قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مبارك.. قصة وطن


من كان يتوقع أو يأتى فى مُخيلته فى يوم من الأيام أن تتم تبرئة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، من تهمة قتل المتظاهرين خلال أحداث يناير 2011 بعد ست سنوات مرت خلالها الدولة بالكثير من الأحداث والأزمات والكثير من التقلبات السياسية التى أتت بجماعة الإخوان المسلمين لسدة الحكم وسيطرتهم على كل مناحى الحياة السياسية فى مصر خلال سنة حكمهم الوحيدة والتى أدت إلى مزيد من الاحتقان حد الانفجار الذى أدى إلى خروج الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو لإزاحتهم عن حكم مصر ودخول مصر إلى فترة انتقالية تعيد ترتيب أوراقها وأجندتها الوطنية من جديد.

وخلال تلك الأحداث كان حسنى مبارك المقاتل الطيار والرئيس الأسبق طريح الفراش داخل سجن طرة ثم مستشفى المعادى العسكرى لسوء حالته الصحية وعلى أثرها تم نقله بناء على تقرير مقدم من الفريق المعالج له بسجن طرة وأيضًا ذهابه لجلسات محاكمته هو وأبناؤه داخل قفص الاتهام والإجابة عن ما يتم طرحه عليه من أسئلة بكل قوة وثبات التى كانت تجعلنى أندهش من قوته ورباطة جأشه هل لأنه كما كان يقال عنه أنه عنيد أم أنه كان لديه يقين بأنه لم يخطئ فى قراراته خلال عهده، خاصة فى أحداث يناير بأنه لم يأمر أو يوجه بقتل المتظاهرين وبالتالى كان لديه الشعور بأنه لم يظلم ولم تلطخ يديه بدماء المصريين وهو الذى دافع عن تراب مصر فى كل حروبها المعاصرة وتقلد المناصب القيادية بالقوات المسلحة المصرية وحتى عندما تولى منصب رئيس الجمهورية عمل على تقوية الجيش المصرى بجانب البدء فى تنمية البلاد على جميع المستويات وكلنا يعلم حالة البلاد وقتها حيث لم يمر على حرب أكتوبر سوى ثمانى سنوات فقط وكان الاقتصاد المصرى يعانى من ويلات الحروب السابقة وكذلك بداية تفشى الإرهاب فى مصر باغتيال الرئيس السادات رحمة الله عليه.

كل ذلك جعل حسنى مبارك القائد والرئيس يرفض فكرة الهروب من المواجهة مع العلم أنه كان متاحاً لديه كل الاختيارات فى العديد من الدول التى كان سيقيم فيها هو وأبناؤه ينعمون برغد العيش ولكن من تربى بالمؤسسة الوطنية العسكرية تتكون لديه عقيدة راسخة أن المقاتل لا يتخلى عن الوطن ويهرب من أرض المعركة ولذلك اختار الاختيار الأصعب أن يظل متمسكاً بأرض الوطن وبعقيدته الراسخة ويتحمل كل ما شهده من تزييف للحقائق والتجريح والتقليل من تاريخه العسكرى والرئاسى دون أن ينطق وكأنه ينتظر عدالة السماء وكما قال هو "سيحكم التاريخ بما لنا أو علينا" وكأنه أبصر ومضات من المستقبل القريب.

وها هى الحقائق والوقائع كشفت أن الإخوان هم من قاموا بتأجيج نار الفتنة وتدمير وتهريب السجون وحرق الأقسام وفتح سيناء لكافة الجماعات الإرهابية المسلحة ترهب وتقتل المواطنين المصريين فى سيناء وإلى الآن نعانى من ويلات هذا الإرهاب.

فإن حسنى مبارك القائد والرئيس يستحق على الأقل أن يعيش ما تبقى من حياته مع أسرته كأى مواطن مصرى عادى وإذا جاء قضاء الله يتم تكريمه بالشكل اللائق الذى يستحقه الرجل باعتباره قائداً عسكرياً من قادة حرب أكتوبر المجيدة وليس كرئيس جمهورية حكم مصر ثلاثين عامًا من الأمن والأمان واستقرار الاقتصاد المصرى.. وفى نهاية الأمر كل إنسان يخطئ ويصيب.. هذا ولا تنسوا الفضل بينكم.