الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جدول تطعيمات الأطفال


رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التى نعيشها منذ عقود مضت، إلا أن مصر تعتبر واحدة من أفضل دول العالم فى تطعيم الأطفال بالمجان ضد معظم الأمراض المعدية، واستطعنا -والحمد لله- القضاء على أمراض قاسية كشلل الأطفال وغيره من الامراض التى كانت تفتك بأطفالنا، وذلك من خلال جدول تطعيمات إجبارية بمواعيد محددة ومكتوبة على ظهر شهادة ميلاد كل طفل.

لكن هذا الجدول العظيم الذى ساهم فى حماية أبنائنا خلال السنوات الماضية بات بحاجة الى مراجعة، لإضافة تطعيمات أخرى إليه مثل باقى الدول التى تسبقنا فى هذا المجال، وعلى سبيل المثال لا الحصر، نعيش نحن هذه الأيام موجة شديدة القسوة من مرض الجديرى المائى، وهو مرض فيروسى يضرب الأطفال فى سن الحضانة والمدرسة، وكانت أعراضه محتملة نوعًا ما.

أما هذه الأيام فيبدو لى أن هناك سلالة شرسة من الفيروس شديدة العدوى، وبكل تأكيد ما يبدو لى هو مجرد ملاحظة ظاهرية ليس لها أى أساس علمى يؤكدها أو ينفيها، ولكنها مجرد ملاحظة من مشاهدة محدودة المكان والزمان لحدة انتشار المرض فى عدد من المدارس، فقد كان من المعتاد أن نسمع عن طفل أو أكثر فى مدرسة أو حضانة أو عمارة سكنية، ولم يكن من المعتاد أن نجد فصولا دراسية بأكملها قد أخذت العدوى، أو عائلة كل أطفالها أصيبوا بالمرض.

وهو ما يدعونا لدراسة الوضع على أسس علمية وعزل سلالة الفيروس المنتشرة حاليًا معمليًا ودراستها، وتطعيم أطفالنا إجباريًا ضد المرض مثلما معمول به فى كل دول العالم التى تسبقنا فى عدد التطعيمات الاجبارية، فقد شاهدت بنفسى أعراض المرض فى السابق وشاهدتها هذه الأيام عن كثب، وتابعت بنفسى حدة انتشاره فى عدد من المدارس وبين أطفال عائلات بأكملها.

وإن كانت تكلفة التطعيم عالية على الدولة فليكن هناك دعم جزئى للتطعيم ضد الجديرى المائى وغيره من الأمراض التى يتم تطعيم الأطفال ضدها فى العالم مثل الالتهاب الكبدى أ، وفيروس الروتا المسبب للإسهال، وضد الالتهاب السحائى (الحمى الشوكية) وغيرهم من التطعيمات التى صارت أجبارية فى العديد من دول العالم، وتكلفة الوقاية مهما علت فهى أقل من تكاليف العلاج، والدول التى تنشط فيه الوقاية من الأمراض، هى دول ذكية صحيًا واقتصاديًا.

لقد كتبت عن هذا الموضوع الحيوى الذى لم أكن أعيره بالًا مثلى ومثل كثير من الناس، حتى رأيت بنفسى انتشار موجة من موجات فيروس الجديرى المائى –إن جاز التعبير– ورأيت حجم المعاناة التى يعانيها أطفالنا الصغار وبخاصة عندما ينتشر المرض وقت الامتحانات وتأثيره على أطفالنا فى المدارس، وبعض الحالات تأخذ عدوى بكتيرية ثانوية لاحقة للمرض، وتدخل فى دوامة أخرى غير دوامة فيروس الجديرى المائى.

ولذا أتمنى أن يصدر السيد الرئيس تعليماته بمراجعة جدول التطعيمات الإجبارية لأطفال مصر، وإضافة التطعيمات الضرورية الأخرى التى يتم تقديمها فى الولايات المتحدة والدول الأوروبية الى جدول التطعيمات المصرى، وإن لم تكن الإمكانيات المادية تسمح، فليكن هناك دعم كبير من الدولة لأسعار التطعيمات غير المضافة الى الجدول الحالى، كى يتسنى للناس شرؤاها عندما تكون هناك ضرورة لذلك، فاذا كنا ندعم لبن الأطفال الرضع لحمايتهم من الجوع فأولى أن ندعم التطعيمات لحمايتهم أيضًا من المرض، وحفظ الله كل أطفال مصر من كل سوء.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط