قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الانعطافة التركية فى السياسة الخارجية الجديدة حقيقة أم وهم


لم تعد أنقرة تمتلك الأوراق الإقليمية والدولية الفاعلة كما كانت في سابق عهدها، نتيجة سياسة أردوغان في السابق وحزبه (العدالة والتنمية ).

فأصبحت من وجهة نظري ألعوبة في يد الولايات المتحدة وبعض من الدول الغربية، نتيجة سياساتها الخارجية الخاطئة التي اعتمدت على التدخل في دول الجوار ( سوريا _ العراق ) وتبنى الجماعات الرديكالية المتطرفة في المحيط الإقليمي كعدائها الواضح للدولة المصرية والامارات العربية وغيرها من الدول المؤثرة اقليميا.

الا جانب الاختلاف الواضح والمتباين ما بينها وبين واشنطن نتيجة تخلى واشنطن عنها رغم وجود انقرة في خلف الناتو الا ان انقرة اتخذت موقفا متباين بعد دعم واشنطن لقوات حماية الشعب الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والخلاف الواضح مع روسيا حول بقاء بشار والمطالبة المستمرة برحيل الأسد.

ولكن بعد إدانة دول العالمية التي تزامنت مع الانقلاب التركي الفاشل نتيجة تنميل أردوغان بمعارضيه والزج بهم في السجون واخونة مؤسسات الدولة التركية وعزل قيادات من الجيش والشرطة والقضاء وصلت حتى لرجال اعمال وغيرها من المؤسسات التركية.
كل هذه السياسات تسببت في ادانات دولية خارجية واطراف دولية واقليمية مؤثرة.

كل هذا جعل انقرة بقيادة أردوغان ورجلة الاول يلدريم تراجع سياستها الخارجية وتعيد صياغتها لتصفير عداد المشاكل الخارجية مع جميع الدول لإقامة سياسة خارجية جديدة.

تعتمد في جوهرها على التوازن وبناء وترسيخ علاقات مصلحية دولية خاصة الدول المختلفة مع نظام أردوغان فمناعة السياسة الخارجية في الفترات السابقة انعكس سلبا على الداخل التركي، والذى نتج عنة تصاعد اعمال العنف في الداخل التركي وتوسيع حزب العمال الكردستاني دائرة هجماته ،،، كل هذا نتج عنة سياسة خارجية وانعطافه تركية جديدة.

الانعطافة الجديدة لسياسة تركيا الخارجية :
بدأت تلك الانعطافة بالتطبيع مع اسرائيل واصلاح العلاقة مع موسكو نتج عنة تقديم اعتذار رسمي لسقوط الطائرة الروسية ( سوخوى ) فضلا عن مجاملة روسيا وعدم الاندفاع في المطالبة بضرورة اسقاط بشار الاسد.

هذه السياسة من وجهة نظر تركيا هي سياسة جديدة الهدف منها هو بقاء تركيا في المعادلة الإقليمية، خاصة بعد التفاهم والتنسيق الروسي الأمريكي حول الوضع في سوريا وغض واشنطن الطرف عن تهديدات انقرة المستمرة حول الرحيل عن حلف الناتو، الا جانب تخوف تركى من دعم أمريكي لإقامة الدولة الكردية الفيدرالية وربطها عن طريق دول جوار تركيا.

القاهرة الخطوة القادمة :
لم يكن مستغربا تصريحات بن على يلدريم بعد تعالى الحديث عن مصالحة تركية مصرية، هذا ظهر جليا يوم 29 يونيو الفائت بعد حديث يلدريم عن ضرورة ترتيب جديد للعلاقات ما بين انقرة والقاهرة لإقامة علاقات اقتصادية جديدة مبنية على التفاهم.


ولكن من وجهة نظري ستبقى الكورة في ملعب القاهرة في هذا الشأن، فلا مصالحة دون التخلي عن دعم انقرة لجماعة الإخوان وتحفيف منابع تمويل الارهاب لداعش بسرت ولكن هي ليست ببعيدة.

في النهاية فإن انقرة افاقت متأخرا بعد الانقلاب في الداخل على اعادة رسم سياسة خارجية فهل سأصدق القول ام هي سياسة خارجية باطنها الرحمة وظاهرها العذاب كما عودتنا ام اننا سنعيش في انعطافة تركية وهمية.