الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هيكتور كوبر .. حقق المراد


فوز منتخب مصر القومى، على نظيره الغانى، يوم الأحد الماضى فى إطار الجولة الثانية ضمن تصفيات قارة أفريقيا، المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018، بهدفين نظيفين، منحه العلامة الكاملة من النقاط، ومنحه صدارة جدول ترتيب المجموعة الخامسة، عن جدارة واستحقاق، برصيد 6 نقاط .

أتفق الكثيرون على أن أداء المنتخب الوطنى فى لقاء غانا لم يكن مقنعًا، واتسم بغياب الجرأة الهجومية، علي مرمي منتخب غانا، إلا في مرات نادرة، وقالوا ان منتخبنا ظهر مدافعًا طوال المباراة، وان منتخب غانا كانت له السيطرة الكاملة على مجريات اللقاء، وفرض اسلوب لعبه داخل المستطيل الأخضر، وكأنه يلعب فى أكرا، ولو كان هناك مهاجمًا صريحًا بين لاعبى غانا، لتغيرت نتيجة المباراة.

على الرغم من ذلك .. أرى ان الأرجنتينى هيكتور كوبر، المدير الفنى للفراعنة، تعامل مع مباراة غانا، بذكاء شديد، ومنطقى للغاية، لأن الرجل يعلم أن منتخب غانا يمتلك انسجامًا كبيرًا بين لاعبيه مع قدرات فنية ومهارية عالية جدًا، ومن الصعب مع فريق مثله فتح الملعب ومجاراته "بلغة الكورة"، لأن هذا معناه خسارة منتخب مصر للقاء.

لذا كان من الضرورى اتخاذ الحذر اللازم فى طريقة واسلوب اللعب، وهو ما فطن له هيكتور كوبر، واعتمد في خطته على الطريقة الدفاعية، بغلق المساحات أمام لاعبي غانا، وإيقاف سرعاتهم، واللعب على الهجمات المرتدة، القليلة جدًا، والتى تم ترجمتها لهدفين ليحصد معها الثلاث نقاط، ويحقق الداهية "كوبر" بذكائه وفكره المراد والأهم من المباراة.

المشوار مازال طويلًا، حيث يتبقى لكل منتخب اربعة جولات أخرى مجموعها 12 نقطة، وعلى الفريق القومى المصرى مواصلة المشوار بعزيمة وإصرار، واعتبار صدارة المجموعة والحصول على العلامة الكاملة من النقاط، حافزا كبيرًا قبل ملاقاة منتخب أوغندا "الحصان الاسود" الذى ظهر بصورة جيدة، حيث تعادل مع غانا فى أكرا، ثم فاز على الكونغو بهدف نظيف.

أؤكد أن حلم التأهل لكأس العالم فى روسيا، بات بين أقدام لاعبى منتخبنا القومى، بعد البداية الرائعة التى توجت بالفوز فى أول مباراتين على فريق الكونغو الضعيف، ثم على منتخب غانا الذى أبتعد بنسبة كبيرة عن بلوغ المونديال، وبات صعوده لكأس العالم القادمة مرتبط بتعثر المنتخبات الأخرى الموجودة بالمجموعة الخامسة، وأرى ان فوز منتخبنا "بأذن الله" على أوغندا فى الجولتين الثالثة والرابعة، سوف يحدد بشكل كبير موقف الفراعنة من بلوغ المونديال.

لذلك أصبح أمام الجيل الحالى من نجوم مصر ومعهم الجهاز الفنى بقيادة الأرجنتينى هيكتور كوبر وجهازه المعاون، فرصة ذهبية لتحقيق حلم التأهل لكأس العالم، من أجل إسعاد الجماهير المصرية التى ترغب فى الفرحة بعد ان غابت عنها سنوات طويلة.

أجمل مافى مباراة مصر وغانا هو ذلك المشهد المتميز، للجماهير المصرية، التى إحتشدت بالألاف فى مدرجات ستاد برج العرب، وظهرت بصورة حضارية وقدمت نموذجًا رائعًا فى الالتزام والتشجيع المثالى قبل وأثناء وبعد اللقاء، لذلك أطالب الجهات الأمنية ووزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة بالعمل فورًا على عودة الجماهير للمدرجات فى مباريات الدورى العام القادمة.

أيصًا جاء النقل التليفزيونى للمباراة على غير العادة وشاهدنا تصويرًا وإخراجًا ولا أروع، من الطاقم البرتغالى، المحترف، المكلف بتصوير وإخراج المباراة، بينما كان التعليق على المباراة فى إحدى القنوات الفضائية، هو الأسوء فى تلك الليلة الجميلة، وسمعنا تعليقًا ووصفًا بعيد تمامًا عن مجريات اللقاء.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط