على مدار التاريخ ومنذ أن شرع المهندس الفرنسي فرديناند دليسبس، في تنفيذ مشروع حلمه بحفر قناة السويس وضرب أول معول في حفر أهم مانع مائي في العالم يربط البحرين الأحمر والأبيض في ذات المكان الذي مازالت منصة تمثاله تقف على المدخل الشمالي الغربي لقناة السويس بمحافظة بورسعيد كان هناك العديد من الشخصيات المصرية البورسعيدية الوطنية التي لها بصمات كبيرة أثرت في المجتمع البورسعيدى وكذلك المصري، ومن بين هذه الشخصيات الشيخ محمد الفقى شيخ الصيادين أسطورتهم.
ولد محمد الفقى فى 1917 ببورسعيد ورحل فى 1987 كان رجل أمي لايجيد القراءة والكتابة لكنه رجل من جيل الرواد العطائين رجل لازالت اعماله باقية مؤثرة فى تاريخ بورسعيد
- شيخ الصيادين وأسطورتهم
ولد الفقى فى بلد انشأت على بحر وميناء وأعمالها وخدماتها فى مدينة كان الصيد فيا من المهن الأهم والأكثر انتشارا.
أفنى الشيخ محمد الفقى حياته فى خدمة الصيادين ومهنته التي كان عظيم الاعتزاز والانتماء لها ولا يوجد فى المنزل دائما ولا يعرف الاستقرار فهو دائم التنقل والترحال من بلد لآخر لحل مشاكل الصيادين.
أنشأ جمعيات بالإضافة للاتحاد التعاونى للثروة المائية فى عام 1961 والذى يمثل جمعيات الصيد على مستوى مصر ومنه يتفرع 92 جمعية تعاونية لصائدى الأسماك والاستزراع السمكى على مستوى الجمهورية، واستطاع الراحل أن يحصل للصيادين على إعفاء جمركي من الضرائب.
مازال بعض الناس يطلق على ميناء صيد بورسعيد ميناء الفقى الحاج محمد الفقى يعمل فى خدمة طوال فترة حياته.
علاقة الفقى بزعماء مصر وقصته مع السادات
كانت هناك علاقة قوية بين أسطورة الصيادين برؤساء مصر الكبار جمال عبد الناصر وأنور السادات.
وربطت بين الحاج محمد الفقى والرئيس الراحل أنور السادات علاقة قوية عندما أوى الحاج محمد الفقى الرئيس السادات أثناء هروبه من البوليس السياسى فى بحيرة المنزلة وكان معه الشيخ عبد السلام شحاته.
كان السادات عقب توليه رئاسة مصر يطلب عند ذهابه إلى محافظة السويس أو إلى محافظة الإسماعيلية بأن يكون الحاج محمد الفقى فى مقدمة وفود الحاضرين للزيارة، كما كان السادات يحرص على مرافقة الفقى فى جولاته الشخصية ببورسعيد.
وعندما التحق ابنه الاكبر بالكلية الحربية ووصل إلى امتحان كشف الهيئة والتقى بالقائد العام المنوط بالاسئلة قال له بلغ تحيات الرئيس جمال عبد الناصر للحاج محمد الفقى لدوره الوطنى العظيم مع الجيش المصرى.
- الفقى ودوره الوطنى
كان للشيخ محمد الفقى دورا وطنيا كبيرا ساهم فى حرب 1956 حيث كانت ميناء الصيد مسرحا للحرب والمقاومة الباسلة من الصيادين وكل طوائف بورسعيد.
اما فى حرب 1967 "النكسة"، وكانت أعداد كبيرة من جنودنا مشردين بعد أوامر الانسحاب العشوائي تائهين فى صحراء سيناء.
أرسل الفقى كل مراكب الصيد من ميناء بورسعيد إلى العريش وساحلها وما قبلها وبعدها وحتى شواطئ بالوظه ورمانه وبور فؤاد لتقل وتعيد حوالى" 17000 " ضابط وجندى من الجيش المصرى فى سواحل سيناء مستغلا مهنته ورجاله وعلاقاته الطيبة بالبدو فى سيناء.
- الفقى والنادى المصرى البورسعيدى
أنشئ الفقى رابطة مشجعي النادي المصري فى 1960 كأول رابطة مشجعين فى مصر تشهر رسميا فى الشئون الاجتماعية ووفقا لقانون الجمعيات والهيئات الأهلية برقم 102 لسنه 1960.
وتولى الحاج محمد الفقي رئاسة الرابطة من عام 1961 : 1967 … وأقام علاقات الحب والتعاون بين رؤساء الروابط في جميع الأندية ونشر الروح الرياضية ونبذ روح العداء والكراهية.
حصلت الرابطة على كأس الاتحاد الاشتراكي باسم الشهيد جواد حسني عام 1964: 1965 وكأس من محافظة بورسعيد عام 1962: 1963 وكأس بورفؤاد عام 1966: 1967.
ويعد الفقى أول من نظم رحلة للمشجعين بالقطار فى مصر وكانت من خلال اتفاقه مع هيئة السكة الحديد لنقل جماهير المصرى للقاهرة والعودة لتشجيع المصري أمام الأهلي وفاز المصرى بهدف أحرزه عبد الله عبد اللطيف نجم بورسعيد والمصرى.