قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

«صدى البلد» داخل مدرسة الشهيدة «ماجي».. غابت صاحبة الـ 10 أعوام عن مقعدها وحضرت روحها بين زميلاتها.. وحادث «البطرسية» طوى سجل حضورها.. فيديو وصور

0|مايكل سمير - عدسة حسن العمدة

10 أيام ما بين انتظار وحزن، صمت يشوبه فزع يسيطر على أرجاء مدرسة كلية رمسيس للبنات، عيون باكية، وجوه شاحبة، عقول مشتتة لا تقدر على إقناع نفسها برحيل الطالبة ماجي مؤمن، الطفلة البريئة التي لا يتعدى عمرها 10 سنوات، صاحبة الابتسامة الرقيقة، والوجة البشوش، وجسد يعشق كل إنسان داخل أروقة المدرسة "شقاوته، وخفة ظله".

حملت بالأمس أجراس الفسحة للتلاميذ الصدمة والفجاعة بدلا من الفرحة واللهو، وذلك بعد أن أعلنت الدكتورة سلوى صابر، مديرة المدرسة، استشهاد "ماجي" بعد دخولها في غيبوبة 10 أيام بسبب إصابتها جراء العمل الإرهابي الذي ضرب الكنيسة البطرسية خلال الأيام الماضية.

"النهارده استشهدت ماجي.. الآن تزف عروس السماء"، بهذه الكلمات الصعبة، واجهت الدكتور سلوى تلاميذها خلال "الفسحة"، لم تستطع أن تخفي الخبر أكثر من ذلك، بعد أن علمت به في تمام السادسة من صباح أمس، وقالت: "كلماتي نزلت كالصاعقة على التلاميذ، الصراخ والعويل هز أرجاء المدرسة، صدمة بالفعل، كنا جميعا في حالة لا يرثى لها بالأمس".

"ماجي" كانت تتمتع بالنشاط والروح المرحة، تحب أصدقاءها، تمرح في فناء المدرسة، تسعد بلعبها إلى جوار رفيقاتها، تحب المشاركة في الأنشطة والحفلات المدرسية، لم ترتكب أي ذنب في حياتها لتقتل، هذا ما أكدته مديرة المدرسة، حينما تساءلت: "ما ذنب ماجي لتقتل؟!! هل كل ذنبها أنها فكرت أن تعبد ربها وتصلي في الكنيسة يوم الأحد".

وقالت وعيناها تذرف بالدموع حزنا على فراقها: "زملاء الشهيدة بالفصل كتبوا لها جوابات، داخلها كلمات تحمل أسمى معاني الحب، وكانوا يريدون أن يضعوها داخل نعشها، ولكن لضيق الوقت لم يستطيعوا إرسالها إلى والدة الشهيدة".

فصل الصف الرابع الابتدائي "A"، في الطابق الثاني لأحد مباني المدرسة، فصل لا يتسع أكثر من 30 تلميذة - على أقصى تقدير- كانت "ماجي" تتوسط زميلاتها في الصف الأول، مقعدها حمل كلمات باللغة الإنجليزية، تحمل معاني راقية من زميلاتها، ممزوجة بحزن على فراقها، التلاميذ رفضن سحب مقعدها من داخل، وأصروا على بقائه ليخلد شيئا من رائحتها.

"الفصل حتى أمس حمل زينة، مقعدها امتلأ بالهداية من زميلاتها اللاتي كن ينتظرن عودتها بشغف، يتساءلن كل يوم: "متى تعود ماجي؟".. بهذه الكلمات وصفت هالة سامي، رئيس قسم السلوكيات بكلية رمسيس للبنات، حال صديقات "ماجي" داخل الفصل طوال الـ10 أيام الماضية، مضيفة: "المدرسة عاشت أسبوعا كاملا في حالة من القسوة، الطالبات عشن حالة من الصمت حزنا على صديقتهن، يعدون الساعات والدقائق انتظارا لعودتها من جديد".

وتابعت، بعينين دامعتين: "ماجي بنوتة جميلة، بنحب شقاوتها وجمالها، وهنفتقدها، ولكن رجاءنا أنها في السماء، وواجهنا صعوبة كبير لنقنع الطالبات بأنها الآن تزف إلى السماء".

في فناء المدرسة وقفت ميرا عبد الشهيد، وزينة وليد، الطالبتان بالصف الأول الثانوي، حيث كانت "ماجي" تقف في المكان المخصص لها وزميلاتها في الصف الرابع الابتدائي، أثناء تأدية الطابور الصباحي، بعد أن كتبن عبارات إيجابية في شكل قصاصات، يوزعنها على صديقات "ماجي" لمساعدتهن في الخروج من الحالة النفسية في أقرب وقت.

"خبر وفاتها كان صعبا على المدرسة بأكملها، زملاء ماجي كانوا يضعون أملا في عودتها للمدرسة من جديد، وإحدى زميلتها كانت تحضر لها مفاجأة، لكن الله أراد لها أن تزف عروسا في السماء"، بهذه الكلمات عبرت ميرا عبد الشهيد، عن حزنها على فراق ماجي، مؤكدة أن ما يهون على الطالبات داخل المدرسة أن ماجي في مكان أفضل الآن.

فيما قالت زينة وليد إن "الحزن والدموع يسيطران على المدرسة حزنا على استشهاد الطفلة «ماجي»، ولكننا قمنا بالتماسك مراعاة لزميلات «ماجي» وللتخفيف عليهن.