رسام التاتو يعتبره البعض دخيلا على الثقافة والمجتمع، أو أداة للفت أنظار الناس إليه، بينما يلجاْ إليه آخرون، ليسجلوا علي أجسادهم كلمات ورسومات تحمل دلالات ومعاني خاصة بهم، ويستغيث به البعض لإخفاء آثار حروق أو جروح بأجسامهم.
كشفت كاميرا "صدى البلد" غموض مهنة رسم التاتو في مصر، وفي أحد شوارع القاهره، التقت بأسامة أيوب الشهير بـ " أوس أوس" واحد بين حوالي عشرة رسامين تاتو محترفين في مصر، في العقد الرابع من عمره نقل فن رسم التاتو و الوشم من أمريكا إلى أحد شوارع شبرا مصر، درس المحاسبة واكتشف شغفه بتعلم رسم التاتو، وبدأ مشواره في أمريكا من خلال تعلمه على يد كبار رسامي التاتو هناك، وبعد دراسه لمدة 6 أشهر، عاد إلى مصر وبدأ في الرسم للأجانب في شرم الشيخ عام 2007، إلى أن افتتح متجره الخاص في أحد شوارع شبرا مصر.
"أوس أوس" أكد في حديثه لـ"صدى البلد" أن التاتو ليس فقط للرسم والترفيه، ولكن أصبح الآن له جانب تجميلي أكثر من ذي قبل، فهو يقوم بإخفاء اثار الحوادث والحروق، وتحويل آثارها إلى رسومات فنية جمالية تبهر الناظرين إليها، وترجع الى الشخص ثقته بنفسه لمواجهة الحياة مره أخرى والتفاعل مع المجتمع، وتظل الرسمه على جلد الشخص مدى الحياة ويستطيع ازالتها بالليزر لدى دكتور تجميل، مشيرا الى انه يرفض الرسم للأطفال أو المراهقين في سن 16 عاما، على أن يكونوا راشدين لتحمل الألم البسيط أو التخدير، فضلا عن انه يزداد الاقبال في فصل الصيف على رسم التاتو على عكس الشتاء.
وأوضح " أيوب " فنان التاتو الأدوات الأساسية المستخدمة في عمله، التي تتضمن إبرة توضع داخل آلة كهربائية معينة، بجانب الحبر الأسود الذي يعتبر من أمهات الوان التاتو بدرجاته المختلفة، والحبر الملون التي يقوم باستيرادها خصيصا من أمريكا، مشيرًا إلى أن سعر التاتو يتم تحديده حسب كمية الحبر المستخدم فيها وحجم الرسمة وطبيعتها والجهد المبذول فيها، فقد يصل وقت رسم التاتو الى 20 ساعة من العمل المتواصل، وقد يمتد رسمه الى عدة جلسات خلال شهور، فلا يوجد سعرر محدد للتاتو و يبدأ من 400 جنيها فأكثر.
أما عن مراحل وطريقة رسم التاتو يوضحها "اسامه" فهي تبدأ من رسم الشكل الذي يختاره الزبون على كربون مخصص للجلد وطبعه على البشرة، ثم تحديد الرسمة و تلوينها بأحبار ملونه أو سوداء حسب الرغبة، فهي عبارة عن عملية "دق" للابره في الطبقة السطحية للجلد،لافتا الى ضرورة عملية تعقيم الأدوات بعد كل شخص حتى لا يتم نقل عدوى أن مرض من شخص لأخر، عن طريق أجهزة طبية مخصصة للتعقيم، فضلا عن الاستخدام الشخصي للإبر المغلفة التي يتم فتحها خصيصا للزبون ويتم التخلص منها بعد الانتهاء من الرسم ، واَضاف قائلا "الأهم من رسم التاتو؛ التعقيم".
وأشار إلى التقدم الذي طرأ في فن رسم التاتو، حيث أن عملية الرسم قديما كانت تتم عن طريق الحفر بالابر على الجلد و حرق المطاط و وضع الفتات الأسود فوق الحفر على الجلد، مما يتسبب بندوبات وانسداد المسامات مما يمنع وصول الماء للجلد فضلا عن أنه يصعب ازالته ويشوه البشره، على العكس تماما من الرسم هذه الأيام ، فعملية رسم التاتو تطورت كثيرا عن ذي قبل ، من خلال استحداث أدوات وخامات مخصصة للرسم بطريقة الخدش في الطبقة السطحية للجلد حتى لا تنسد المسامات و لا تسبب أي ضرر جسماني أو مرض عضوي للانسان.
وعن أبرز المواقف الانسانية التي تعرض لها خلال مشواره قال "أسامة": "جاتلي مهندسة ديكور انفجر فيها سبرتايه وهي بتشتغل، وحصلها حروق خطيره في ايديها، وتشوهات، رسمتلها تاتو وغطينا الاثار، بدأت في هستيريا بكاء هي ومامتها، مندهشين من النتيجه"، فضلا عن فتاة الثانوية التي تعرضت للخطف وأصيبت بجروح عميقه في ذراعها جعلتها ترفض الخروج للشارع او المدرسه، وبعد رسم التاتو عادت لحياتها الطبيعية.
وأكد على أن السياح يصرون على وشم رسوم فرعونية للحضارة المصرية أثناء زيارتهم لمصر كتذكار لهم ، مشيرا الى ان رسم التاتو أصبح هوسا بين الشباب، خاصة في الاونه الاخيرة بعد اتجاه بعض المشاهير للوشم، فضلا عن وشم الفنان خالد الصاوي مؤاخراْ في فيلم الفيل الاْزرق، وغيره من الفنانين مثل أحمد الفيشاوي، الذي دفع معجبين هؤلاء الفنانين لتقليدهم ورسم "التاتو".