على هامش تجربة شخصية

عزيزي القاريء:
حاولت أن أنقل لك في السطور القادمة ، مجموعة من أهم المواقف والدروس التي واجهتها في تجارب متعددة، سواء كنت مشاركًا في بعض الأحيان ، أو مشاهدًا في أحيان أخري ..
١- في العلاقات الإنسانية (حب ، صداقة ، علاقة سياسية)..
نقاط التباين والاختلاف الجذرية تظهر منذ البداية في شكل تفاصيل صغيرة جدا ، تجاهلها أو محاولة إقناع نفسك بأنها تفاصيل غير مؤثرة ، مع عدم وجود المرونة الكافية منك ومن الطرف الآخر في العلاقة للتغير والملاءمة ، المشكلة الحقيقية أن هذه التفاصيل تكبر تدريجيًا وتزداد ضخامة أمام عينيك ، وتبدأ أنت باستخدام تبريرات تعلم جيدًا أنها واهية ، لأنك تخشي المواجهة والمصارحة مع نفسك قبل الطرف الآخر ، هذا السيناريو المخيف للأسف يمهد لنهايات كارثية.
٢- قبل اتخاذ أي قرار، أكبر خطأ من الممكن ارتكابه , هو أن تنشغل بكيفية استقبال من حولك لهذا القرار، قبل أن تكون قد تأكدت بالفعل أنك قد اقتنعت بهذا القرار أم لا !!
بل إنك من الممكن أن تقوم ببذل مجهود جبار من المناقشات والجدال، وتستخدم مع كل واحد منهم اللغة التي يفهمها لكي تقنعه , وتنسي تمامًا انك لم تقتنع بعد .
٣- عندما تدخل في علاقة انسانية جديدة ( هذه النقطة في علاقات الحب أكثر وضوحًا )، وخصوصا مع شعورك بانبهار كبير ، تبدأ في تقمص بعض الصفات من الطرف الآخر في لغتك وتصرفاتك ، لكن المشكلة تبدأ عندما تسقط بعضًا من مبادئك إرضاءً له ، وظنًا منك أنك تتأقلم .
مبادئك الحقيقية الراسخة بداخلك لن تختفي إلي الأبد ، ستظهر مرة أخرى وتحاصرك ، وتنغص عليك حياتك، لأنك ستحاول أن تصارع لإعادة إثباتها ، والطرف الاخر سيرفض بشدة لانك في البداية أسقطها بسهولة، وبالتالي لم يشعر لها بأي قيمة .
٤- إذا اقتنعت ( تماما ) وبعد تفكير وتمحيص , أنك لابد أن تسير في طريق معين , أو أن تخوض تجربة معينة ؛ إذن يجب عليك أن تصنع من قناعتك هذه واقعًا .
إذا نجحت ؛ فأنت لم تضيّع الفرصة التي من الممكن أن تكون فرصة عمرك، وإن فشلت ؛ بالتأكيد ستكون قد استفدت واكتسبت خبرات مهمة من تلك التجربة.
٥- في الحياة مواقف كثيرة تتكرر، وهناك إمكانية دومًا لتبادل للأدوار، وليس هناك قاعدة تحكم المشاعر، أحيانا تكون المشاعر نفسها وأحيانا تكون مغايرة تجاه نفس الموقف المتكرر، بغض النظر عن مشاعرك تجاه نفس الموقف، لابد أن تتمسك بالقيم التي تؤمن بها فعلا.
٦- من النادر أن تقابل في حياتك شخصا خارج محيط أسرتك، يتمنى لك الخير ويحبك دون أي مصلحة أو منفعة أو مقابل ، هذا الإنسان لابد أن تحافظ عليه , وتحاول قدر ما تستطيع أن تبقي عليه في حياتك.
٧- أحيانا الموقف الصحيح وصالح الجميع يحتم عليك دورًا , سيكون في منتهي القسوة عليك ، لكن ذلك أفضل بكثير من أن تشعر ولو للحظة واحدة أنك شخص أناني.
