قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مصر .. مقبرة الإرهابيين والخونة !


من الملفت للانتباه أن كثيرا من الدول وخاصة الدول العظمى تدّعي أنه من الصعب وضع تعريف محدد للإرهاب، وذلك لسبب بسيط وهو أن هذه التعريفات ستضبطهم متلبسين بهذه الجريمة البشعة المنافية لتعاليم الأديان السماوية وللقيم الإنسانية ، والأخلاقية ، وستعري جرائمهم الإرهابية أمام العالم ، كما أن كل دولة تضع تعريفًا للإرهاب وفقا لما تقتضيه التحديات التي تواجهها وتستهدف أمنها القومي وسيادتها الوطنية.

ولكن من المثير للقلق أنه للآن لا توجد إرادة دولية موحدة لوضع تعريف محدد للإرهاب ، وذلك لأنه لو تم وحدث هذا بالفعل سيكشف الدول الكبرى الراعية للإرهاب بالمال والسلاح والآلة الإعلامية والسيبرية ــ جرائم ترتكب عبر الانترنت والإتصالات ومواقع التواصل المختلفة ــ وغيرها ، وهو ما يستدعي ضرورة تكاتف كافة الجهود الإنسانية لوضع تعريف دولي محدد للإرهاب تشارك فيه كافة الدول خاصة الدول التي يمارس ضدها الإرهاب بعيدًا عن الأغراض السياسية والإيديولوجية والدينية والعرقية والمذهبية.

وفي رأيي ووفقا لقناعتي الشخصية أرى أن الإرهاب هو "عمل إجرامي لا دين له ترتكبه حكومات أو أفراد أو جماعات أو منظمات أو .. أو .. بهدف توصيل رسالة ما لحكومة ما تتعارض مع أهدافها وأطماعها أو لإسقاط الدولة المستهدفة بغية نهب واستنزاف ثرواتها أو سلب ارضها، أو لفرض وبسط مذهب ديني معين أو أيديولوجية معينة ، أو لدوافع انتقامية ناجمة عن جرائم تاريخية ، وينتج عن هذا العمل الإجرامي إثارة الرعب والفزع بين الآمنين وسقوط ضحايا عزل " ، فما يحدث الآن بحق العالم العربي هو إرهاب ممنهج تقوم به الدول العظمى لفرض سيطرتها وهيمنتها على مقدرات الشعوب العربية .

إنه احتلال مستتر ، تقدم عليه الدول العظمى ببجاحة منقطعة النظير وبلطجة فائقة ، وقد تستخدم في ذلك عدة وسائل لتحقيق اهدافها ومن أهم هذه الوسائل توظيف الدين والحروب المذهبية لتحقيق هذه المطامع عبر استخدام نصوص بعيدة تماما عن صحيح الدين وتطبيقها عمليا باستخدام جماعات إرهابية متسترة في الدين بل ومسرحتها واظهارها للعالم على أنها صحيح الدين ، وهو ما يستوجب صحوة عربية تستنهض فيها الهمم لتنقية الخطاب الديني من كل ما يؤثر بالسلب على الدين وصورته أمام العالم ، لعدم اعطاء المبرر للدول والجماعات الإرهابية لمواصلة أعمالها الإرهابية في المنطقة ، فالإرهاب حاليا يتم تغليفه بستار ديني والدين سواء إسلامي أو مسيحي او يهودي كما قلت وأكدت بريء من قتل الأبرياء وسلب حقوق الشعوب بدون وجه حق ، كما أن أحد أهم وأخطر صور الإرهاب الحديثة هو الإرهاب الإقتصادي والسيبري والمذهبي والإرهاب السوبر وهو ارهاب مستتر ترتكبه الدول العظمى تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.

وبالنسبة لمصر كدولة مفصلية وعريقة ، فانها مستهدفة بقوة من الإرهاب بكافة صوره ووسائله وأشكاله وأدواته ، وهو ما يستوجب على الفور تضافر كافة مكونات الشعب المصري للوقوف بقوة ضده والتصدي له ، بدعم الجيش المصري الوطني وجهاز الشرطة ، والتصدي للفوضى الإعلامية السائدة التي تعتبر أحد وأهم وأخطر أنواع الفوضى، وعلى الحكومة المصرية أن تكون جادة في تجفيف منابع الإرهاب وتمويله ومراقبة الجمعيات التي تتستر بالدين وتأتي لها تمويلات مهولة لنشر التطرف والتكفير والحض على الكراهية والعنصرية والعنف والمذهبية ، ووضع تشريعات صارمة في الجرائم الإرهابية مع سرعة تحقيق العدالة الناجزة في هذه الجرائم ، وأيضا مراعاة العوامل الإجتماعية للشعب المصري الذي بات يرزح تحت وطأة الفقر والعوز وهو ما قد يجعل كثيرا من الشباب والكبار بل والكهول في مرمى الاستقطاب من قبل دول معادية أو تيارات أو جماعات متشددة أو منظمات إرهابية.

كما يجب على الفور سرعة الإفراج عن الشباب المعتقلين بالاشتباه في أحداث الثورة وما تلاها طالما لم يتورطوا بالتحريض أو المشاركة أو الدعوة لارتكاب جرائم ارهابية تستهدف مؤسسات الدولة وجيشها وشرطتها ، كما ان عدم وجود قوانين مغلظة وعدالة ناجزة في حوادث الإرهاب يجعل تكرار الجرائم الإرهابية امرا معتادا بل وعاديا لغياب الردع ، بل ولن اكون مبالغا إذا قلت يجعل الحكومة نفسها مشاركة بالصمت في الحوادث الإرهابية ، فما نراه الآن من مماطلات واستشعار للحرج وتزغيط الإرهابيين في السجون مهزلة بل وفضيحة بكل المقاييس وتستوجب وقفة تنظر فيها الحكومة ومؤسسة الرئاسة للداخل الذي يريد تطبيق احكام الإعدام على من استهدفوا جنودنا من ابناء الجيش والشرطة في حوادث إرهابية ، فالداخل هو من يمنح الرئيس والحكومة المشروعية وليس الخارج ، فالتعويل على الخارج في الاستجابة لضغوط بعض الدول بشأن تطبيق العدالة الناجزة والاحكام الرادعة على الإرهابيين رهان خاسر تماما.

كما يجب وعلى الفور إدراج هذه الجرائم ضمن جرائم الإرهاب وهي التحريض ضد الجيش والشرطة والأزهر والكنيسة أو المشاركة بالصمت أو التواطؤ من قبل أشخاص " في السلطة او خارجها " أو منظمات أو جماعات أو مؤسسات في الحض على العنف أو الكراهية أو المذهبية أو هدم اقتصاد الدولة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية أو عبر مواقع الاتصالات وغيرها ... وستظل مصر دائما بوحدة شعبها وجيشها وشرطتها وأزهرها وكنيستها ، مقبرة الإرهابيين والخونة.
[email protected]