الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالصور.. حكاية "زبيدة" التي أحبها الجنرال الفرنسي "مينو" في رشيد

حكاية زبيدة
حكاية "زبيدة"

قامت كاميرا موقع "صدى البلد" بجولة في متحف رشيد الوطني الذي يتولى الأثري سعيد رخا منصب مديره العام، حيث رصدنا ضمن معروضاته نسخة طبق الأصل من وثيقة زواج الجنرال مينو القائد الثالث للحملة الفرنسية على مصر من السيدة "زبيدة البواب" بعد إشهار إسلامه، حيث إن الوثيقة الأصلية نفسها التي تعد كنزا تاريخيا محفوظة في دار الوثائق القومية.

وحسب ما جاء بالوثيقة التي اكتشفها العلامة علي بك بهجت في دفتر خانة محكمة رشيد الشرعية، كان صداق زبيدة الذي قدمه لها مينو"100 محبوب كل واحد منها بمائة وثمانين نصفها فضة" ,كما تضمنت في أحد شروطها أن يدفع لها مينو 2000 ريال نظير فراقه لها في حالة الطلاق, وإن مات وكانت لا تزال في عصمته تأخذ من ماله الألفي ريال.

كما تضمنت الوثيقة تأكيدا على صدق إسلام مينو ونطقه للشهادتين،, وأنه أظهر الحب للمسلمين وبعد إسلامه سمى نفسه عبد الله, كما أن الزواج تم في حضور -كما جاء نصا بالوثيقة- "مولانا العلامة السيد أحمد الخضري المفتي الشافعي، ومولانا الشيخ محمد صديق المفتي الحنبلي، ومولانا السيد محمد المفتي المالكي".

جزء آخر من حكاية "زبيدة ومينو" وجدناها في منزل الميـزوني"1154 هـ / 1740 م",، حيث أخبرنا محمد التهامي مدير عام آثار رشيد أن "ذلك المنزل صاحبه محمد البواب الميزوني والد "زبيدة" التي عرفت بأنها أجمل بنات رشيد، حتى إنها تزوجت في عمر 18 سنة من سليم أغا الذي كان من أثرياء المماليك، ورغم ذلك لم يستمر زواجها منه أكثر من عام حيث وقع الطلاق بينهما ولم تنجب منه أي أبناء.

المنزل كما قال لنا "التهامي" يتكون من 5 أدوار، وواجهته بها خمسة أبواب بالدور الأرضي، ويؤدي أولهما الشرقي لمنزل الميزوني والثاني يؤدي إلي حجرة السبيل، والثالث إلى المخزن والرابع يؤدي لسلم منزل جلال الملاصق له، والخامس إلى مخزن منزل جلال،ويعلو كل من هذه الأبواب منور بالحديد، أما الباب المؤدي إلى حجرة السبيل فتعلوه بلاطات قاشانى زخارفها من الأوراق والفروع وزهور اللا اللا والزنبق والرمان بالأصفر والأحمر والأخضر، وعلى يسار الباب يوجد شباك السبيل وأسفله حوض رخامي ولوح رخامي عليه النص الخاص بالإنشاء.

وأخبرنا التهامي عن قصة زواج مينو من زبيدة، حيث قال إن "الجنرال مينو كان مبعوثا من نابليون بونابرت إلي رشيد لتسلم مفاتيحها في 1798م, ولأنه كان وحيدا ويحترم حياة المسلمين تطلع إلى زوجة منهم، لكنه لم يكن مسلما وهذا كان حائلا أمام زواجه من بنات رشيد، فما كان منه إلا أن أشهر إسلامه وأطلق على نفسه عبد الله، حيث جاء اسمه ولقبه في وثيقة زواجه من زبيدة "عبد الله باشا مينو صاري عسكر القطر المصري".

وتابع التهامي: "كان يريد زوجة جميلة، لذلك بحث عن أجمل بنات ونساء رشيد حتى عثر على ضالته في"زبيدة" التي كانت أصغر منه سنا بحوالي 30 سنة لكنه عشقها وتزوجها، وقد تولى مينو قيادة الحملة الفرنسية بعد أن قتل سليمان الحلبي قائدها كليبر، وتركها في منزل والدها الميزوني وكانت حاملا في ابنهما الأول الذي أطلقوا عليه بعد ذلك اسم"سليمان".

وأضاف: لم تنته قصتهما عند ذلك، حيث وقعت بعض فصولها خارج مصر، إذا إن مينو تلقى هزيمة على يد الإنجليز في الإسكندرية عام1801م حتى وصلوا إلى رشيد، وما كان من مينو وزوجته زبيدة وابنهما إلا الرحيل إلى فرنسا حيث كانت إقامتهم في مدينة تورينو، وبعدها عاشا لفترة في مدينة البندقية الإيطالية، وفي عام 1810 مات مينو مما دعا زبيدة للعودة إلي مارسيليا الفرنسية، حيث عاشت بها لفترة حتى وفاة ابنها سليمان,وحينها لم تجد بدا من العودة إلى مصر حتى ماتت ودفنت في بلدها رشيد التي شهدت مولد قصتها مع مينو.