الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أقدم اعتذاري


أقدم اعتذاري لكل زميل وصديق مسيحي ولكل المسحيين المصريين، لأن الذين قاموا بالعمليات الانتحارية في تفجير الكنيستين بالغربية والاسكندرية وسقوط عشرات القتلي والمصابين من الاخوة المسحيين والمسلمين هم بالبطاقة مسلمين، ولكن الحقيقة وبسبب أفعالهم وجرمهم ليسوا بمسلمين ولا ينتمون للدين الاسلامي، ولم يقرأوا القرآن الكريم بفهم وتمعن ولا يتبعون وصايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

 لأن من احدى روائع وجمال وعظمة الدين الإسلامي السماحة في معاملة غير المسلمين، حيث أطلق الإسلام على غير المسلمين الذين لهم ذمة "أهل الذمة" وعاملهم بها وهي تعني العهد والأمان والضمان والحرمة والحق وهو عهد منسوب إلى الله عز وجل وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم وتم تسميتهم بأهل الذمة لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم وقضى الله سبحانه وتعالى وقدر أن لا يؤمن أهل الأرض كلهم وله الحكمة التامة في ذلك حيث قال تعالى: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" (سورة يونس ) وقال الله تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (سورة الممتحنة) وهناك الكثير من الآيات التي توصي بالاهتمام بأهل الكتاب والحفاظ على حياتهم وأرواحهم وممتلكاتهم.

كما أن من وصية النبى صلى الله عليه وسلم بالذميين خصوصًا أهل مصر، صيانة أعراضهم وأموالهم وحفظ كرامتهم، فعن أبى ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم ستفتحون مصر وهى أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحما"، وقال ايضا صلى الله عليه وسلم: "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما".

 وتلك صور من سماحة النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين وهو ما سار عليه الصحابة رضي الله عنهم ومنهم الخليفة أبو بكر الصديق رضى الله عنه، حيث كان يوصي الجيوش الإسلامية بقوله: "وستمرون على قوم في الصوامع رهبانا يزعمون أنهم ترهبوا في الله فدعوهم ولا تهدموا صوامعهم"، وأوصى الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه الخليفة من بعده بأهل الذمة أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم.

هذا هو الإسلام السمح الذي نعرفه، أوصانا بأخوننا المسحيين ونشأنا على ذلك في بيوتنا وتعلمناه في مدارسنا وجوامعنا وسمعناه من شيوخنا العظام أمثال محمد عبده وعبد الحليم محمود ومتولي الشعراوي وجاد الحق واحمد الطيب وغيرهم كثيرون، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يجعلها أمنًا أمانًا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط