قطر: نجهز ردا على المطالب الخليجية مع عدم واقعيتها

قالت قطر اليوم الخميس إنها تعمل مع الولايات المتحدة والكويت للرد على قائمة مطالب قدمتها دول عربية تتهم الدوحة بدعم الإرهاب الأمر الذي فجر أزمة إقليمية بين دول الخليج.
ونشب الخلاف هذا الشهر عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر متهمة إياها بدعم الإرهاب والتحالف مع خصمها إيران. وتنفي قطر هذه الاتهامات.
وقال مسؤول في واحدة من الدول الأربع إنها أرسلت قائمة من 13 مطلبا إلى قطر تضمنت إغلاق تلفزيون الجزيرة وخفض مستوى علاقاتها مع إيران وأمهلت الدوحة مهلة عشرة أيام لتنفيذ المطالب.
ومن المتوقع أن تنتهي المهلة يوم الأحد. وتحاول الكويت التي لم تقطع علاقتها بقطر الوساطة في النزاع بدعم من واشنطن.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري للصحفيين في واشنطن "بالنسبة للمهلة النهائية ومدتها عشرة أيام فنحن نعمل مع الأمريكيين والكويتيين لإعداد (ردود) ملائمة... للقائمة التي قدمت لنا".
وأضاف قائلا "ينبغي أن تكون المفاوضات في ظل الأجواء الصحيحة. ينبغي أن نهيئ الأجواء أولا قبل أن نجري هذه المفاوضات".
ونقل تلفزيون الجزيرة عنه قوله إن تحديد الدول الأربع مهلة تعد على سيادة قطر واصفا المطالب أنها غير معقولة.
وفي وقت سابق قال إن الدوحة مستعدة للتفاوض بشأن قضايا مشروعة تهم جيرانها بالخليج لكنه أضاف أن بعض المطالب تجافي المنطق.
وقال الوزير في بيان "لا يمكننا قطع العلاقات مع ما يسمى بـ«داعش» والقاعدة وجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية لعدم وجود مثل تلك العلاقات... ولا نستطيع طرد أي عضو في الحرس الثوري الإيراني لأنه لا يوجد أي عضو داخل قطر".
وقالت قطر إنها تدرس التقدم بشكوى ِلمنظمة التجارة العالمية ضد "الحصار" الذي تفرضه عليها السعودية ودولة الإمارات العربية والبحرين ومصر.
وقال علي الوليد آل ثاني ممثل قطر لدى المنظمة لرويترز "نعمل وفقا لفرضية أن هذه الإجراءات ستطبق لفترة. ليست بالضرورة كذلك لكننا نعمل بناء على هذه الفرضية".
وأضاف "نحن نستكشف جميع المسارات القانونية الممكنة، بما في ذلك هيئة تسوية المنازعات (في منظمة التجارة العالمية) لكن دون الاقتصار عليها".
ومن ناحية أخرى قال مصدران مطلعان اليوم إن منظمة قطرية تعمل في مجال حقوق الإنسان استعانت بمكتب محاماة سويسري للمساعدة في طلب تعويضات للمواطنين الذين تضرروا بسبب العقوبات المفروضة على الدوحة.
وكان سفير الإمارات لدى روسيا قد قال إن قطر ربما تواجه عقوبات جديدة إذا لم تف بتلك المطالب. وأضاف في مقابلة صحفية أن دول الخليج ربما تخير شركاءها التجاريين بين العمل معها أو مع الدوحة.
وقال الشيخ محمد إنه نظرا لأن قطر لن يمكنها الكف عن أمور لم تفعلها قط "كان علينا أن نستنتج أن الغرض من المهلة ليس معالجة القضايا المدرجة وإنما الضغط على قطر للتنازل عن سيادتها. وهذا ما لن نفعله".
وأضاف في واشنطن أن المطالب "وضعت لتُرفض" وإنهم أبلغوا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن المطالب "غير واقعية".
وتدعم تركيا الدوحة في الأزمة الإقليمية. وقالت مصادر في وزارة الدفاع التركية اليوم الخميس إن من المقرر أن يزور وزير الدفاع القطري أنقرة غدا الجمعة ويعقد محادثات مع نظيره التركي.
وحث أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية قطر على أن تختار جيرانها العرب.
وقال على تويتر أمس الأربعاء "وقد قاربت ساعة الحقيقة، ندعو الشقيق أن يختار محيطه، أن يختار الصدق والشفافية في التعامل، وأن يدرك أن صخب الإعلام وبطولات الأيديولوجيا وهم زائل".
ونشر الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الإمارات ورئيس الوزراء وحاكم دبي قصيدة على حسابه على إنستجرام الليلة الماضية دعا خلالها قطر إلى الاتحاد مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي.