الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لو لم يكن هناك تليفزيون... ماذا نفعل ؟


أحيانًا أتخيل، ماذا لو لم يكن هناك فيس بوك وتليفزيون وكمبيوتر؟ ما هو شكل حياتنا بدون وسائل التواصل الحديثة؟ كيف نربى أبنائنا ؟ هل سوف نتفرغ لرعايتهم ونتحمل مسؤلية تدريبهم وتعلمهم ؟ ما هى الحكايات والقصص والخبرات التى نرويها لهم ؟ هل نكون قدوه لهم ؟ هل نستطيع توفير الوقت الكافى للجلوس معهم وجهًا لوجه نشاهد تطورهم ونتعرف على ملامحهم وننظر لوجوههم ؟.

أصبحت الحياة العصرية السريعة التى نعيشها، تجعل من الصعب التحكم أو ضبط السلوك الذاتى لدى أبنائنا فهى مسأله غاية فى الصعوبة، فالجميع من الآباء والأمهات مشغولون لدرجة كبيرة فى متاهات الحياة والضغوط الحياتية واللهث وراء تأمين مستقبل الأولاد، والأسر المصرية منذ فترة كبيرة من الزمن بحكم أنشغالها تترك الأبناء الصغار للجلوس أمام شاشات التليفزيون، والكمبيوت ، والموبيل، ونحن نفعل معهم نفس السلوك.

ونجد أن الالكترونيات والوسائل الإعلامية الأخرى مصادر مستمره للأضواء الساطعة المثيرة ، والطنين الصاخب ، كما أنها توفر وسيلة جذب أستهلاكيه ، يتعلم الأولاد الصغار من خلالها تقديس الحياه الماديه ويثمن كل ما هو أستهلاكى حتى يحدث لهم تضخم فى الذات ، فمن خلال الإعلانات يحدث للأبناء اثاره وتشجيع للحصول على أحدث الماركات والمؤكلات والأدوات والألعاب ، فيزداد لديهم الكسل وعدم ممارسة الأنشطه البدنيه ، ناهيك عن السهر لأوقات متأخره حتى مطلع النهار ، ونجد أبنائنا يتناولون المؤكولات التى تحتوى على السكر والكافيين والطعام غير الصحى والمشروبات الملونه بالألوان الغذائيه ، وهكذا نجد أبنائنا لديهم العديد من السلوكيات الأدمانيه التى تخلق فى النهايه عادات سلوكيه سلبيه لايمكن الأستغناء عنها.

مما لاشك فيه أن غالبية الأباء والأمهات يرغبون فى حياه سعيده لأبنائهم ، حياه متزنه من النواحى الصحيه والنفسيه والأجتماعيه والروحانيه ، ولكن مع كل أسف أجد أن أسلوب حياتنا فى تربية أبنائنا بعيد كل البعد عن خلق نمط حياتى متزن.

ونجد من الصعوبة معرفة كيف نتصرف بشكل متزن وصحى أثناء تربيه الأبناء ، فلا يوجد منزل فى الوقت الحالى سواء فى المدن أو الريف أو البدو ، ليس به جهاز تليفزيون أو كمبيوتر أو موبيل أو ألعاب فيديو، ويحتاج الأمر عزيمه وقوة أراده من الأباء ليقرروا العيش بشكل صحى وأسلوب حياه متزن ، ونحن كعلماء للنفس والتربيه نجد أن طريقة حياتنا فى هذا الزمن بالتحديد أصعب فتره لتربية الأبناء.

 ولنعلم جميعًا أن هناك فرق كبير بين معرفتنا بما يحتاجونه الأبناء وبين مايريدونه ، فنحن نعيش فى مجتمع محاط بثقافة الأستهلاك وثقافة المخدرات وهذا يعنى أننا بحاجه الى توجيه ورعايه وأهتمام أكثر بتربيه الأبناء وتفرغ لمعرفة مشاكلهم وأحتياجاتهم الحقيقيه ، نحتاج أن نتخلى عن اللهث وراء التأمين المادى على حساب الجانب العاطفى وتنمية المشاعر والأخلاق ، نحتاج أن نتخلى عن أنانيتنا وحب الذات والولع بالماديات ، والتفرغ لمواجه واقع معايشة أبنائنا.

 نحتاج أن نتعلم التربيه وقواعدها نقراء عنها نستشير المتخصصين ، نحتاج الحزم ووضع القواعد وتحديد الأدوار داخل منازلنا ، نحتاج ان نكف عن الأحساس بالذنب الناتج عن تقصيرنا فى حق أولادنا والتخلى عن الأفراط فى التساهل والتدليل وأشباع رغبات الأبناء لعدم قدرتنا على السيطره على سلوكياتهم السلبيه ونزعاتهم الأدمانيه ، لابد من التوعيه والتعليم والتوجيه.

 لابد من توفير جو أسرى دافئ يشبع رغبات الأبناء ويجدون فيه القدوه والتسليه والحضن الدافىء بعيدًا عن أسلوب النقد والنصح والتوجيه والوعظ المستمر بشكل منفر وغير تربوى ، أجد ان كثير من الأمهات والأباء كانوا يتوقعوا أن أضع حلول سهله وبسيطه يقوم بها غيرهم أو تعلق على الحائط ويقوم بتنفيذها الأبناء دون أشراف منهم ، ولكن بكل أسف التربيه والتعليم وتعديل السلوك يحتاج منا الجهد وقوه العزيمه والأراده وتوفير الوقت للخروج بالنتائج المرجوة ، ما عدا ذلك لايشتكى الأباء من سلوكيات أبنائهم ، فأى سلوك سلبي يصدر من الأبناء ما هو ألا نتاج لأسرة مختلة وظيفيًا وبيئة سلبية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط