ثورة 30 يونيو ، ودعموا جيش مصر وشرطتها ، وكثير منهم انتخب الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئاسة ، وإنني اطالب من هنا الازهر الشريف الذي هو منارة للإسلام الوسطي حول العالم أن يدعم كل مطالب التقارب بين السنة والشيعة لإحباط وإجهاض مخطط اغراق مصر في حرب مذهبية وللتأكيد على سماحة الاسلام ، وللسير على نهج ما طالبوا بالتقريب بين المذاهب من شيوخ وعلماء الازهر الاجلاء ، واطالب ايضا الازهر الشريف بالتصدي بحزم لأي جماعات او تحالفات موازية للازهر الشريف، لتشويه الازهر ودوره والاساءة للاسلام ، كما اطالب الرئيس السيسي شخصيا بأن يتبنى فكرة التصالح المذهبي بين السنة والشيعة ليس في مصر فقط بل في العالم العربي والاسلام وليبدأ من مصر بدعم اي مشروع او صوت ينادي بالتقرب والوحدة التي تسعى القوى المخابراتية المعادية لمصر والعرب لإحباطها، جعلها خطا احمر ممنوع الاقتراب منها.

كما أنني اطالب الرئيس السيسي شخصيا بالتفكير بشكل مدروس لاجراء مصالحة تاريخية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية ، فهذا المطلب وإن كان يبدو مستحيلا إلا انه ممكنا طالما خلصت النوايا وصمدت الإرادة ، ففي هذه المصالحة يكمن توحد العرب والمسلمين في مواجهة عدو شرس يتربص بهم ليل نهار لدفعهم للتقاتل والتناحر باسم الإسلام والاسلام منهم براء عبر توظيف الصراع السني الشيعي توظيفا سياسيا ، وللعلم ليس صحيحا ما يشاع عن سعي ايران لنشر المذهب الشيعي سواء في مصر او اي دولة إسلامية لأن هناك فتوى ملزمة صادرة من المرجع الأعلى هناك بعدم نشر المذهب الشيعي خارج ايران وهذا ما اكده لي السفير "مجتى أماني " القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمصر في حوار كنت اجريته معه عام 2011 ، واكد انه ضد سب الصحابة وأمهات المؤمنين.

حفظ الله مصر وأزهرها وكنيستها وجيشها وشرطتها الى يوم الدين
[email protected]