الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الانتحار القومى... وإدارة الأزمات


الشباب هم قادة المستقبل، وهم عماد الدولة، وهم القاعدة الرئيسية لبناء الدولة، هم رجال المستقبل ، هكذا يتردد على مسامعنا ، منذ أن كنا صغار.

وتمر الأيام والسنوات، وننشغل جميعًا وراء لقمة العيش، ووراء قضايا الدوله ، والأزمات التى نواجهها، وفى خضام كل هذا تسقط من حساباتنا جميعًا ، القضيه الأساسيه ، الشباب والأهتمام بهم وتأهيلهم جسديًا ونفسيًا وعقليًا واجتماعيًا وروحيًا، لخلق قاعدة قوية من رجال المستقبل لبناء مصر الجديدة.

دائمًا الحقيقة المرة ، تكشف لنا عن الواقع الأليم الذى يعيشه شبابنا ، فنجد الشباب يلقى بنفسه فى عرض البحر ، ولديه إيمان عميق راسخ فى وجدانه لنعيش عيشه فول لنموت إحنا الكل، والأغرب من كل هذا ، أن من تعرض منهم لخبرة الموت فى عرض البحر، ولقى ويلات الموت حتى وصل الى بر الأمان، تجده لديه الإصرار والعزم بكل ما أوتى من قوة، لتكرار تلك التجربة الأليمة، حتى ينجو من الموت الحقيقى وشبح البطالة وضيق اليد والمرض والفقر المدجع، ووقت الفراغ القاتل.

 ناهيك عن الإغراءات التى يجدها لدى من نجى من براثن الفقر على الشاطىء الآخر، حيث أوروبا ، فنجد الشباب تحت سن الثامنه عشر، نجد من يقدم لهم الرعاية الصحية الكاملة، التعليم الجيد، الرعايه النفسية، وحتى الرعايه الاجتماعية والتأهيل للدمج فى المجتمع ،فلماذا لانلقى بأنفسنا فى عرض البحر أما النجاة والوصول الى الحلم أم وقوع الموت ولا انتظاره.

الأغرب من كل هذا هو تشجيع الآباء والأمهات للأبناء على مغادره البلد، من أجل طلب النجاة لأولادهم ولأنفسهم وطمعًا فى بناء البيت بالمسلح، وأصبحت مشاعر الآباء والأمهات متبلدة، جافة، تبلد وجدانى عاطفى شديد تجاه الأبناء ، وكأن الفقر يمحو المشاعر ويستبدلها ، بالجفاء والأنامالية، وضمور العاطفة.

وهناك أيضًا انتحار قومى من نوع آخر لشبابنا ، وهو إدمان المخدرات ، وارتفاع نسب التعاطى والإدمان فى جميع ربوع مصر، فى الشوارع والأحياء الفقيرة والغنية الحضرية والريفية ، الحشيش أصبح مشروب الشباب المفضل، والترامادول ، والهيروين ، مغيبات العقل أصبحت هى السبيل للهروب من الواقع المرير والمستقبل المظلم ، مصحات الأدمان والمستشفيات مليئة بأعداد كبيرة جدًا لطلب العلاج وقوائم الانتظار بالشهور، جهود الدولة والقطاع الخاص يبتلعها أخطابوط الإدمان ويلتهم كل يد تحاول مساعدة هؤلاء الشباب، حيث أجد بحكم تعاملى لسنوات مع المدمنين وأهتمامى بقضية الأدمان أن الأدمان ينتقى حقًا خيرت شباب مصر.

