ترامب سيشعل أزمة مع «العرب» بنقل السفارة إلى القدس
طارق فهمي:
دونالد لا يستطيع نقل سفارة بلاده قبل شهر يونيو
قيادي بـ «فتح»:
اليمين المتطرف يتبنى أفكاراً مجنونة
قبل ساعات من صعود الرئيس الامريكي الجديد دونالد على كرسي الحكم، جاءت تصريحاته على لسان نيكي هالي اختارها ترامب لتكون سفيرة في الأمم المتحدة بنقل سفارة امريكا من تل ابيب إلى القدس لتثير أزمة قبل مراسم تنصيبه للحكم.
وعن تبعات نقل السفارة الأمريكية من تل ابين إلى القدس قال هشام كريم، عضو الهيئة العليا للحزب الجمهوري الأمريكي، إن التصريحات الأخيرة فى الصحافة الإسرائيلية التي تناولت تعهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، اعترضت عليها شريحة كبيرة من المجتمع الداخلى للولايات المتحدة على اعتبار أن أمريكا ستكون هي الدولة الأولى في العالم التي تتخذ مثل هذا القرار.
وأضاف "كريم"، فى تصريحات لـ"صدى البلد": "أتوقع ألا تتم عملية نقل السفارة بالصورة التى تحدث عنها ترامب والصحف الإسرائيلية، لأنه إذا فعل ذلك سيشعل مشاكل كبيرة بينه وبين الشعوب العربية وهو لا يريد ذلك".
وأكد أنه منذ عام 1967 لم تقم أى دولة على مستوى العالم بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس لاعتبارها جزءا محتلا وليست جزءا من الدولة الإسرائيلية.
في السياق نفسه نظمت حركة فتح اليوم الخميس، وقفة احتجاجية في مدينة الخليل احتجاجًا على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب لمدينة القدس المحتلة.
وأصدرت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمنع نقل السفارة الأميركية للقدس بيانا للرد على تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، التي أكد خلالها التزامه بتنفيذ وعده لإسرائيل بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
فيما أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن التصريحات المتداولة خلال الفترة القليلة الماضية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لا تخرج عن إطار الشو الإعلامى لفريق تابع للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب يعمل في إسرائيل، وقال: "المؤكد لدي أنه لن يتم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب قبل شهر يونيو المقبل لأنه موعد التجديد الدولى لنقل السفارة".
وأضاف فهمى، فى تصريح لـ"صدى البلد"، أن هناك استحقاقا قانونيا بنقل السفارة من عدمه يتم تجديده داخل الكونجرس، وهذا سيحدث في شهر يونيو المقبل.
وأوضح أن ديفيد فريد مان، السفير الأمريكى الجديد بإسرائيل، أعلن موقفه أمس بأنه لا يوجد لديه أى مانع من العمل داخل القنصلية الأمريكية المتواجدة فى القدس دون نقل السفارة من تل أبيب، وهذا يجعله يمارس عمله بشكل طبيعى ودبلوماسى صحيح داخل القدس دون نقل السفارة بشكل رسمى حتى يتم تحديد نقلها من عدمه.
وعن رد الفعل المتوقع من الجانب الفلسطينى، قال "فهمي": "الحلول أصبحت تضيق على السلطة الفلسطينية، والحديث عن انتفاضة ومظاهرات فى الضفة والدول العربية هو شو إعلامى أيضا، والحلول الفعلية أصبحت ضعيفة جدا".
وأكد أن الخطاب الذى سيلقيه ترامب هو الذى سيحدد أولوياته خلال الفترة المقبلة لأن معظم الشعب الأمريكى فى حالة انتظار شديدة ويعتقدون أن دونالد لديه حالة من الغموض.
افكار مجنونة
وقال السفير حازم أبو شنب، القيادي في حركة فتح، إنه يجب التعامل بشكل جدى مع التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب بشأن تأكيده على وعوده الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس فور توليه السلطة، خاصة أن إحدى الصحف الإسرائيلية نقلت عن مصادر مقربه منه اعتزامه تنفيذ وعده خلال الأسبوع المقبل.
وأضاف "أبو شنب"، فى تصريحات لـ"صدى البلد": "يجب أن يكون هناك رد عملي على المستويين الرسمي والشعبي بالدولة الفلسطينية والدول العربية ضد الأفكار المجنونة التى يتبناها أصحاب الفكر اليمينى المتطرف، وبالفعل ستتحرك اليوم العديد من المسيرات بالضفة الغربية تنظمها حركة فتح ضد توجهات ترامب، ويجب أن يتبع هذا سلوك مناسب من الساسة وأصحاب القرار".
وأوضح أن موقفه الشخصى من هذه التصريحات مطابق للقانون الدولى بأن القدس كلها محتلة وليس جزءا منها من إسرائيل والجزء الآخر للدولة الفلسطينية، لافتًا إلى أن أى حلول بشأن الأوضاع في القدس يجب أن تكون ضمن الحلول المقبولة والمرضية للشعب الفلسطيني.
وجاء في بياناللجنة الوطنية الفلسطينية لمنع نقل السفارة الأمريكية للقدسأن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يعد عملا عدوانيا ضد حقوق الشعب الفلسطيني وانتهاكا خطيرا للقانون الدولي، ومن شأنه إنهاء أي فصل لتحقيق حل الدولتين على أساس حدود عام 1967 وأن قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها للقدس لن يشكل إضرارا بالشعب الفلسطيني وحده، إنما ستقود بلا شك إلى تعزيز الاستعمار والظلم والعدوان.
وتابع البيان:" ندعو الإدارة الأمريكية المرتقبة، لتقييم عواقب هذه الخطوة بعناية على صورة الولايات المتحدة وعلى مصالح وأمن أمريكا إذ إن دورها الحقيقي هو خدمة مصالح شعبها وليس خدمة مصالح المستوطنين الإسرائيليين ومن المستحيل تفهم أي مبرر لهذه الخطوة العدوانية الاستفزازية، التي تتعارض مع مواقف جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة خلال العقود الثلاثة الماضية، الديمقراطية والجمهورية منها، التي تتعارض بشكل صارخ مع الإجماع الدولي الذي لا يتزعزع، وهو الأمر الذي سيؤثر دون أدنى شك على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة والعالم".
ودعا البيان المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي، وجميع الدول، والشعوب المحبة للحرية في جميع أنحاء العالم للعمل يدا بيد للحؤول دون تحقيق هذا القرار الخطير، والدفاع عن حقوق الانسان والقانون الدولي، وحشد كل الطاقات الشعبية والسياسية والأخلاقية من اجل ذلك، إذ إننا بحاجة أكثر من أي وقت مضى لوضع حد للظلم والحرمان التي يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ ما يزيد عن 70 عاما، بما في ذلك الاحتلال العسكري والاستعماري للضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة منذ ما يزيد عن 50 عاما.