الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يارب .. النصر لمصر


نضع جميعا أيدينا علي قلوبنا .. ونحبس أنفاسنا في إنتظار نتيجة مباراة مصر والكاميرون غدا، والتي سيتوج الفائز فيها بطلا لكأس أفريقيا .. صحيح أننا فزنا من قبل7 مرات منها ثلاث مرات متتالية إلا أن هذه المرة لها طعم آخر.

سنوات طويلة مرت منذ حكم الإخوان ونحن بعيدون عن الساحة .. سنوات ونحن نشعر بالإحباط وخيبة الأمل .. وظروف البلد كانت من سيئ الي أسوأ .. في عهد مرسي والإخوان .. انهارت أحلامنا .. وانهارت فرقنا .. وانهار كل شئ .. والآن بدأت مصر تعود مرة أخري ،ووصولنا لكأس أفريقيا يعد إنقطاع منذ عام 2010 يملأونا حماسا وأملا وحبا لبلدنا العظيمة مصر، إشتقنا للفرحة وإشتقنا للأنتصارات والبطولات .. بعد أن أصبح لدينا فريق به 11لاعبا محترفا يشهد لهم العالم ،وتهتف الجماهير في أوربا وأمريكا باسمائهم ..

 فالعالم كله يعرف محمد صلاح ،بطل روما الايطالي ،والنني ،لاعب ارسنال الانجليزي..والمحمدي ورمضان ،لاعبي ست الانجليزي ،وتريزيجيه وكهربا ،لاعبي الاهلي واتحاد جدة السعودي ،وعمر جابر وكريم حافظ ،لاعبي بازل ولانس الفرنسيين .. وعمرو وردة لاعب باوك اليوناني .. وكوكا ،لاعب إسبورتنج براجا البرتغالي .. أما عصام الحضري ،فهو نجم البطولة بكل المقاييس أثار إعجاب العالم كله واحترامه ،وليس المصريين فقط ،جعلنا نؤمن أنه حقا لا يوجد مستحيل .. فهو أسطورة لاتعرف اليأس .. دائم الحلم ،دائم التدريب ،وحريص علي التعلم .. القمة لاتفارق عينيه ،لم يتراجع ،ولم يلتفت لمن يجرونه للخلف ،رضي بنصيبه ،لم يغضب ،ولم ينسحب ،ولم يستسلم ،حينما قرر المدرب أن يضعه كحارس ثالث إحتياطي ،وهو الذي حقق ٣٨ لقبا مع أندية الأهلى والزمالك وإنبى والإسماعيلى وسيون السويسرى والمريخ السودانى ..

وفى البطولات الإفريقية والعربية ،انصاع للأوامر،وجلس علي الدكة ،لكنه اصبح حارس مصر بل الحارس الأول في افريقيا والعالم واستحق بكل الفدائية والروح العالية التي لعب بها أن نطلق علي بطولة أفريقيا 2017 ،"بطولة عصام الحضري" الذي اصبح له مكانة راسخة في قلوب كل المصريين فقد أوصلنا إلي البطولة ،حتي أن وسائل الإعلام العالمية بمختلف لهجاتها وانتماءاتها اجتمعت حول نجم مصر وحارسها الأول وأحسن حارس في أفريقيا بعد إنجازه الأسطوري وتخطيه عقبة "بوركينا فاسو" بضربات الجزاء ،وقدرته على إنقاذ حلمنا بعد أن تصدي لآخر ضربتين بكل شجاعة وإقدام ،استخدم كل خبرته وطاقته .. وفجر براكين الفرحة في قلوبنا إنتظارا للفرحة الكبري اليوم ،ليستحق كل التقدير ليس من المصريين فقط ولكن التقدير العالمي ،بعد أن انحنى له "هيرفى رينارد" مدرب المغرب إحتراما ،رغم هزيمة منتخبه ،ومطالبة "كاسياس" حارس مرمي اسبانيا بالتصفيق لـ"الأسطورة" المصرى، قائلا :آن لأفريقيا أن تنحنى فخرا للحضرى.

أما صحيفة الديلي ميل الإنجليزية فكتبت مقالا بعنوان "الأسطورة الخارقة عصام الحضري" قالت فيه إن الحضري كان بطل الليلة الخارق، رغم تلقيه أول هدف في البطولة ،لكنه تمكن من ممارسة هوايته المفضلة، وتصدى لركلتي ترجيح ليقود الفراعنة للنهائي.

وقالت "الصن" البريطانية :أن الحضري صاحب الـ44 عاما، صنع التاريخ بتصديه لركلتي ترجيح في نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية أسهم بهما في صعود منتخب بلاده إلى النهائي الذي غاب عنه منذ فترة طويلة.. و إن الحارس الذي فاز بالبطولة عام 98 و2006 و2008 و2010 .. تصدى للعديد من الكرات الخطيرة في المباراة وسط الفجوة التي أحدثها خلل في خط وسط منتخب مصر.

منتحبنا وصل للعالمية وهو ما يعكس تطورا داخليا .. ويعكس إستقرارا سياسيا شعرنا به جميعا .. ورغبة في استقرار اقتصادي تؤكدها عدة ملاحظات ففي ظل أزمة تعويم الجنيه أمام الدولار ،قررنا الابقاء علي المدرب الأجنبي علي رغم انه يتقاضي مرتبه بالعملة الصعبة ،وشاركنا في معسرات بالداخل والخارج رغم تكلفتها المادية .. ولا يبقي إلا أن نحلم ونتمني الحصول علي الكأس وأن تكتمل فرحتنا غدا .. لقد شاركنا في أفريقيا .. في مسابقة مصنفة البطولة الثالثة على العالم بعد كأس العالم وكأس أوروبا .. ونحن نتمني التمثيل المشرف .. لكن أبطالنا أصروا علي الفوز،والحصول علي الكأس للمرة الثامنة .. فلعبوا بروح فدائية وقتالية ومعنويات عالية جعلت ملايين المصريين يفخرون بهم ،وجميعهم علي قلب رجل واحد يرددون : يارب .. يارب .. يارب النصر لمصر ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط