"هبقى دكتورة مخ وأعصاب إن شاء الله، واعالج الغلابة ببلاش، وكمان أعالج صحابي من أفكارهم الجنونية".. هكذا بكل بحب وأمل وخفة ظل كانت تتحدث نيرة الطالبة المتفوقة دائما، والحافظة لكتاب الله منذ صغرها.
نيره كانت حمامة السلام بين صديقاتها، وعرف عنها أنها كانت تصلح دائما أي خلاف بينهم، وكانت تتدخل لحل أي مشكلة بهدوء وسكينة.
ودارت الأيام وأصبحت بالمرحلة الثانوية العامة بمدرسة فاطمة عنان أم المعلمين الثانوية بنات بميت ضافر، وتفوقت وحصلت منذ أيام على المركز الأول بمدرستها الثانوية بمجموع 403.5 درجة بنسبة98.41%، ولكن تحقق الحلم بعد فوات الآوان، فقد مرضت نيرة ورحلت للعالم الآخر ودفن حلمها معها للابد.
يقول والدها بنتى كانت أصغر أخوتها، هانى الكبير وهشام وعبد الرازق توأم وهى الصغيرة، تفوفت على نفسها وسبقت كمان اخواتها، فهم اكتفوا بالتعليم التجاري، وهى صممت تواصل للثانوى عشان تبقى دكتورة، كلنا كنا بنشجعها كلنا كنا بنفخر بيها مشرفانا دايما ورافعة راسنا، وفي مرة بقولها هتجيبى 98 قالت ليه كده هعدي كمان يا بابا.
وتابع الوالد "قبل الامتحانات تعبت جدا من الإرهاق وكشفت عليها واخدت علاج وبقت كويسة، وبعد الامتحان على طول وشها بدأ يتغير لسة كانت بتخرج عادى، وفجأة دخلت فى غيبوبة لحد دلوقتى مش عارف السبب فى كل ده أيه، ربنا ينتقم من أى حد اداها علاج خطأ أو تسبب فى تدهور حالتها، ربنا يرحمك يا عروسة الجنة.
فيما قال شقيقها هاني "نيرة مش اختى بس دى اختى وبنتى وحبيبتى، راحت مننا وراح معاها حلمها بأنها تبقى دكتورة مخ واعصاب كبيرة، كان نفسها تساعد الغلابة وتعالجهم، كانت حنية الدنيا فيها ربنا يرحمك يا أغلى الناس"
وقال صالح العزونى مدرس رياضيات "نيرة كانت أشطر طالبة عندى مع أنها دخلت علوم، وكانت بتحب الرياضة ودايما يتقفلها، وكنت دايما بدي جوايز للمتفوقين، وكانت بتبقى أول واحدة، الواحد مش مصدق بس امر الله نفذ، كانت جميلة فى كل شئ، آخر مرة شفتها بعد الامتحان على طول بقولها ها هنبارك بالتفوق، قالت بالأولى كمان، فارقتنا وهى سابية فراغ وحزن كبير".
فيما قال سيد كبشة مدرس، "نيره كانت أشطر طالبة، ذكية مؤدبة، حافظة القرآن الكريم، كلنا بنحبها جدا، وفاتها كانت صدمة للكل، ورغم التنافس الموجود بينها وبين زميلاتها، إلا أنهم كانوا بيحبوها بشكل كبير وبيحبوا يذاكروا معاها".
وقالت نورا محمد إحدى صديقات الراحلة نيرة، كانت لو لقت واحدة غايبة فينا عن المدرسة أو الدرس تروح البيت بنفسها تتأكد أنها كويسة، كانت مرتبطة جدا بعمتها اللى معاهم فى نفس المكان وتبات وتقعد تذاكر عندها ودايما عمتها والعيله كانوا بيشجعوها على التفوق، إحنا هنعمل ليها تأبين كل واحدة فينا هتحكى عن كل حاجة حلوة عملتها معانا.. في الجنة ونعيمها.