بعد شبه قطيعة مع الولايات المتحدة الأمريكية تحث إدارة أوباما والخبرة السيئة التي لمصر مع سياسة هذه الإدارة، ها هي تعود العلاقات المصرية ـ الأمريكية إلى نوع من الدفء والتفاهم تحت إدارة الرئيس ترامب الذي قال في لقاء سابق أن هو والرئيس السيسي الكيمياء بينهما تفاعلت . وبعيدًا عن العواطف لأن السياسة لا تعرف العواطف نتمنى أن تدرس في العمق أربع مواضيع تؤثر في العلاقات المصرية ـ الأمريكية.
الموضوع الأول: هي العلاقات المصرية ـ الأمريكية ذاتها وكيف تكون علاقة شراكة وتعاون في ظل احترام حرية القرار المصري.
الموضوع الثاني: هي العلاقات الاقتصادية بين الدولتين وكيف يمكن لواشنطن المساعدة في تنمية اقتصاد مصر ليس فقط بالمال ولكن بالتكنولوجيا والأبحاث الحديثة في المجال الصناعي فكفانا استيراد الأفكار والمعاملات الاستهلاكية من هناك ولكن حان الوقت أن تدور عجلة الاقتصاد ومعها الصناعة والزراعة وغيرها لتحويل مصر إلى دولة متقدمة في المنطقة في هذه المجالات.
الموضوع الثالث: هو الأمن القومي والعربي في ظل التنظيمات الإرهابية التي ابتلينا بها في منطقتنا والسياسات الأمريكية السابقة ليست بريئة منها وعلى الولايات المتحدة أن تعترف بخطاياها وسوء التقدير في سياساتها مما نتج عنه الإرهاب في كل مكان حتى وصل إليهم.
الموضوع الرابع: هو الحل الجدي والعاجل للمشكلة الفلسطينية ومسيرة السلام فكفانا حروب فكم وكم من فرص ذهبية أضاعها الإسرائيليون والفلسطينيون والعرب لتحقيق السلام، الشعوب تأن من الفقر والجهل والصحة المعتلة، جاء الوقت أن تنتقل هذه الشعوب لمرحلة "العيش بكرامة" فليس الحل هو تقسيم العالم إلى عالم متقدم من ناحية وعالم جاهل مليء بالإرهاب من ناحية أخرى.
فقد أثبتت التجربة أن العالم منفتح وما يجري في الشرق يؤثر في الغرب وما يجري في الغرب يؤثر في الشرق فلم تعد مقولة " الغرب غرب والشرق شرق " مقولة صحيحة كما كان في السابق وأصحاب الرؤه المحدودة يدعون لها فتؤدي لمزيد من إنغلاق الشرق ومعها الجهل والفقر.
زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة هي زيارة في منتهى الأهمية . نتمنى لها التوفيق في ظل احترام الإدارة الأمريكية لإرادة شعب مصر واختياراته وحريته.