منذ أن تطأ قدماك قرية الفخارين تشهد مدى مهارة وحرفية صانع الفخار فيها، لوحة فنية تضم أروع التحف الفخارية المزخرفة بدقة فائقة، ويزيد جمالها طريقة العرض المعتمدة على خيال الفنان المصرى، والتى تجعلك تشعر وكأنك أمام تحفة فنية غاية في الجمال، تجدهم منهمكين بعملهم وبتشكيل أوانيهم الفخارية، والذين توارثوا أسرارها عن أجدادهم، يستقبلونك ببشاشة على الرغم مما يواجهونه من تحديات.. تسمع كلمات يغمرها التفاؤل بأن "مهنة الفخار لسه بخير والطلب عليها كتير".
رصدت عدسة "صدى البلد" أقدم وأشهر قرية لصناعة الفخار بالعالم بمدينة الفسطاط بمصر القديمة، تلك القرية التي أنشأتها الحكومة منذ عشر سنوات تقريبًا لتطوير ورش تصنيع الفخار بالمنطقة والحد من تلوثها البيئي، فضلا عن رصد مراحل تشكيل الطين الأسواني، وإقبال المواطنين على شراء الفخار.
ورثتها عن أجدادى
فى البداية، يقول عم سمير، إن "قرية الفخارين من أقدم ورش صناعة الفخار بمدينة الفسطاط بمصر القديمة، أعمل بالمهنة منذ 40 عاما وورثتها عن أجدادى، وأهم المواصفات التى يجب أن تتوفر بالمهنة هو الصبر، فضلا عن تعلمه السريع لخطوات الصناعة".
وأوضح أن المادة المستخدمة بصناعة الفخار هى الطين الأسوانى ، ومن ثم تشكيل تلك الطين على هيئة أوانٍ كبيرة وصغيرة، ثم إخضاعه لعملية "التنشيف"، لمدة يوم أو يومين، وبعد ذلك سيكون معدا للاستخدام أو للطهى أو لأغراض شتى.
ويقول أحمد متولى، أحد الحرفيين بصناعة الفخار، إنه يستلزم لمن يرغب فى العمل بصناعة الفخار أن يتعلمها منذ الطفولة، حتى يتقنها عند الكبر، مشيرا إلى أن المهنة تعانى أزمات بالطبع نظرا لارتفاع سعر المواد الخام المستخدمة، ولكن لا يمنع ذلك من توافد المواطنين على شراء الأوانى الفخارية.
تعلمت منذ الطفولة
وقال غندور مصطفى، أحد الحرفيين بصناعة الفخار: "تعلمت هذه الحرفة منذ الطفولة وأتقنتها عند بلوغى الـ 14 عاما، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعمل بتلك الحرفة".
وأضاف أن المصانع "بتجيلنا بالاسم لشهرتنا بصناعة الفخار، واسمنا المعروف فى السوق"، مؤكدا أن "صناعة الفخار تتعرض لظروف اقتصادية صعبة، وغلاء أسعار المواد الخام، ولكن نحن صامدون أمام تلك التحديات ونسعى دائما لتطوير حرفتنا والترويج إليها وبذل قصارى جهدنا فى إتقان عملنا".