الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السلطات الصينية تقنن الإنفاق «غير العقلانى» فى شراء نجوم الكرة بأوروبا.. استسلام أوسكار وتيفيز وأوبي ميكيل للعروض الخيالية.. ورونالدو يحسم موقفه.. والزحف مستمر نحو القارة العجوز

صدى البلد

  • استهداف الأندية الصينية لـ"صغار السن" رغبة فى بناء دورى قوى
  • الإعلام الصينى ينتقد الإنفاقات المبالغ فيها ويصفها بـ"المجنونة"
  • اتحاد الكرة يخفض "كوتة" اللاعبين الأجانب بالأندية

بعد أن نجحت في أن تضع نفسها في مصاف الدول العظمى سياسيا واقتصاديا، وأصبحت من أهم دول المحورية في العالم، تسعى دولة الصين إلى النهوض كرويا وفنيا حتى تكتمل منظومة النجاح لأي دولة باحثة عن المجد.

الصين لم تعرف النجاح في كرة القدم إلا في العصر الحديث، فعلى مستوى المنتخبات، بلغ التنين الصيني المونديال مرة وحيدة وعلى سبيل الأندية حققت الأندية الصينية الفوز بالبطولات خلال الحقبة الأولى والثانية من الألفية الجديدة.

ولأن كرة القدم هي عنوان النجاح في أي منظومة رياضية، فقد سعت الصين إلى إنفاق الملايين والمليارات على الساحرة المستديرة من خلال التعاقد مع أبرز النجوم في العالم للعب في الدوري الصيني، كذلك محاولة السيطرة على الأندية المنهارة اقتصاديا وشرائها مثل ما يتم الآن مع العملاق الإيطالي اي سي ميلان.

صدق أو لا تصدق، مع نهاية عام 2016 دفعت الأندية الصينية أكثر من 400 مليون دولار لشراء لاعبين من دوريات أوروبية، كل هذا يعكس الرغبة الكبيرة من المسئولين في جنوب شرق القارة الآسيوية إلى بناء دورى قوى ينافس أكبر دوريات العالم، حيث بدأت الأندية فى نهج جديد، وهو رصد المليارات للتعاقد مع لاعبى كرة القدم من صغار السن ومتوسطي الأعمار، على عكس ما كان سابقا باستهداف النجوم الذين على وشك الاعتزال.

وتسببت الأموال الطائلة التى تنفقها الأندية فى إزعاج السلطات الصينية التى بدورها أمرت بالشروع في ضبط صارم للإنفاق "غير العقلاني" من قبل أندية كرة القدم على اللاعبين، في أعقاب صفقات ضخمة خلال الأشهر الماضية.

وقال متحدث باسم الهيئة العامة للرياضة التابعة للحكومة، إنه يتعين اتخاذ خطوات ضد "الاستثمار غير العقلاني" في كرة القدم، وإن الحكومة ستحدد معايير وستمنع التعاقدات الباهظة وتقوم بوضع ضوابط منطقية لأجور اللاعبين وفرض غرامات على الأندية التي تنفق بشكل يتخطى الحدود واستعمال هذه المبالغ في تدعيم برامج تطوير الشباب.

وآخر صفقات الموسم حتى الآن، إعلان نادي تيانجين تيدا الصيني رسميا عن ضم جون أوبي ميكيل "29 عاما" متوسط الميدان النيجيري لفريق تشيلسي الإنجليزى براتب سنوي للاعب النيجيري يبلغ 8.5 مليون يورو.

كما أعلن تشيلسي انتقال لاعبه البرازيلي أوسكار "25 عاما" إلى نادي شنغهاي، أحد أكبر وأشهر الأندية في الصين، وبلغ العقد المقدم لضمه ما يقرب من 52 مليون جنيه استرليني، أي أكثر من ضعفي ثمنه عندما اشتراه تشيلسي بـ19 مليون جنيه إسترليني، منذ ما يقرب من 5 سنوات.

واستمرارا للغزو الصينى، أعلن نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني رسميًا، انتقال نجم هجومه، كارلوس تيفيز،"32 عاما" إلى صفوف شنغهاي شينهوا الصيني، ليضع نهاية لمفاوضات استمرت شهرين، متعاقدا معه لمدة عامين بقيمة تتخطى 80 مليون يورو.

وبعد عدة محاولات وإغراءات مالية، نجح نادى تيانجين كوانجيان فى التعاقد مع البلجيكى اكسيل فيتسل "27 عاما" لاعب وسط زينيت الروسي مقابل 22 مليون يورو.

وهناك عدة عروض خيالية وإغراءات مالية تمارسها الأندية الصينية على بعض اللاعبين للتعاقد معهم، مثل، ديلي ألي، لاعب توتنهام هوتسبير الإنجليزي، صاحب الـ23 عاما.

