- المدرسة الحربية الأولى أنشئت بمصر فى عهد محمد على
- الاستعانة بطلاب وتلاميذ المدرسة للمشاركة فى العديد من الحروب
- تحويل المدرسة إلى موقع لبناء مسجد فى عهد الزعيم عبد الناصر
تعد «بدر» المدرسة الحربية القديمة بمنطقة الطابية بأسوان، والتى أقيم بها أشهر المساجد بالمحافظة فى موقعها حيث يمثل طرازًا معماريًا متميزًا وتحفة جمالية، ولقيمته التاريخية يشهد إقبالًا كبيرًا من المواطنين في العديد من المناسبات والأعياد سواء عيد الفطر المبارك أو عيد الأضحي وذلك لارتباط أهالي المنطقة المحيطة به بالمكان وتاريخه.
وتحرص الأفواج السياحية على زيارته نظرًا لأهميته التاريخية كمزار سياحي، بالإضافة إلي أنه بإمكان السائح أن يرى المدينة من فوق قمة المسجد من الجهات المختلفة مستخدمًا العدسات المكبرة.
ونظرًا لأن التاريخ يثبت براعة الدولة المصرية فى فنون الحرب والقتال والاستعداد للمعارك، فأسوان تضم على أرضها أقدم كلية حربية فى أفريقيا والشرق الأوسط.
ويقول الأثرى حسن جبر مدير منطقة آثار أسوان الإسلامية والقبطية، وعضو اتحاد الأثريين العرب إن مسجد بدر بالطابية فى مدينة أسوان، كان موقعًا لأقدم كلية حربية فى مصر وأفريقيا والشرق الأوسط، وعرفت تسمية المنطقة بهذا الاسم نظرًا لوجود طابيتين حربيتين أسسها محمد على باشا فى مدينة أسوان خلال عام 1811، الأولى مبنى عليها مسجد الطابية حاليًا حيث تم إنشاؤها لتكونا مقرًا للكلية الحربية التي كان يديرها سليمان باشا الفرنساوي، والطابية الثانية تعد ملحق بالكلية الحربية فى منطقة الشيخ هارون حاليًا لكنهما إندثرتا وهدمتا مع مرور الزمن.
وأضاف حسن جبر، أن محمد على باشا فكر فى تأسيس كلية عسكرية لتعليم فنون الحرب وتعزيز قدرات الجيش المصرى، واختار هذين الموقعين بمدينة أسوان نظرًا لإرتباط مصر بالجنوب السوداني لتحقيق أهداف إستراتيجية عسكرية فى أفريقيا، وأيضًا لارتفاع الموقعين فوق تبة عالية عن سطح الأرض، ولجأ لاستقطاب أعداد بالآلاف للكلية الحربية من دولة السودان والتى كانت حكم مصر وقتها، وأسكنهم فى مناطق تسمى بـ"القطانية" بأسوان لمجاورتها للكلية، وهى مناطق "الأحمدية والبشارية" حاليًا بمدينة أسوان.
وأوضح الأثرى حسن جبر، أن حاكم مصر والسودان محمد علي فكر فى استقطاب وتجنيد المصريين للتدريب داخل الكلية، تحت إدارة الكولونيل سليمان باشا الفرنساوى، الفرنسى الأصل والذى أسلم وعاش فى مصر، وأسند محمد على باشا إليه مهمة الإشراف على الترسانة البحرية فى الإسكندرية ، بجانب مدير الكلية الحربية فى أسوان.
وتابع أنه فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تم التفكير فى بناء مسجد فى موقع الطابية يحمل إسم مسجد بدر بالطابية، تيمنًا بذكرى غزوة بدر، وتم تأسيس المسجد خلال الفترة من 1969/1970، وتم افتتاح المسجد فى عهد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات.
وتعتبر هذه المدرسة التي تم تكوينها في أسوان هى الأولى للجيش، وأنها انتقلت إلى محافظة قنا، ثم محافظة أسيوط، ثم ذهبت إلى القاهرة، والصور الوحيدة التي تتواجد لها قامت بتوثيقها هيئة اليونسكو 1959م، وهى صور نادرة جدًا، حيث إن المدرسة حاليًا اندثرت بالكامل وبنى فوقها مسجد يسمى مسجد الطابية.
وفي عام 1819 استقدم محمد علي باشا الكولونيل الفرنسي سيف والذي اختار اسم سليمان في ما بعد، ليذهب إلى أسوان وينشئ المدرسة، وتم اختيار أسوان ، ثم ذهب بعض أفرادها لحروب عكا والحجاز، وذهب بعض التلاميذ الذين تعلموا على يد الضباط المتخرجين لحروب المكسيك في ما بعد في عهد إسماعيل باشا وذهب بعض الجنود والقادة، والذين تدربوا على يد سليمان باشا الفرنساوي إلى اكتشاف منابع النيل في عهد محمد على باشا حيث ذهب البكباشي سليم قبودان إلى النيل الأزرق مع مجموعة جغرافية لاكتشاف بلاد تمدنا بالحياة من خلال نهر النيل.