حارة الفحامين بالدرب الأحمر إحدى حوارى منطقة الغورية العتيقة، لها طبيعة خاصة ربما لا تتواجد فى أى حوارى مصر المحروسة، حيث تتفرد بأنها معقل تجارة الأحذية فى قاهرة المعز.
المتجول فى أزقة حارة الفحامين سيرى أعدادا كبيرة من الباعة يفترشون كل صباح بضاعتهم المكونة من أكوام الأحذية المتراصة داخل المحلات، خطوات صغيرة تفصل بين كل بائع والآخر البضاعة متشابهة ولا تختلف كثيرا عن بعضها، والأمور تتوقف على الرزق الذى يسوقه الله لكل بائع بعد أن يقوم بتنسيق الأحذية والشباشب ورصها بطريقة مبهرة وجذابة عساها تنال إعجاب الزبائن.
عدسة "صدى البلد" تجولت داخل حارة الفحامين ورصدت حالة الركود التى تسيطر على الأوضاع داخل الحارة فبعدما كان مكتظا بالناس والبضائع المتراصة في المحلات، ونشاط تجار الجملة والقطاعي تسود الآن حالة من الركود في حركة البيع والشراء، وسط حالة غضب واستياء من التجار الذين تتراكم بضاعتهم في المخازن.
فى البداية قال محمد المصرى تاجر أحذية، إن حالة الركود تشمل كل المحلات، فضلا عن أن المخازن التي تمتلئ بالبضائع فى انتظار زبائن.
وأوضح أن نسبة الزيادة فى الأسعار وصلت إلى 150%، مشيرا إلى أن المستوردين هم السبب فى هذه الأزمة بعد تعويم الجنيه، حيث يقوم المستورد بتخزين أفضل الخامات لحين تعطيش السوق ثم يعرضها على الزبائن بسعر عال، مما جعل الزبائن ترفض الشراء، مطالبا بضرورة وجود رقابة مستمرة على المستوردين لمنع استغلالهم.
وأضاف أن الفرق كبير بين البضاعة المصرى والصينى فالحذاء المصرى أمتن ويتحمل اكثر، لكن الصينى منظر بس، أنا كنت بفكر من شوية أروح أنام فى الجامع بدل ما أنا قاعد كده".
وتابع أن التصنيع المحلي للأحذية الذي يعتمد على خامات مستوردة من الخارج، فبعدما كان "نعل الحذاء" بـ ٨ جنيهات وصل إلى ٤٥ جنيها، مضيفا أن حركة البيع والشراء في انخفاض المستمر حتى مع قدوم شهر رمضان وموسم العيد.
وأشار إلى أنه دائما قبل نهاية رمضان بأسبوعين يأتى فاعلي الخير لشراء أحذية بالجملة للتبرع بها وإدخال الفرحة على قلوب المحتاجين فى العيد، فضلا عن أن التجار الآن الذين هم بحاجة إلى من يدخل الانتعاش فى قلوبهم لتغطية تكاليف الكهرباء والماء والإيجار.
وأضاف "فؤاد وصال" تاجر أحذية، أن الحركة التجارية توقفت بالكامل، مؤكدا أنهم يأتون يوميًا لفتح المحلات فقط، رغم الكثير من الخسائر لأن التصنيع المحلى يعتمد كليًا على الخامات المستوردة من دباغة وجلود وغيرها واستهلاك كهرباء وتكلفة أجور عاملين وإيجار المحل كل ذلك يحمل عبئا على التجار، فى الوقت الذى أصبحت فيه الحاره خالية من الزبائن.
وأوضح أن معدل ارتفاع الأسعار تخطى 200% والزبون اللى يدخل يسمع السعر ويخرج مايرجعش" شراء الأحذية أصبح مواسم وهى قبل نهاية رمضان استعدادا للعيد أو موسم دخول المدارس.
وأشار إلى أن ارتفاع سعر البضائع يعود إلى استقرار الدولار بعد تعويم الجنيه ولا يتوقع خفض الأسعار قبل حلول شهر رمضان.
من جانبه أعرب "محمد السيد" تاجر أحذية في "الفحامين" عن استيائه من تدهور الحالة الشرائية في السوق فبعدما كان السوق يكتظ بالزبائن، أصبح الآن البائعون جالسون على أبواب محلاتهم بلا أي زبائن، مشيرا إلى الأسعار زادت بنسبة كبيرة بسبب تحرير سعر الصرف وارتفاع الدولار.