وقبل أيام تلقي النجم الإسباني الشهير سيسك فابريجاس، 29 عاما، متوسط ميدان نادي تشيلسي عرضا من نادي جوانجزو الصيني، الذي يدربه البرازيلي فيليبي سكولاري، بعرض كبير، قد يغري اللاعب الإسباني للموافقة عليه.

والمفاجأة الكبرى هي العرض الذي ينتظر واين روني "31 عاما"، قائد مانشستر يونايتد ومنتخب إنجلترا، من ناديي بكين غوان وغوانغتشو إيفرغراند، والذي يصل مقابله المادي حد الجنون وهو 700 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا.

بينما حسم آخرون موقفهم من غزو التنين الصينى بالرفض نهائيا مثل كريستيانو رونالدو "31 عاما"، لاعب ريال مدريد وقائد منتخب البرتغال، أعلن وكيل أعماله رفضه عرضًا خياليًا من نادٍ صيني لكرة القدم كان سيمنحه 100 مليون يورو سنويًا، مؤكدًا استحالة انتقاله إلى الصين.

وأوضح أن العرض كان يشمل دفع 300 مليون يورو لنادي ريال مدريد متصدر الدوري الإسباني للاستغناء عن رونالدو، وتخصيص اللاعب بالراتب الذي يجعل منه اللاعب الأعلى أجرًا في تاريخ كرة القدم، لكنه أكد أن المال ليس كل شيء، وريال مدريد هو حياته.

كما كشف وكيل أعمال البولندي روبرت ليفاندوفسكي "28 عاما" هداف بايرن ميونخ، حامل لقب الدوري الألماني لكرة القدم، أن موكله رفض عرضًا مغريًا للانتقال إلى الدوري الصيني يقدر بنحو 40 مليون يورو.

الدوري الصيني الذي بدأ يجتذب العديد من النجوم مع مطلع العقد الثاني من الألفية الجديدة، بدأت بالهداف العاجي ديدية دروجبا الذي لعب لنادي شنغهاي عام 2012 مقابل راتب أسبوعي اقترب من الـ 300 ألف دولار، ونفس الأمر مع تيكسيرا صاحب الـ 50 مليون يورو، حيث انتقل المهاجم البرازيلي من نادي شاختار دونستيك الأوكراني إلى نادي جيانجسو ساينتي، بعدما كان على مقربة من الانتقال إلى ليفربول وتشيلسي.

ثم المهاجم الكولمبي جاكسون مارتينيز صاحب الـ 42 مليون يورو، والذي وقع لنادي جوانجزجو ايفر جراند قادما من نادي اتليتكو مدريد الإسباني، ومتوسط ميدان السليساو راميريز الذي انتقل إلى نادي جيانجسو مقابل 28 مليون يورو قادما من نادي تشيلسي، والإيفواري الخطير كواسي جيرفينهو الذي وقع لنادي هيبي فورتشون قادما من اي سي روما الإيطالي في صفقة بلغت 18 مليون يورو.

وانتقل الدولي السنغالي ديمبا با من نادي بشيكتاش التركي بعد أن لعب لفترة في صفوف تشيلسي إلى نادي شنغهاي مقابل 13 مليون يورو، ولاعب وسط إنتر ميلان الكولومبي الجنسية جوارين الذي ترك النيترازوري وفضل المال بعد أن وقع لنادي شنغهاي مقابل 13 مليون يورو، والقاطرة الجابونية الهداف ماليك ايفونا "24عاما"، نجم الأهلي السابق، إلى نادي تيانجين بـ8 ملايين دولار للقلعة الحمراء بعيدا عن راتب اللاعب.

الأمثلة كثيرة عن نجوم تألقت في سماء القارة العجوز واختتمت حياتها في الدوري الصيني، مثل النجم البرازيلي الشهير روبينهو والغاني اساموه جيان والبرازيلي ريكاردو جولارت، مع وجود نخبة من المدربين العالميين مثل البرازيلي فيليبي سكولاري والسويدي سفين إريكسون.

وكان أبرز الأسماء التي مرت على الدوري الصيني، المدرب الإيطالي مارشيلو ليبي، المتوج بلقب كأس العالم مع منتخب إيطاليا، الذي حقق أول إنجاز صيني على مستوى الأندية بالتتويج بلقب دوري أبطال آسيا في 2013 مع نادي جوانجزو إيفرجراند.

ولقى الإنفاق المتمادي للأندية فى الفترة الأخيرة انتقادات لاذعة في وسائل الإعلام الصينية، والتي حذرت من هذه الإنفاقات "المجنونة"، على حد وصفها ، كما اعتبر أنصار اللعبة، أنه من الأجدر إنفاق هذه المبالغ الكبيرة على تحسين البنية التحتية والاهتمام بالمواهب المحلية.

جدير بالذكر أن الاتحاد الصيني أعلن في ديسمبر الماضي عن عزمه خفض كوتا اللاعبين الأجانب في الأندية، من خمسة إلى أربعة.