قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إلا هذه المعركة

0|سليمان جودة

يعرف الأستاذ رجائى عطية أنى أقدره وأحترمه ولا أكاد أصادف شيئاً يكتبه إلا وأقرؤه، ولا أكاد أراه يتحدث فى أى مناسبة إلا وأنصت إليه، ولا يكاد يخوض معركة إلا وأناصره فيها.
وحين خاض معركة نقابة المحامين على منصب النقيب، قبل سنوات، كنت معه، وكنت أتمنى أن يفوز وقتها، لا لشىء إلا لأنى كنت أرى - ولا أزال طبعاً - أنه مكسب لنقابة المحامين، وإضافة إليها، وإلى أى موقع، ثم تكرر الأمر عندما خاض معركة أخرى فى نادى الجزيرة، وفى حينه، كان أملى - ولابد أنه كان أملاً لكثيرين بالضرورة - أن يفوز، وأن يضيف بالتالى من فكره، ورأيه، ووجهات نظره، إلى النادى.
وهكذا.. وهكذا.. وفى كل مرة، كان يبدو لى على نحو ما أن الرجل محب للمعارك، وأنه ينطوى فى داخله على غرام خاص بها، وأنه لا يكاد ينتهى من معركة حتى يكون قد تهيأ لخوض واحدة جديدة، وكان موقفه، وربما معركته أيضاً، مع الإخوان، مؤخراً، حلقة من هذه الحلقات الشيقة.
كنت أتعاطف معه فى كل معركة جديدة، إلا معركته الأخيرة، التى يقف فيها ضد أن يكون لجامعة النيل كيان مستقل عن مدينة الدكتور أحمد زويل، ويخاصم فيها طلاب وأعضاء هيئة تدريس الجامعة.
إلا هذه المعركة، وليعذرنى الرجل، لأنى حاولت أن أتعاطف معه فيها، كما حدث مراراً من قبل، فلم أستطع، ربما لأنه فى كل المعارك السابقة كان هو الذى اختارها.. إلا هذه.. فهى التى اختارته كما سمعت منه فى برنامج تليفزيونى!
لم أستطع، ولا أستطيع أن أتعاطف معه أبداً فى معركة جامعة النيل، لأنى أعتقد أن تعاطفى معه، لو حدث، فسوف يكون تعاطفاً مع الهدم ضد البناء، ومع الباطل ضد الحق، دون أن ينال هذا بالطبع، ولو بمقدار ذرة واحدة، من مكانته، أو مكانة الدكتور زويل عندى.
لا أستطيع مطلقاً أن أتعاطف معه، وأعترف بأنى حاولت أن أفعل هذا فعجزت، ربما لأنى، كما يعرف هو، ويعرف د. زويل، ناصرت فكرة جامعة النيل منذ اليوم الأول، وليس منذ الآن فقط، وكنت ولاأزال أراها بداية مشجعة لتعليم جامعى أهلى لا يهدف إلى الربح، وبالتالى فعلينا أن نشجعها، ونحميها، ونرعاها، لا أن ندمرها، أو نمحوها من الوجود!
إننى أشفق على أستاذنا رجائى عطية فى معركته هذه، وأتمنى ألا يكون فيها بالذات شأنه شأن «دون كيشوت» الشهير الذى كان يخوض المعركة، أى معركة، بصرف النظر عن عواقبها، وإذا لم يكن هو نصيراً للجامعة، ولفكرتها فى هذه المعركة، فأغلب الظن أن «النيل»، كجامعة، سوف تظل تجد من ينصرها، من بين الناس عموماً، والشجعان منهم خصوصاً، بل القضاة الذين استقرت أمامهم قضيتها العادلة.
سوف ينتصر لها هؤلاء كلهم، فى كل مكان، حتى لو كان الخصم على الجانب الآخر هو صاحب «نوبل» العظيم نفسه، وإلى جواره رجائى عطية وجمهوره ومحبوه!
نقلا عن المصري اليوم