٨- من أكثر الأشياء المؤلمة , أن تكون معتادا علي دور معين من أشخاص يعنون لك الكثير في حياتك، وتطور الحياه وظروف جديدة تمنعهم من أن يمارسوا نفس هذا الدور , فبرغم التماسك العذر لهم عندما لا يكون تقصيرًا متعمدًا ، إلا انك تشعر أيضًا بمعاناة , نتيجة الحيّز الكبير في حياتك الذي تحول الى فراغ.
٩- ( الاهتمام ) مفهوم يحوي بين طياته الكثير , لا تستطيع أن تضبطه علي قواعد معينة ، احيانا عندما يكون كبيرًا يسعد الطرف المتهم به او يشعره بالملل منك ، وعندما يكون قليلًا يحزنه جدا او يريحه منك، والاهتمام يقدر من طرفيه بشكل مختلف وبمغزي مختلف , لكنك لن تستطيع أن تمنع اهتمامك بشخص ما (ترغب في الاهتمام به ) حتي لو تظاهرت بعكس ذلك , إلى أن يثبت لك هذا الشخص أنه غير جدير باهتمامك .
10- لا تستعجل حدوث شيء تتمنى حدوثه، لكن في نفس الوقت احذر من إهماله، وإياك ان تعتقد ان الآخرين هم الحاجز بينك وبينه ! الحاجز هو أنت , وإن لم تكن انت الحاجز الحقيقي ! إذن هذا الشيء لن يحدث لك أبدًا .
١١- أحيانا تتعامل مع بعض المشاعر القوية , التي تكون بداخلك في فترة المراهقة وما يليها من سنوات كنقاط ضعف وخذلان , وربما تقرر أن تتخلص منها ، ويسيطر علي شخصيتك التفكير العملي وبالتالي تفقد الروح الحقيقة التي تعبر عنك .
عندما تكتشف هذا الخطأ وتبدأ في استعادة تلك الروح ، ستكون عملية مؤلمة تمامًا ، السبب الرئيسي في ذلك أنك ستبدأ بتقييم المواقف التي اتخذتها وانت علي غير حقيقتك الكاملة , وتشعر بمرارة عدم اتخاذ مجموعة من القرارات المناسبة لك , بل والمريحة والمتسقة معك الآن , ستتأكد أن تلك المشاعر إن لم تتخلص منها كانت ستنضج معك .
١٢- صديقك الفاجر في الخصومة , سيكون فاجرًا في خصومته معك ، كما لم يكن مع أحد من قبل , ما يضمن لك عدم غدر شخص معك هو قدرته علي التسامح .
١٣- الماضي انتهي ولن تستطيع تعديل أي شيء فيه لا توجد ( آلة زمن )، هناك فرص من الممكن تعويضها, وأخري لن تعوض .
لا تستطيع إجبار نفسك على فقد الأمل والحلم في التعويض , لكن احذر من أن تعتبر الأمل يقينا .
١٤- أكبر فخ تسقط نفسك فيه عدم القدرة علي التميز بين الصادق والمزيف , وقد يكلفك ذلك تجارب مريرة وسخيفة علي مستوي العلاقات الإنسانية .
دائمًا المزيف واضح منذ البداية وانت فقط تبالغ في حسن النية .
لست أدعوك لسوء النية أو أن يسيطر عليك الشك , لكن فقط تمهل وأمنح ثقتك لمن يستحقها .
١٥- من الممكن أن تفقد الاهتمام والشغف لكل الأشخاص والأشياء مقابل شخص واحد ! سيكون إحساسا رائعا لو كان هذا الشخص بجوارك , ومؤلما وشديد البشاعة إن لم يكن .
١٦- أسوأ الأشياء علي الإطلاق أن تبرر لنفسك أشياء لست مقتنعًا بها ، وعندما لا تقنعك مبرراتك تبدأ باستخدامها علي الأخرين , ربما اقتناع أحدهم سيكون مبررًا لك لتهدأ .