قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خيانة مشروعة


قال الكاتب الصحفي عمرو الخياط رئيس تحرير أخبار اليوم في مقاله نقطة فوق حرف ساخن" وتحت عنوان " خيانة مشروعة" أن جماعة الإخوان تمارس التخابر من منطلق شرعي فتصطاد النشء من عناصرها الصغار لتدخله زمرة الأشبال لتبدأ عملية التغييب العقلي الجمعي وإلى نص المقال..

لن ينسي التاريخ أن الرئيس الإخواني المعزول الملقب بالعياط تتم محاكمته الآن بتهمة التخابر هو والعديد من قيادات جماعته الإخوانية، روايات وأفلام الجاسوسية تروي لنا العديد من قصص التخابر وتستعرض أساليب التجنيد المعروفة.. فتارة يتم اصطياد العميل استغلالا لطمعه في المال، وتارة أخرى يتم الإيقاع به بتوثيق علاقاته النسائية وابتزازه، وثالثة يتم أسره إنسانيا وماليا من خلال احتوائه وهو في أسوأ الظروف المادية والمعنوية بعد تعرضه للنصب والاحتيال خارج وطنه فيصبح غير قادر علي العيش في الغربة ولا يستطيع العودة لبلاده فيظهر فجأة من ينقذه ليكتشف أنه وقع في براثن التجنيد، تلك هي أساليب السيطرة المتعارف عليها.

وحدها جماعة الإخوان تمارس التخابر من منطلق شرعي، فتصطاد النشء من عناصرها الصغار لتدخله زمرة الأشبال لتبدأ عملية التغييب العقلي الجمعي، وتعاد صياغة مفهوم الوطن في الأذهان، ولتنطلق رحلة الخيانة المشروعة التي تمارسها الجماعة الإخوانية لتفرز أجيالا متعاقبة قد رسخ في ذهنها أن الدولة الوطنية وحدودها القطرية ما هي إلا تقسيمات إدارية تستهدف تفتيت وحدة الدولة الإسلامية التي ينبغي أن تذوب بداخلها الجنسيات والحدود والولاءات.

تلك هي الخطورة الكامنة التي تجعلك تمارس خيانة وطنك بنفس مطمئنة، ولم لا وانت تسمو فوق الوطن بمشروعك الإخواني الأممي؟! ولم لا وأنت تتعالى على الوطن الذي لايمثل إلا حفنة من التراب الممتد على أرضية المشروع الإسلامي؟!

لم يخطئ مهدي عاكف المرشد الأسبق عندما جاهر بعبارته «طز في مصر»‬، هو لا يقصد السب الظاهري، أنه يعبر بوضوح عن مفهوم المشروع الإخواني للوطن وعن عنوان العقيدة الإخوانية تجاه هذا الوطن الذي لا يتجاوز في الوجدان الاخواني إلا مساحة من الأرض الواقعة في زمام الدولة الاخوانية المنشودة، يمارس الاخواني خيانته لوطنه بجلد وإخلاص ودون أن يستوقفه ضميره لحظة واحدة، تنفيذا للتكليف الاخواني الصادر من التنظيم الذي يري ان قوة وتماسك الدولة الوطنية هما عائق حقيقي أمام المشروع الإخواني الأممي، فتبدأ عملية الهدم الشرعي للأوطان لتتجلى أعلى درجات الغباء الإخواني.

إذا كانت الدولة الاخوانية المزعومة لابد أن تقوم علي وحدات الدولة القطرية بعد انتهاكها وتفسخها فمن أين سيستمد مشروع الدولة الإخوانية قوته وتماسكه بعدما قام علي اطلال دول تم تفكيكها بفعل التنظيم الاخواني؟!، وكيف سيعاد بناء الدولة الاخوانية من مخلفات واطلال الأوطان؟!، وكيفية إعادة إنتاج التماسك والتوحد من رحم الهدم والتفسخ! إذن يترعرع العنصر الاخواني في بيئة فكرية قائمة علي التسفيه من الدولة الوطنية باعتبارها عقبة رئيسية في سبيل قيام دولة الاخوان الأممية العابرة للحدود، إلا أن تلك الأفكار لا تظل حبيسة الذهنية الاخوانية المشوهة بل تتجاوزها إلي الفعل المادي عند صدور التكليف من التنظيم الدولي الذي يضم قيادات غير مصرية، فتجد التنظيم بالكامل قد مارس التخابر مع حماس ومكن عناصرها من تدنيس الأرض المصرية عام ٢٠١١ وهي وقائع متداولة بأروقة المحاكم المصرية حتي الآن، شهدت إحدى جلساتها تصريحا علنيا من المعزول مرسي العياط أكد فيه »‬لو كان التخابر مع حماس جريمة فهذا شرف لي» ليفصح بوضوح عن عقيدة إخوانية مريضة قادرة على إيجاد المبرر الشرعي لخيانة الوطن.

وتستمر الجماعة الإخوانية في ممارسة خيانتها المطمئنة لتضبط عناصرها متلبسة بتهريب وثائق الوطن للكيان القطري بالتنسيق مع قناة الجزيرة وهي قضية منظورة أمام القضاء المصري ومعروفة بقضية التخابر مع قطر، ولا تتوقف خيانة الجماعة عند هذا الحد بل تواصل تلقي التكليفات والتمويلات القطرية والتركية لممارسة إرهابها ضد الدولة المصرية حكومة وشعبا لتتمكن من اغتيال الشهيد هشام بركات في عملية تمت إدارتها داخل غرفة عمليات في اسطنبول يشرف عليها ضباط أتراك دربوا ومولوا جبهة لواء الثورة الإخوانية إحدى أذرع الجناح العسكري الاخواني.

أمام هذه الحالة الإخوانية المتفردة بشرعنة الخيانة، تتجلى عملية توثيقها كفرض عين حال على كل مصري وطني شريف، تبقي عملية التوثيق لتلك الخيانة وضمان انتقالها كوديعة فكرية كجزء من التاريخ المصري الواجب ترسيخه في أذهان الأجيال المتعاقبة، عملية الغرس الذهني للوقائع المادية لممارسة الخيانة كجزء من أدبيات التنظيم الاخواني الي جانب التوثيق الكتابي والدرامي والمسرحي، هذه العملية يجب أن تتم في إطار مشروع قومي لحماية الدولة الوطنية، ولخلق ثقافة شعبية قادرة علي مواجهة أي محاولات اخوانية للعودة لاختراق جسد الدولة، عملية التوثيق يجب أن تقودها الدولة في مواجهة دعوات المصالحة التي تراهن علي الذاكرة الجمعية للمصريين، والتي ترصدها الجماعة لمحاولة التسلل الي مساحة النسيان التي أصابت تلك الذاكرة.

ابدأ بنفسك، وانعش ذاكرتك، ولاتنس ممارسات الجماعة للتخابر في السراء والضراء، مارستها مع حماس لإسقاط الدولة المصرية والانقضاض علي الحكم، ومارستها مع قطر في الطريق إلى الحكم، واستدعت مدير المخابرات الحربية القطرية لمساندتها في مواجهة المرشح أحمد شفيق في لقاء رصدته الأجهزة المصرية بالعقار ١٩٩ طريق المطار، ومارستها أثناء الحكم بتسريب وثائق الأمن القومي المصري لقطر، ولاتزال تمارسها في الدوحة واسطنبول ولندن بعد عزلها من الحكم.. إنه منهج واضح للخيانة المطمئنة، إنها الخيانة المشروعة!