أصبح غالبية شبابنا ميت ميت أما بالهجره المميته فى عرض البحر أو بالأدمان أو بالبطاله ووقت الفراغ القاتل أو بالأنضمام للجماعات التكفيريه التى تنتقم من المجتمع وتكفره وتبخ سمومها فى عقول الأجيال القادمة والحالية
أرى أن الدوله عليها مسؤليات كبيره للغايه ، لوضع أستراتيجيه لأدارة الأزمه بجديه وسرعه فى التحرك ، هناك دول تتربص بشباب مصر منذ زمن ، والحرب الحاليه ليست حروب أسلحه فقط كما يحدث فى سيناء من أصطياد لشبابنا على الجبهه ، بل أصطياد لشبابنا من خلال ، الأفكار الهدامه ، وبث روح اليأس وفقدان الأمل فى الحاضر والمستقبل وتشويه الماضى ، بخلق مناخ تشأومى ، بالبطاله وفقدان فرص الأستثمار والسياحه والمشاريع الصغيره المنتجه ، بفكرة الهجره غير الشرعيه ، بأنتشار الأدمان وزيادة المعروض ورخص ثمنه وأبتكار أنواع من المخدرات أكثر فتكًا وتأثيرًا بعقول الشباب ، بالأعلام السطحى ، بنشر القيم والمبادئ الهدامه ، بمواقع التواصل الأجتماعى وأساءة أستخدامها ، بأنتشار الفساد والمحسوبيه والرشوه فى الوظائف الحكوميه والواسطه حتى نصل لعبارة مافيش فايده
حقًا الدوله بأدارتها تقع عليها مسؤليه كبيره لوضع أستراتيجيه طويلة المدى ، للقضاء على المشاكل التى تواجه الشباب فى جميع ربوع مصر ، بداية من التربيه والتعليم المميز داخل مدارسنا لتشكيل الوعى والفكر المنطقى والموضوعيه والتفكير العلمى لدى النشئ ، تغيير منظومة التعليم والأخذ بمنظومه مطبقة فى الخارج وتطبيقها فى مصر ومتابعة نتائجها ومخرجاتها ، الأهتمام بالجانب الصحى من خلال مقولة الوقاية خير من العلاج ، أنشاء الساحات الرياضية والصالات الرياضيه المجهزه تجهيز حديث يجذب الشباب لممارسة الرياضة بشكل منتظم ، وتعمم الساحات والأنديه والمراكز الرياضيه فى جميع الأحياء والمراكز والمدن والمحافظات حسب تعداد السكان وحجم الكتله السكانيه فى كل منطقه ، التعليم الجامعى يحتاج الطالب الى التعليم والتأهيل والتدريب العملى على أرض الواقع وليس التنظير ويخرج الطالب من الجامعه لايستطيع ان يترافع أمام القاضى فى المحكمه أو يعد مذكره للمرافعه ، والأخصائى النفسي لايستطيع ممارسة الارشاد أو العلاج النفسي بشكل سليم كمبتداء لانه لم يتلقى تدريب لائق ، وكذلك المحاسب ، واخصائى نظم المعلومات والحاسب الألى ، وغيرها من الكليات التى تخرج الخريج يحتاج الى أربع سنوات أخرى لكى يتعلم على أرض الواقع ، فيشعر باليأس وضياع الحماس والهمه
يحتاج شبابنا اليوم الى مشروعات صغيره بحق تطبق بجديه على أرض الواقع ، مشاريع تفيد الشاب ويستطيع تسويق منتجه من خلالها ، ليست مشاريع تؤدى بالشاب الى السجن لانه لم يستطيع أن يدفع الأقساط لعدم التسويق فبدلا أن نساعده نقبض عليه ونعاقبه بالحبس
لابد للقطاع الخاص ان يساعد الشباب من خلال أدماجه فى المصانع والشركات ويعطى له المرتب اللائق به كشاب فى مقتبل حياته وعلى الدوله أن تخرج من جامعاتها شباب لديه تدريب كافى يفيد به المجتمع وتعليم تفاعلى يساير به التقدم المتلاحق فى العالم من حوله
أرى أننا بحاجه الى شبابنا لتنظيم فوضى الشارع بجانب رجال الشرطه ، ومراقبة الأسواق وتسعيرة المنتجات وأنضباط السوق المصرى تحت أشراف الهيئات المختصه ، أرى أهمية تواجد الشباب فى المحليات لمحاربة الفساد والتدهور الناتج عن سؤ الأداره بالمحليات
أجد أن على الدوله والقطاع الخاص البدء فى مبادره قوميه من أجل شباب مصر رجال المستقبل ، تحيا مصر بشبابها رجال الحاضر والمستقبل
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط