هجوم سيدني .. سجّلت مدينة سيدني الأسترالية واحدة من أكثر الحوادث دموية خلال السنوات الآتية بعد ارتفاع عدد قتلى الهجوم المسلح الذي استهدف احتفالا يهوديًا على شاطئ بوندي إلى 16 شخصًا، فيما بلغ عدد المصابين 38 شخصًا، بحسب ما أفادت به هيئة الإذاعة الأسترالية في آخر حصيلة معلنة حتى الآن.
تفاصيل الهجوم المسلح في سيدني
وقع الهجوم صباح الأحد عندما استهدف مسلحون احتفالا يهوديا بعيد الأنوار حانوكا كان مقامًا على شاطئ بوندي أحد أشهر شواطئ مدينة سيدني وفقا لما نقلته وسائل إعلام محلية.
واقرأ أيضًا:

وأفادت التقارير بأن مسلحين اثنين كانا يرتديان ملابس سوداء أطلقا النار من جسر مجاور على مئات المشاركين في فعالية حانوكا على البحر التي نظمتها حركة حباد ما تسبب في حالة من الذعر والفوضى بين الحاضرين.
مشاهد مروعة ومحاولات إنقاذ
أظهرت مقاطع مصورة من موقع الحادث ضحايا ملقين على الأرض ومحاولات إسعاف عاجلة في ظل حالة من الارتباك الشديد كما وثقت اللقطات تدخل عدد من المدنيين إلى جانب عناصر من الشرطة للسيطرة على المهاجمين بعد دقائق من بدء إطلاق النار.
وأكدت مصادر داخل الجالية اليهودية أن من بين القتلى مبعوث حركة حباد في سيدني إيلي شلانجر بالإضافة إلى طفل يدرس في مدرسة يهودية فيما أُبلغ عن فقدان عدد من أولياء الأمور خلال الهجوم وهو ما زاد من حالة القلق داخل المجتمع المحلي.

شهادات ناجين وانتقادات للإجراءات الأمنية
قال أحد الناجين ويدعى حاييم ليفي إنه كان برفقة أسرته في الاحتفال عندما اندلع إطلاق النار بشكل مفاجئ موضحا أنهم سمعوا أصوات انفجارات دون أن يدركوا ما يحدث في اللحظات الأولى.
وأضاف ليفي أنهم حاولوا الاحتماء والفرار وسط غياب وجود أمني كافٍ مؤكدا أن وصول الشرطة استغرق نحو خمس عشرة دقيقة وهو ما سمح بتفاقم حجم الخسائر البشرية.
تباين الأرقام في الحصيلة الأولية
وفي وقت سابق أعلنت شرطة نيو ساوث ويلز أن الهجوم أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة 29 آخرين بجروح قبل أن ترتفع الحصيلة لاحقا إلى 16 قتيلًا و38 مصابًا وفقًا لهيئة الإذاعة الأسترالية في تحديث لاحق، ما يعكس حجم الارتباك في الساعات الأولى بعد الحادث.
إجراءات أمنية وتحقيقات موسعة
دعت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز السكان والمتواجدين في المنطقة إلى الابتعاد عن موقع الحادث بعد الاشتباه بوجود جسم مشبوه يُرجح أن يكون عبوة ناسفة فيما باشر خبراء المتفجرات فحص المكان وتأمين محيطه.

وفي أول تعليق رسمي وصف رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي ما جرى بأنه مشاهد صادمة ومفجعة مؤكدا متابعته لتطورات الحادث بشكل مباشر وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المختصة.
ردود فعل دولية واسعة
امتدت تداعيات الهجوم إلى خارج أستراليا حيث أعلنت السلطات البريطانية تعزيز وجود الشرطة قرب المعابد اليهودية في المدن البريطانية عقب الحادث بحسب ما نقلته صحيفة الغارديان عن شرطة سكوتلاند يارد.
وقالت شرطة لندن إنها تعمل بالفعل مع شركاء من بينهم المنظمة الخيرية Community Security Trust لتعزيز الوجود الأمني حول المعابد اليهودية وغيرها من الأماكن التي يتجمع فيها اليهود عادة إضافة إلى تسيير دوريات إضافية في المناطق المأهولة بالسكان.
ووصف العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث حادث إطلاق النار على شاطئ سيدني الذي أسفر في حصيلة سابقة عن مقتل 12 شخصا بأنه الهجوم الإرهابي المعادي للسامية الأكثر فظاعة.
كما عبّر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ووزيرة الداخلية شبانة محمود ووزيرة الخارجية إيفيت كوبر عن تعازيهم وتضامنهم مع ضحايا الهجوم وأسرهم.

مواقف أمريكية وإدانات رسمية
من جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن هجوم سيدني مروع مؤكدا أن الهجوم في أستراليا كان معاديا للسامية كما أشار في تصريحات أخرى إلى أن الهجوم في سوريا كان من تنظيم داعش وليس الحكومة السورية.
بدورها أدانت جمهورية مصر العربية الهجوم المسلح الذي وقع في مدينة سيدني الأسترالية مؤكدة رفضها لكل أشكال العنف والتطرف وتشديدها على موقفها الثابت الداعي إلى تضافر الجهود الدولية لمواجهة هذه الظواهر.
وأعربت مصر عن خالص تعازيها وصادق مواساتها لحكومة وشعب أستراليا الصديق في ضحايا هذا الاعتداء.
تعزيز أمني عالمي حول المعابد
على خلفية الهجوم كثفت الشرطة في عدد من المدن الكبرى إجراءاتها الأمنية خلال احتفالات عيد الأنوار حانوكا بما في ذلك برلين ولندن ونيويورك ووارسو إضافة إلى فرنسا حيث أعلن وزير الداخلية طلبه من السلطات المحلية تشديد الإجراءات الأمنية حول المؤسسات اليهودية.

دور لافت خلال الهجوم
وفي سياق متصل صرح مسؤول في الجالية الإسلامية بأستراليا بأن الشخص الذي منع منفذ إطلاق النار من إكمال هجوم سيدني مسلم وهو ما لقي تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.
ولا تزال التحقيقات جارية لكشف ملابسات الهجوم ودوافع منفذيه في وقت يشهد محيط الجالية اليهودية بمدينة سيدني تشديدًا أمنيًا غير مسبوق وسط حالة من الحداد والترقب.



