قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

شخصيات لها تأثير فى المجتمع البورسعيدى.. 28 عاما على رحيل فارس القلم مصطفى شردى.. ورث حب الصحافة عن والده.. وأرسى مدرسة صحفية قبل مماته.. صور

صدى البلد

ورث شردى حب الصحافة عن والده محمد شردى
حقق مصطفي شردي أول نصر صحفي في حياته عام 1956 عندما فضحت كاميرته الاحتلال
ترأس تحرير جريدة الوفد باختيار من فؤاد باشا سراج الدين رغم عدم شهرته وقتها
رثاه فؤاد سراج الدين قائلا كان كاتبًا وطنيًا من الطراز الأول، وله حس سياسي رائع
اهالى بورسعيد حولوا جنازة شردى الى مظاهرة شعبية تعبيرا عن حبهم له عجز الامن السيطرة عليها
حظى مصطفى شردى باحترام الزعماء المصريين والعرب والتقى بناصر و السادات ومبارك


على مدار التاريخ ومنذ أن شرع المهندس الفرنسي فرديناند دليسبس، في تنفيذ مشروع حلمه بحفر قناة السويس وضرب أول معول في حفر أهم مانع مائي في العالم يربط البحرين الأحمر والأبيض في ذات المكان الذي لا تزال منصة تمثاله تقف على المدخل الشمالي الغربي لقناة السويس بمحافظة بورسعيد كان هناك العديد من الشخصيات المصرية البورسعيدية الوطنية التي لها بصمات كبيرة اثرت في المجتمع البورسعيدى وكذلك المصري، ومن بين هذه الشخصيات الراحل فارس القلم مصطفى محمد شردى.

ولد مصطفى شردى فى 5 اكتوبر 1935 وحصل على ليسانس الاداب قسم الصحافة عام 1961 من جامعة القاهرة ، ورث مصطفي شردي حب الصحافة من أبيه " محمد شردي " الذي كان يعمل محررا بجريدة " المصري " ، وكان مصطفي شردي في مدرسته يصدر مع أقرانه مجلة حائط يومية يكتبونها بأيديهم.

عندما وصل شردى إلي سن الخامسة عشرة بدأ رحلته الصحفية مع جريدة " المصري " ، وكان وقتها يغطي أحداث معارك الفدائيين في منطقة القناة .، وعندما أغلقت جريدة " المصري " انتقل إلي "دار أخبار اليوم" (الأخبار اليومية – الجيل - آخر ساعة ) يكتب ، ويلتقط الصور ، ويبعث الإثارة بتحقيقاته المصورة.

وفي عام 1956 حقق مصطفي شردي أول نصر صحفي في حياته فبينما كان يحمل البندقية للدفاع عن مدينته الصامدة كان يخفي الكاميرا في ملابسه ، والتقط عشرات الأفلام التي تفضح العدوان .

وفي عام 1958 سافر إلي لبنان ليغطي أحداث الحرب الأهلية هناك ، وفي عام 1970 كلفته أخبار اليوم مع مجموعة من الطيور المهاجرة في الخليج العربي ليساهم في إصدار صحيفة " العروبة القطرية " بالدوحة ، ثم انتقل إلي أبو ظبي ليؤسس أول جريدة يومية في دولة الإمارات العربية ، وهي " الاتحاد " ، وقد أسسها مع نخبة من فرسان الصحافة أمثال ( جمال بدوي و جلال سرحان .. ) ، ثم اشترك في تأسيس جريدة " الوفد " الأسبوعية عام 1984 ، وبعدها تولي رئاسة جريدة الوفد ، وظل في هذا المنصب حتى توفاه الله فى 30 يوينو 1989.

عندما توفي مصطفى شردى قبل 28 عامًا، ترك تلاميذ، تعلموا منه فنون الصحافة، والمهنية الحقيقية فى بلاط صاحبة الجلالة، ولم يكن مصطفى شردى عندما اختاره رئيس حزب الوفد فؤاد سراج الدين عام 1983 للإعداد لإصدار جريدة للحزب اسمًا مشهورًا، ولا نجمًا مرموقًا، بل كان كاتبًا مُحترمًا فى جريدة أخبار اليوم، واحترامه لنفسه ومهنته جعله محل اهتمام مصطفى أمين، وهو الذى رشحه لفؤاد سراج الدين، ليرأس له جريدة «الوفد»، فنجح فى مهمة شاقة، وبات أكثر الصحفيين شهرة، ونجمًا لامعًا فى عالم الصحافة.

وعندما مات لم يَقُل فيه فؤاد سراج الدين كلمات رثاء، بل كانت كلماته تعبيرًا عن حقيقة، فجاءت كالمديح عندما قال: (كان مصطفى شردي – رحمه الله ـ عبقريًا في الصحافة، وكان من أعظم الصحفيين في تاريخ مصر كلها. وكان كاتبًا وطنيًا من الطراز الأول، وله حس سياسي رائع، لم أقم بتوجيهه أبدًا لكتابة أي مقال، ومع ذلك كان يقوم بالتعبير عما في نفسي كأحسن ما يكون. وهو بالإضافة إلى ذلك يتميز بشجاعة كبيرة. وكان حازمًا جدًا في عمله، ومع ذلك التفَّ حوله العاملون معه. وكان صديقهم الكبير، بابُه دائمًا مفتوح لهم، لذلك أحبوه، رغم شِدَتِه، لأنَّه إنسانٌ من الطراز الأول).

وخاض شردى الكثير من المعارك من اجل مسقط رأسه ومعشوقته بورسعيد الباسلة منها ما كان تحت قبة البرلمان عندما نجح فى البرلمان ومنها ماكان على صفحات جريدة الوفد التى ترأس تحريرها.

وحظى شردى منذ صغره وعمله فى بلاط صاحبة الجلالة باحترام كافة زعماء ورؤساء مصر و الدول العربية يتقدمهم الراحلان جمال عبد الناصر ومحمد انور السادات والتقى شردى بمحمد حسنى مبارك وعرض عليه الكثير من القضايا الهامة بالشعب المصرى و اهالى الباسلة .

وعشق شعب بورسعيد بجميع طوائفهم السياسية و الدينية مصطفى شردى لترابطه معهم ودفاعهم عن قضاياهم مهما كانت
فى يوم رحل شردى الى الرفيق الاعلى اتشحت الباسلة بالسواد وكانت جنازته تعبر عن حب جارف لفارس القلم حيث خرج الالاف من الشعب البورسعيدى لتوديع الفقيد الى مثواه الاخير فى جنازة عجز الامن السيطرة عليها مما اضطر الى فتح كافة الشوارع الفرعية المؤدية الى مقابر الاسرة لاحتواء المشيعين .

وعلى الرغم من مرور 28 عاما على رحيل شردى الا ان بورسعيد بكافة طوائفها تتذكر رحيل فارس القلم وكأنه الامس فقد رحل وترك اجيالا وقيما ومثلا لا تزال تؤثر بالمجتمع البورسعيدى مثلما ترك اجيالا يعملون فى بلاط صاحبة الجلالة من خلال مدرسة ارسى قواعدها ومن بين هؤلاء الابناء ابنه محمد مصطفى شردى.

-