الأخلاق والسياسة

تعتبر القيم والمبادئ والأخلاق فى أى مجتمع هي الأساس، فلا تقوم أى نهضة حقيقية بدون أساس أخلاقي، ويظل المجتمع ومواطنيه بأخلاقهم وقيمهم ومبادئهم، ليساهموا بنشاط وفاعلية في تحقيق الاستقرار فى مجتمعهم فنجد فالرئيس الجديد لأمريكا لا يتردد في اتهام معارضيه من الناخبين بالتزوير، ولا يتردّد في اتهام القضاء، ويهاجم الإعلام الذي يحاول الحفاظ على سمعة القانون والدستور، بأنه مسيّس، يقصد بالتسييس تربية المواطن وتنشئته وتوجيهه سياسيا وفكريا، ومن ثم ترسيخ قيم ومواقف واتجاهات معينه تتيح له الاسهام في الحياة العامة، وهذه العمليو قديمة العهد وقد عنى بها المفكرون كما عنى بها الحكام فسعوا الى العناية والاهتمام بمشاكل التربية السياسية لضمان النظام القائم ودوام بقائه، وكان مصطلح التسييس قد شاع عندنا في الشرق في الفترة السابقة.
ونرى صعود أقصى اليمين في الولايات المتحدة الأمريكية والتقدم الملحوظ لأحزاب أقصى اليمين الأوروبية هز ثوابت كنا كشرقيين تعايشنا معها وبالذات في موضوع المهاجرين أو المهجّرين إذ أن الولايات المتحدة كانت فاتحة ذراعيها لكثيرين حتى أصبح للهجرة مثل الليتوري أي الهجرة العشوائية لتكون الهجرة هناك ضربة حظ، كما ان القيم الأوروبية هي استقبال المهاجرين وكم من المهاجرين من المغرب والجزائر ولبنان وغيرها ذهبوا إلى أوروبا باحثين عن لقمة العيش الكريم والأوربيون كانوا يرون فيهم العمال الذين يعملون فيما لا يريد صاحب البلد الأوروبي العمل فيه .
كل ذلك تغير فجأة بل يتساقط مع الأخلاقيات الفاسدة للسياسيين الغربيين مثل على ذلك فرنسا فكل سياسي له فضايحه بدءًا من ساركوزي ففيليون فماري لوبان وغيرهم.
علينا أن نعرف نحن في مصر أو في الشرق أن القيم التي كانت في الماضي والتي كان يتفاخر بها الغربيون لم تعد من أولوياتهم ولكنها من أولوياتنا لأننا نريد إقامة العدل أو الحق والسلام للجميع.