مؤتمر الشباب طاقة نور

مع انتهاء مؤتمر الشباب الأول في شرم الشيخ والذين أفرد لهم الرئيس مساحة كبيرة من الحرية في الحوار معه ومع الوزراء والمحاضرين والمتخصصين، خرج بعدة توصيات ستتم متابعتها شهريًا. هذا المؤتمر بث فينا طاقة كبيرة من الأمل بأن الشباب سيأخذ دوره في قيادة مصر الجديدة وفي نفس الوقت هناك من يصغي إليهم وإلى أفكارهم وطموحاتهم وحتى اعتراضاتهم، وهذا ما نجح فيه الرئيس، ولكن لا يكفي أن يفعل الرئيس ذلك ولكن على كل القيادات أن تتمثل بما فعله الرئيس.
كثير من دول العالم والأحزاب نرى فيها شباب يتبوأون أعلى المراكز كرئاسة الوزراء وهيئات دولية والوزارات المختلفة وإلى آخره، فحكوماتهم لا تخشى أن يتقدم الشباب على الشيوخ، فالكل يعمل من أجل المصلحة العليا، أما في الشرق الأوسط وفي مصر وإن كان بدأ التغيير إلا أننا محكومين بالنظام "البطريركي"، أي النظام الأبوي المتسلط - ولا أقصد تقليل الاحترام الواجب - فلا صوت يعلو على صوت هذا "الأب" إن كان في البيت أو العمل وهو مبني على أساس أن الشباب لا يفهم شيئًا ولكن هذا "الأب" هو الذي يفهم كل شيء ويمتلك كل الحقيقة لأن له خبرة الحياة والممارسة، فمجتمعنا يحتاج أن يعطي الثقة للشباب ومساندتهم وليس التسلط عليهم، ولا يجب أن نخاف أن يقعوا في خطأ لأن الخطأ هو الذي يُعلم ويعطي الممارسة والخبرة المتراكمة التي يحتاج إليها الشباب.
لا يكفي أن نشجع الشباب في قاعات المؤتمرات بل علينا أن نذهب إلى حيث هم، إلى الجامعات والمدارس وإلى النوادي ومراكز الشباب وحتى الحقول والمصانع ونتعاون معهم ونشرح لهم ونصغي إليهم ونعمل بكل قوة لتنفيذ إبداعاتهم وتحقيق آمالهم بل دفعهم إلى الصفوف الأمامية ومراكز اتخاذ القرار ووضع كل ثقتنا فيهم فهم جديرين بذلك.