الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أهم شئ في حياتك!


تخيل مثلًا أنك في المنزل وحدك، وحدثت عدة أشياء في وقت واحد، الهاتف يرن, طفلك الرضيع يبكي, جرس الباب يدق، السماء تمطر والملابس في الخارج, تشم رائحة تسرب للغاز، ما هو أهم شيء تقوم بفعله أولًا؟.

المثال السابق يجعلنا نعيد التفكير في أهم الأشياء في حياتنا، المال، الصحة، الأولاد، المنصب، الشهرة، حاول أن ترتب همومك حسب الأولويات، وانظر ما أهم شيء يشغلك؟، البعض يشغلهم المال، والبعض يشغلهم المناصب، والبعض يشغلهم تأمين مستقبل الأولاد، والبعض يشغلهم بناء بيت.

ولكن أين موقع الله في أولوياتك؟، فمن الناس القليل المشغول بالله والأكثر منهم مشغول بدنياه، قال تعالى: (أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) النحل 21، يصف تعالى المشغول بالدنيا والمال والملذات بأنه ميت.

فإذا كان الله يشغل بالك فإنه سيكفيك باقي الهموم، عن النبي عليه الصلاة والسلام: "من جعل الهموم همًا واحدًا، هم أخرته، كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبالي الله في أي أوديتها هلك".

عندما تضع رأسك على الوسادة وعندما تستيقظ من النوم ما الذي تفكر فيه؟، وأنت تصلي ما الذي يشغلك؟،
والسؤال: ما هو أول شيء يشغلك؟، لماذا أول شيء؟، لأنه ثبت من تجارب علم النفس أن أول شيء يشغلك يسيطر على باقي مشاغلك، لو أول شيء يشغلك هو الله تعالى فإنه سيسيطر على باقي مشاغلك ويوجهها، من العمل إلى الزواج إلى بناء البيت إلى غير ذلك، أما إن كان أول شيء يشغلك هو المال فإنه سيؤثر على باقي مشاغلك ومنها الله تعالى.

فالمال مثلًا مهم لكل إنسان، والمشغول بالله سيبحث عن المال الحلال مهما كانت حاجته للمال، أما المشغول بالدنيا فيريد المال بأي طريقة ولا يهتم إن كان حلال أم حرام.

تريد أن تعرف مكانك عند الله، اعرف مكان الله عندك، عن النبي عليه الصلاة والسلام: "من أراد أن يعلم ما له عند الله، فلينظر ما لله عنده"، أنظر ما للآخرة في قلبك، أم أن الذي في قلبك للدنيا أكثر؟.

وأخيرًا ابحث عن الهم الذي يسيطر عليك ويؤرقك ليلًا ونهارًا، هذا هو السؤال، وتوجد إجابة واحدة تجمع كل ما يشغلك ويهمك، ولكنها تختلف بين المؤمن وغيره، فبالنسبة للمؤمن أهم ما يشغله في الحياة هو الله تعالى، وغير المؤمن أهم ما يشغله في الحياة هو الحياة نفسها، عن النبي عليه الصلاة والسلام: "الناس شتى، كل يغدو، فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها".
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط