الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في الذكرى الـ24 لرحيل صلاح قابيل.. فنان أدى أدوارا عديدة بكفاءة وحضور كبير.. وأعجب به «المليجي»

صدى البلد

  • ولد بإحدى قرى محافظة الدقهلية عام 1931
  • ترك الدراسة بكلية الحقوق مفضلا الالتحاق بالمعهد العالي للسنيما
  • الصدفة البحتة وراء دخوله إلى عالم النجومية والشهرة بفيلم "بين القصرين"
في تاريخ الفن دائما ما يكون هناك شخصيات تقدم أعمالها بطريقة مختلفة وبأسلوب خاص بها، وبمجرد ظهور هؤلاء النجوم على الشاشة فإنهم يصيبونك بحالة من السعادة والانبهار والتوحد معهم، فهم يمتلكون الكاريزما أو القبول، وهو ما نطلق عليه المنحة الربانية التي خصها الله به ليغدو فردا محببا إليك تسعي دائما لمشاهدته والإقبال على أعماله.

يوافق اليوم، السبت، الذكرى الـ24 لرحيل الفنان صلاح قابيل، وهو أحد هؤلاء الأشخاص الذين حباهم الله بتلك النعمة الربانية ربما كانت الميزة الأساسية له، إضافة إلى موهبته الكبيرة وحضوره المتميز، وقدرته الفائقة على أداء كل الأدوار، فمن الموظف البسيط إلى الطالب الجامعي إلى المعلم إلى الفتوة إلى المسئول الحكومي الكبير إلى المجرم وغيرها من الأدوار التي جعلت صلاح قابيل واحدا من المتربعين على قلوب الجماهير لدرجة جعلت من العملاق محمود المليجي يصرح في أحد حواراته الفنية بقوله: "إن صلاح قابيل واحدا من الممثلين الذين أعمل لهم ألف حساب حينما أقف أمامهم".

"الريس زكريا" من مواليد عام 1931 بإحدى قرى محافظة الدقهلية، انتقل مع عائلته للإقامة بالقاهرة، وبعدما التحق بكلية الحقوق تركها بسبب حبه للتمثيل والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وبعد تخرجه التحق بفرقة مسرح التليفزيون لتبدأ أولى خطواته نحو النجومية، حيث لفت الأنظار إليه حتى تم اختياره وجها سينمائيا.

وكانت الصدفة وحدها وراء اختياره نجما سينمائيا في أهم وأشهر أعمال المخرج حسن الإمام، ففي عام 1961 وبعد أن اختار الإمام الفنان حسن يوسف ليؤدي دور "فهمي" في الفيلم الشهير "بين القصرين"، حدث بينهما خلاف بسبب تأخر يوسف عن مواعيد التصوير، وكان أمام البوابة الوجه الجديد وقتها صلاح قابيل ليقوم هو بالدور ويصبح أول دور سينمائي في حياته وأولى بصماته وعلاماته في عالم السينما.

وبعد تألقه وغوصه في أدق تفاصيل الشخصية، رشحه مرة أخرى حسن الإمام في عام 1963 لأداء دور "عباس الحلو" في رواية نجيب محفوظ أيضا في فيلم "زقاق المدق" لتفتح السينما ذراعيها لاستقبال هذا الوجه الجديد المتقد بالذكاء والحيوية حتى تألق وأصبح قابيل الحصان الرابح لدى المخرجين.

وفي عام1970  اختاره المخرج كمال حسين لتجسيد شخصية "عباس" في فيلم "نحن لا نزرع الشوك" للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، حيث قدم "قابيل" شخصية الشرير من زاوية بعيدة عن الشرير التقليدي الذي كان منتشرا آنذاك على شاشة السينما.

وفي عام 1969، جاءه ترشيح من المخرج العالمي يوسف شاهين للاشتراك في فيلم "العصفور"، الذي تعرض لاضطهاد سياسي كبير أدى إلى منعه من العرض حتى عام 1972، وفي هذا يقول الراحل صلاح قابيل: "عندما أبلغت بالأوردور من المخرج شاهين لم أصدق نفسي وكدت أصاب بأزمة قلبية وقتها، فلم أتخيل أن مخرجا بحجم شاهين يقع اختياره علي"، وبالفعل أقدم قابيل على تجسيد شخصية الصحفي يوسف المثالي العاشق لقضيته كأفضل ما يكون من التوحد والذوبان معها.

تعددت أعماله بعد هذا النجاح حتى وصلت إلى 72 فيلما، منها "دائرة الانتقام"، و"ليلة القبض على فاطمة"، و"العقرب"، و"السجينة 67"، و"المفسدون"، و"زوجة محرمة"، و"الراقصة والسياسي"، و"مسجل خطر"، و"الإرهاب"، و"اغتيال مدرسة"، و"بطل من ورق"، و"نهر الخوف"، و"ضربة معلم"، و"البريء"، و"الحرافيش"، و"الهلفوت".

تألق أيضا في الأعمال الدرامية، فكان هذا العمل الناجح الذي بدأ به مشواره الدرامي، وهو مسلسل "ناعسة" مع الفنانة مها صبري، والذي اعتبر من أشهر الملاحم الاجتماعية المصرية، أيضا كان هذا النجاح المدوي في تجسيد شخصية "الريس زكريا" في المسلسل الشهير "دموع في عيون وقحة"، وتالق في أعمال درامية أخرى منها " بكيزة وزغلول"، و"ضمير أبلة حكمت"، و"ليالي الحصاد"، و"البيت الكبير"، و"ليالي الحلمية"، ووافته المنية أثناء تأديته دور المعلم "علام السماحي"، ما جعل المخرج يقوم بإنهاء دوره بوفاة المعلم علام.

وفي 3 ديسمبر عام 1992، توفى صلاح قابيل ليفتح الباب أمام شائعة كانت هي الأكثر انتشارا في التسعينيات من القرن الماضي، وهي أن قابيل تم دفنه حيا، ليخرج لنا ابنه عمرو صلاح قابيل قريبا ويخرج عن صمته، مؤكدا أن سبب وفاة والده الحقيقي هو نزيف في المخ وأنه ظل في ثلاجة الموتى بالمستشفى لمدة يومين حتى تم دفنه ليرحل "الريس زكريا" صلاح قابيل، تاركا خلفه تركة كبيرة من محبة الناس ومشوارا فنيا ثريا من أهم الأعمال الفنية.