قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

رسالة مفتوحة للبابا تواضروس


في 21 ديسمبر 2009 في عهد البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث كتبت مقالا طالبت فيه الكنيسة المصرية بتأسيس صندوق للإغاثة القبطية ، وقد أثارت هذه الدعوة ردود أفعال كبيرة في وسائل الإعلام بين مؤيد ومعارض فهناك من أيدوا هذا المطلب من رجال الدين المسيحي على مختلف مذاهبهم ، بل وهناك من إخوتنا المسلمين من أيدوه وطالبوا بدعمه حال تأسيسه .

وهناك قلة ممن عارضت الفكرة باعتبارها فكرة طائفية من وجهة نظرهم ، ولأن بعض هؤلاء المعارضين يرون أن إغاثة وتعويض الأقباط الذين يتعرضون للقتل والنهب والسرقة والحرق من قبل متشددين هو دور الحكومة المصرية الأصيل الذي يجب ألا تتخلى أو تتقاعس عنه وأنا أتفق معهم في هذه الجزئية تحديدا .

إلا أن الواقع شيء والمأمول شيء آخر من وجهة نظري ، فالمتابع بدقة للجرائم التي يتعرض لها الأقباط في مصر على أيدي متشددين دينيا بينهما فجوة كبيرة بل وشاسعة ، حيث أثبتت كثير من احداث العنف ضد الأقباط وقت حكم نظام مبارك عدم التحرك السريع والعاجل من المسئولين لإغاثة الاسر والحالات التي كانت تتعرض للتنكيل بها والنهب والسرقة والحرق ، وفي حالات قليلة تم رصدها كانت تدفع الحكومة تعويضات للاسرة التي طالتها أعمال عنف طائفي ولكنها كانت تعويضات هزيلة لا تتناسب مع فداحة الخسائر الحادثة .

وفي ظل عدم التدخل السريع من الحكومة لتعويض المتضررين في هذه الحوادث وجدت مجموعة من المتاجرين بقضايا الأقباط بل ومجموعة من المرتزقة وبعض الفضائيات في الخارج غير التابعة للكنيسة التي كانت تجمع تبرعات بالملايين من المواطنين الاقباط بل وتستجدي الاقباط لكي يتبرعوا لمصابين وأسر تعرضت للنهب والسرقة والقتل .

وفي النهاية لا يصل للاقباط المتضررين إلا الفتات فقط ، ومن هنا فإنني أطالب البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بسرعة تأسيس صندوق للإغاثة القبطية له حساب معين معلن في البنوك المصرية وخاضع لإشراف وزارة التضامن الاجتماعي بحيث يكون دور هذا الصندوق سرعة إغاثة الأسر المتضررة في حوادث العنف من قبل المتشددين.

ولتفويت الفرصة على المرتزقة الذين يتاجرون بأزمات الأقباط ، بحيث يكون التبرع في حساب هذا الصندوق في حالة حدوث أي حادث عنف ضد الأقباط ومنازلهم وكنائسهم وممتلكاتهم في أي مكان في مصر ، ولكي يتدخل هذا الصندوق مباشرة لاغاثة المتضررين والمنكوبين إلى حين تدخل الحكومة بصرف التعويضات المطلوبة، وبالتالي يكون هناك تكامل بين الحكومة والكنيسة لدعم الاسر التي تعرضت لاحداث عنف ، كما أنني أطالب أن تكون من أهداف هذا الصندوق خدمة مصر بشكل عام كمساهمة من الكنيسة الوطنية في خدمة قضايا المجتمع مثل تخصيص لجنة للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر لخدمة شباب مصر مسلمين وأقباطا ، وتدريب الشباب على الحرف اليدوية والمساهمة في اعداد دراسات الجدوى للمشروعات الصغيرة ، وتخصيص لجنة للتوظيف لخدمة الشباب المصري المتعطل بالتواصل مع الشركات الراغبة في توظيف شباب بها .

والأهم من ذلك كله المساهمة في أي كوارث أو محن أو طوارئ يتعرض لها الوطن ككل ورفع وعي شبابنا بأهمية الوحدة الوطنية وخطورة التطرف الديني بمخاطبة عقولهم وافكارهم من خلال ندوات ومؤتمرات تجمع بين شيوخ الازهر وآباء الكنيسة وبين شبابنا من المسلمين والمسيحيين لدرء التطرف وتحصين شبابنا وأطفالنا من غول التطرف الفكري والمذهبي الذي يعتبر بمثابة الأرضية والبيئة الخصبة التي يتربى ويترعرع فيها الإرهاب ، كما يجب أن يكون من أهداف هذا الصندوق دعم شعوب الدول التي تتعرض للإرهاب والقتل على الهوية الدينية والمذهبية وتقديم يد العون للافراد الذين طالتهم يد الإرهاب والفقر المدقع كما في يحدث في سوريا والعراق وغيرها دون تفرقة بين مسلم أو مسيحي .

ولا يظن أحد أن تأسيس مثل هذا الصندوق نوع من الطائفية بالعكس فهناك صناديق كثيرة للإغاثة أو الغوث الإسلامي تضطلع بأدوار مهمة في خدمة قضايا إنسانية كثيرة ، كما أن صندوق الإغاثة القبطية ليست به أية شبهة طائفية في المسمى فكلنا " أقباط " أي مصريون.