- مفتي الجمهورية:
- الشماتة تبرير الجريمة البشعة ضد المصريين مشاركة واضحة في سفك الدماء
- التشفِّيَ في تفجير كنيستَي طنطا والإسكندرية حرام شرعًا ويخالف الفطرة الإنسانية
- مرصد الإفتاء:
- 3 ضوابط للتعامل مع حوادث الإرهاب الطائفي في مصر
غضب المصريون من شماتة البعض في الأحداث الإرهابية التي وقعت في كنيستي طنطا والإسكندرية، وأدت إلى وقوع العديد من الضحايا والمُصابين، وعلقت دار الإفتاء على ذلك، ووضعت 3 ضوابط للتعامل مع حوادث الإرهاب الطائفي في مصر.
وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن التشفِّيَ والشماتة في المُصاب الذي أصاب أبناء الوطن في تفجير كنيستَي طنطا والإسكندرية حرام شرعًا ويخالف الفطرة الإنسانية السليمة.
وقال المفتي: «إنه من خلال تتبع مرصد دار الإفتاء لمواقع التواصل الاجتماعي رأينا بعض الأصوات الشاذة الشامتة التي تعبِّر عن الفرح والتشفي في مصاب الوطن، ولا ندري على وجه الدقة هل هؤلاء مصريون مغيَّبون أو مندسُّون يعملون بخبث على شق الإجماع الوطني الذي أعلن استنكاره لهذه الجرائم، وأعلن بكل شجاعة وقوفه ضدها؟! وأيَّا ما كان الأمر فإن هذا التصرف منافٍ للدين مصادمٌ للفطرة الإنسانية السوية».
وأوضح الدكتور شوقي علام، أنه قد تقرر في قواعد الشرع الحنيف حتى صار كالمعلوم من الدين بالضرورة أنَّ الرضا بالظلم ظلم، قال تعالى: «وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ» (هود: 113)، وروى الطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا بِبَاطِلٍ لِيَدْحَضَ بِبَاطِلِهِ حَقًّا فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ».
وأضاف: «لا شكَّ أن هؤلاء الإرهابيين القتلة ارتكبوا أعظم الظلم وأشنعه؛ ومِن ثَمَّ فإنَّ الحكم الشرعي فيمن أعان الإرهابيين القتلة بالرضا أو بالتأييد أو بإظهار الشماتة أو بالفرح أو بالتماس الأعذار والمبررات أو بِلَيِّ أدلة الشرع الحنيف وتحريفها عن مواضعها؛ تأييدًا للإرهابيين، يعدُّ ذلك كله بلا شك مشاركةً واضحة في سفك هذه الدماء التي عصمها الله، ويسأل صاحبها عنها يوم القيامة، ومن حق السلطات المعنية والمجالس النيابية أن تشرع من القوانين ما يعدُّ رادعًا لمن يفعل هذا الجرم العظيم".
ونبه الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، على أهمية تنظيم الفتوى، خاصة أن خطورة الفتاوى العشوائية لا تقف عند إصدارها، وإنما تمتد آثارها إلى المجتمع.
وألمح المفتي، إلى أن المؤتمر، الذي نظمه الأزهر الشريف مؤخرًا، أوصى بضرورة التقنين لكل من يقوم بإصدار الفتوى، مشيرًا إلى ضرورة العمل على ضبط المصطلحات.
بدروه، شدد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، على أن التصدي للإرهاب ومحاولات التنظيمات المتطرفة إشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين لابد أن يشتمل على عدد من المحددات والضوابط المهمة والضرورية في هذا المقام.
وعرض المرصد الضوابط المهمة وتضمن أولًا: ما يتعلَّق بالالتزام المجتمعي بوأد الفتنة في مهدها والتمسك بوحدة النسيج المجتمعي المصري وغلق جميع الطرق أمام المتربصين والعابثين بأمن هذا الوطن ومستقبل أهله، والتأكيد على أن الاعتداء على أيٍّ من المصريين المسيحيين هو اعتداء على المصريين جميعًا، وقد وضح كَمُّ التضامن والتآخي بين المصريين جميعًا في مختلف الأزمات التي مروا بها، والتي كان آخرها موقف المسلمين من تفجير الكنيسة البطرسية، واستقبال الأسر المسيحية الفارَّة من سيناء هربًا من عنف المتطرفين.
واستكمل: «ثانيًا: يجب على جميع شرائح المجتمع أن تجدِّد الثقة والدعم والمساندة للجهود السياسية الأمنية التي تبذلها الدولة المصرية ممثَّلة في القيادة السياسية والأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، وتقديمهم كل غال ونفيس للذَّود عن حياض هذا الوطن والدفاع عن مستقبل أهله، وقد شهدنا جميعًا كيف تصدَّت قوات أمن الإسكندرية لمحاولة عنصر إرهابي اقتحام الكنيسة المرقسية، واستشهد كلٌّ من العميد نجوى الحجار، والرائد عماد الركايبي لمنع وقوع ضحايا من داخل الكنيسة».
ونوه المرصد بأن ثالث الضوابط التي ينبغي التمسك بها للتصدي لتلك المحاولات الخبيثة لِبَثِّ الفُرقة وإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد: هو عدم التعامل مع أدعياء العِلم وأنصاف العلماء، والتمسك باستقاء العلم الشرعي والأحكام الدينية والفتاوى الصحيحة من المؤسسات الدينية الرسمية التي تعمل وفق منهج علمي وديني قويم، وترك جميع المنابر التي تظهر هنا وهناك لتنشر سمومها بين المسلمين، مدَّعية أنها تنفِّذ تعاليم دينية مستقاة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وهم أبعد ما يكون عن هَدي النبي (صلى الله عليه وسلم).