قيم الانتخابات الأمريكية

مع الاستعدادات الشبه نهائية للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، نشهد ويشهد العالم انحطاطًا أخلاقيًا غير مسبوق صادر من المرشحين للرئاسة، السيدة هيلاري كلينتون، والسيد دونالد ترامب، وكللت الأجهزة الإعلامية في الولايات المتحدة الأمريكية هذا الانحطاط إذ ركزت في كلا الجانبين على الفضائح الجنسية لترامب وتسريبات البريد الإلكتروني لكلينتون والتبرعات الخيرية لمؤسسة زوجها، الذي أيضًا طاله من الفضائح الجنسية الكثير فلم يعد التركيز الإعلامي على البرامج التي يقدمها كل مرشح وكيفية تنفيذها في الاقتصاد والسياسة الداخلية والخارجية والأمن والعلاقة مع الكونجريس وما إلى ذلك من الأمور التي تمس حياة المواطن الأمريكي وأيضًا تأثيرها على العالم.
فكل ذلك أخذ حيزًا ضئيلًا أمام الفضائح وتكسير العظام من تلك الجانبين والذي لا يعطي صورة مشرفة عنه ويتساءل المرء هل هكذا تُدار الأمور بين قادة العالم وزعماء الشعوب والأحزاب؟ أبهذا الانحطاط؟
أعلم أننا لسنا في عالم الملائكة ولا في المدينة الفاضلة وأن السياسة ليست بريئة، ولكن يقلقني المستوى المتدني الذي وصل إليه هذان المرشحان، وماذا سيكون مستقبل العلاقات الدولية عندما ينجح أحدهما وأكيد أن قادتنا واعون لذلك، فهذه الحملة الانتخابية تبشر بأن العلاقات في المستقبل ستكون علاقات صعبة، وستتسم بالعنف ولن نتوقع أي أخلاق أو قيم فيها، ومن المؤسف أن هذه الصورة الذهنية ستنطبع في ذهن شعوب العالم خاصة الشباب وربما ستكون السمة السائدة في كل العلاقات السياسية والإنسانية.